هذا المساء . تناولوا العشاء في النادي و ابدى نيك اهتماماً خاصاً بداليا متجاهلاً شيلي الا فيما يخص الكلام عن العمل في الفيلا , وكانت داليا تبدو سعيدة بهذه المعاملة امام المراة التي تعتبرها منافستها و كانت تراقب اقل حركة تقوم بها شيلي وهي متأكدة ان مصممة الديكور قد بدات ترمي شباكها حول خطيبها .
كان الجو رومنسيا و هادئاً في مطعم النادي, ولم يكن يسمع سوى صوت الموسيقي الجميلة الهادئة و كانت كل الطاولات منارة و مزينة بالشموع و باقات الزهور و كانت الاواني الكريستال و الفضة تلمع تحت ضوء الشموع, فأخذت شيلي تحلم بعشاء مميز وحدها مع نيك في مثل هذا الجو الحميم ,لكنها الآن مضطرة للعب هذا الدور الذي فرض عليها فرضاً .
وكانت تلاحظ بين الحين والاخر ان نيك ينظر اليها بطرف عينه, كما لاحظت ان داليا لم يفتها شيء من هذه النظرات .
في اليوم التالي فاجأت شيلي خطيبة سيد المكان وهي تتحدث طويلاً مع احد العمال المسؤولين عن الاعمال الخارجية كانت تبدو وكانها تعطيه بعض الملاحظات, وكان نيك متغيبا في المدنية حيث بدأ يبحث عن مكتب له, اهذا دليل رغبته في الاقامة في كورفو ؟ كيف ستتأقلم داليا مع الحياة على الجزيرة ؟ خاصة و انها تحب لندن و يجذبها صخب المدينة الكبيرة ومحلات الازياء و المطاعم الفاخرة .. بينما اقرب بلدة لهذه الفيلا تبدو صغيرة و هادئة, اما المدينه فانها بعيدة قليلاً و اذا كانت هذه المنطقة تمثل لشيلي قطعه من الجنة, فانها بالنسبة لداليا جحيم رتيب ...
انضمت اليها داليا بعد قليل و بدأت تكلمها عن ديكور الصالون الكبير, ولاحظت شيلي منظرها المخادع, وهذا لم يكن يعجبها ابداً و بدون ان تفهم السبب .
- اريد ورق جدران ! فأنا اكره كساء الجدار الخشبي هذا !
- لكنه رائع .. لا يجب ان تنزعيه ..
- انا من يقرر هنا, لا انت آنسة سكوت .بالفعل, انها صاحبة القرار فيما نفع النقاش, الافضل ان ينتهي العمل باقصى سرعة كي تعود اخيراً الى لندن وكانت تعلم ان المعركة ستكون خاسرة بالنسبة لها .
ومنذ وصولها الى الجزيرة وهي لم تاخذ يوم اجازة واحد, انها بحاجة لبعض الراحة و الاسترخاء و عندما اخبرت نيك عند عودته بنيتها, سألها فقط اين تنوي الذهاب .
- اريد زيارة قصر الامبراطورة اليزابيت .
كانه كان يتوقع جوابها هذا, فبدأ يصف لها هذا القصر البندقي الذي رممته الامبراطورة كذكرى لولدها ردولف الذي انتحر في مايرلنغ , كل ديكور القصر كانت تستوحي افكارها من الدلافين .
- ذلك لأن الدلفين كان حيواناً مخلصاً لوالدة اشيل الحقيقة تيتيس .. اضاف نيك مبتسماً .. ها نحن نعود من جديد الى اعمق الاسطورة .
خرجت شيلي باكراً في اليوم التالي بعد ان سمعت نيك يقول لخطيبته انه سيزور المكتب و سيعود متأخراً بعد الظهر اذا لن ترافقه داليا ..
في القرية استقلت شيلي سيارة اجرة اوصلتها الى القصر, رغم جمال المناظر الريفية الجميلة التي تركتها وراءها تنفست شيلي الصعداء عندما نزلت من سيارة هذا السائق المتهور الذي كان يقطع المنعطفات بسرعة جنوبية و يتكلم كثيراً .
- اتفضلين ان انتظرك ؟ سألها السائق .
- لا ,لا شكراً .. اجابته بسرعة و ابتعدت.
بعد نصف ساعة في القصر رأت قامة نيك الطويلة وهو يتجه نحوها, ماذا جاء يفعل هنا ؟ وكان قد اقترب و الابتسامة علي وجهه .
- يبدو انك تفاجأت برؤيتي هنا ؟
- بالتأكيد ماذا تفعل هنا ؟
- انا ايضا بحاجة ليوم من الراحة . اجابها بمرح .
- حقا ؟ ورغبت بزيارة هذا القصر ؟
- اتتساءلين لماذا ؟
- طبعاً, انا لم اكن اتوقع ان اراك هنا .. خاصة و انك تعلم بانني سأكون هنا ...
فهز رأسه و عيونه تتفحصها وكأنها تريد ان تحفظ في الذاكرة كل ما ترتديه .. ملامح وجهها ولمعان شعرها .
- وخطيبتك ؟ هل ستقضي النهار وحدها ؟ .. فهز كتفيه و قال
- ستعرف كيف تسلي نفسها ! هل رأيت كل القصر ؟
- نعم لقد زرته كله .
- فلنزر الميدان ! . ثم امسك ذراعها و رافقها الى الحديقة التي تنتشر فيها عدة تماثيل رائعة, فتعرفت شيلي الى كل الآهة من الإلآهات التسع الشقيقات اللواتي احببن الغناء و الشعر و الفنون و العلوم و الميتولوجيا الاغراقية و تصفيات بلاتون و سوفوكل و هومير و امير يبيد و غيرهم ...
- ما رأيك لو نشرب شيئا ؟ اقرح نيك عليها اخيراً وهو يشير الى مقهي مختفياً بين الازهار المتعددة الالوان .
أنت تقرأ
روايات احلام/ عبير: ومرت الغيوم
Romance-لا هذا مستحيل ! .. صرخت شيلي عندما علمت ان باسم زبونها الجديد و قد عهد اليها مديرها بمهمة تجديد ديكور قصر أحلامها . لحساب ... زوجها السابق نيك وايت و خطيبته الحالية ! كم حاولت طيلة هذه السنوات ان تنساه وها هو القدر يضطرها للمواجهة من جديد . حاولت...