لم تصدق شيلي اذنيها و احست بجرح كبير في كبريائها فقالت متعلثمة :
- هذا الم .. الم يمثل شيئا بالنسبة لك ..؟ اوه نيك ..
- ماذا تريدين ان يمثل لي ؟ قال وهو يرتدي قميصه .. كانت لحظات جميلة .. اليس كذلك ؟ لا تجعلي الامر يبدو ماسوياً! لماذا كل هذه الدهشة ؟
ثم نهض و عقد حاجبيه و اضاف بسخرية قبل ان يدخل الى الحمام .
- انت الآن فتاة كبيرة ,شيلي اعتقد انك مثلي تستغلين هذا النوع من الترفيه كلما سنحت لك الفرصة ...
مضي اسبوع و لم تكن شيلي قد تخطت هذه الصدمة .
كانت تتمزق بين الحب و الكره, وكانت تشعر بالاحتقار و العار لأنها عوملت كانها فتاة سهلة يمكن التسلية معها لساعات ثم نسيانها, انا الا اريد ان اراه .. كانت تكرر لنفسها كل لحظة بيأس كبير .
في صباح هذا اليوم المشمس وصلتها رسالة فقلبتها شيلي بين يديها بقلق قبل ان تفتحها, الطابع البريدي كان في اسبانيا ,لكن الخط ليس خط والدتها وزوج والدتها لم يسبق له ان كتب لها من قبل, مزقت الغلاف و اخرجت غلاف آخر و رسالة .
- عزيزتي شيلي .
ان عمك هو الذي يكتب لك اليوم لأنقل لك خبراً حزيناً جداً ..
لا مستحيل ... والدتها ؟ ... انها في الخامسة و الاربعين فقط من عمرها !
ثم فتحت الغلاف الثاني الذي كانت والدتها قد كتبت عليه اسم ابنتها, عندما علمت انها مصابة بمرض خطير في قلبها, كتبت اعترافاً و طلبت من زوجها ان يرسله لابنتها شيلي بعد وفاتها .
تمكنت شيلي من خلال دموعها من تميز الحروف و الكلمات, كانت تلك دموع الهم و الغضب, قرأت الرسالة كلها و كانت لا تزال في يدها عندما سمعت جرس الباب ففتحته بحركة آلية .
- شيلي ! صرخ ستيفن .. ماذا حصل ؟ تبدين منهارة ... هل انت مريضة ؟
- لا ... لا .. ادخل تفضل بالجلوس ماذا هنالك ؟
- حاولت الاتصال بك, لكن يبدو ان هاتفك معطل .. فجئت الى زيارتك, يجب ان تعودي الى الالشويك .
- ولكن اليوم هو الجمعه ؟ و ليس من عادتنا ان نعمل يومي السبت و الاحد .
- اعلم ذلك .. لكن السيد وايت يريد رؤيتك صباح غداً في الساعة العاشرة و نصف, وحسب ما فهمت من لهجته انه خارج نفسه, وكأن هناك شيئاً لا يعحبه في القصر .. لم استطع ان اقول له باننا لا نعمل يوم السيت انت تفهمين, اليس كذلك ؟ اذهبي اليه و ستأخذين يوم اجازة في وسط الاسبوع .. شيلي انت تسمعينني ؟ ماذا حصل ؟
- لقد علمت لتوي بوفاة والدتي . ازمة قلبية .. اوه ! ستيفن لم اكن اعلم انها مريضة ...
- انا اسف .. قال لها مرتبكاً لكل مرة يضطر لايجاد كلمات تعزية .. انا افهم, هل ستذهبين لحضور الدفن ؟
- لقد دفنت منذ اسبوع و ناولته الرسالتين .. سأحضر القهوة اقرأها .. و دخلت المطبخ عندما عادت تأملها ستيفن بدهشة .
- زوجك السابق كان يدعي نيك كزبوننا الحالي ؟
- نيك وايت نعم .. اجابته وهي تضع الصينية على الطاولة ثم سكبت القهوة في الفنجانين .
- اذا والدتك هي المسؤولة عن طلاقك .
- نعم . هذا ما اخبرتني به الرسالة, انها ...و اجهشت بالبكاء فأخذ ستيفن الفنجان من يدها و ساعدها في الجلوس على الكنبة و الدموع تنهمر من عيونها بغزارة .
- بعد ايام من مغادرتي منزل نيك, زار نيك والدتي توسل اليها كي تقول له اين يجدني لكنها ... طردته, كانت قد ارسلتني الى منزل عمتي الايكوس .. ومن جديد منعتها دموعها من متابعة الكلام .
- و قالت لزوجك انك لا تريدين رؤيته, تابع ستيفن بهدوء .. ادعت انك تريدين الطلاق كي تتزوجي من بول .. اهو ذلك الحبيب القديم الذي كلمتني عنه ؟
- نعم انه السبب بكل ما حصل, انا لم اكن احبه حقاً وكانت والدتي تعلم ذلك, لكنه كان يعجبها وكانت تكره نيك كثيراً ... ف ... ف ...
- فدمرت زواجكما دون رحمة !
انها المرة الاولى التي ترى شيلي ستيفن بهذا الغضب هو الذي لم يكن يقل اية كلمة بهذا الانفعال ..
- كيف استطاعت ان تفعل شيئاً مماثلاً مع ان سعادتك كانت مهددة ؟
- قالت لي بان نيك اتصل هاتفياً وانه يرفض مسامحتي و انه يريد استعادة حريته ...
- و ابعدتك عنه و منعتك من رؤيته .. ولكن لماذا شيلي لماذا ؟
- كانت تكره نيك لأنه يوناني, بالنسبة لها انه ليس سوى رجل متعجرف, متوحش بربري .. مع ان هذا لم يكن صحيحاً وانا لم اهتم بكلامها وحصلت على الإذن بالزواج بعد نقاشات كثيرة معها و بعد ان هددتها ..
- هددتها ؟
- نعم هددتها بانني سارحل عن المنزل و بانني لن اراها من جديد, ثم كانت هي تعلم ايضاً انها اذا رفضت سأتزوج نيك رغماً عنها, فاستسلمت كانت تخشى ان اقيم علاقة معه و اتبعه الى اليونان .
- الم تكن تعلم انه من والد انكليزي ؟
- بالتأكيد كانت تعلم, ولكن هذا لم يكن يعني شيئاً بالنسبة لها, كانت ترى انه اجنبي غريب فقط, ثم مسحت دموعها بمنديلها و اضافت بصوت منخفض.. بالتأكيد, انت لاحظت انني لا ازال احب نيك ...
- نعم, شيلي و لقد فهمت الآن اشياء كثيرة
- لهذا السبب لم اكن اريد ان اشرف على ديكور القصر .. لأننا كنا انا ونيك قررنا شراءه في الماضي والآن سيعيش فيه .... مع ....مع .. و اجهشت بالبكاء من جديد .
- هيا شيلي اهدأي ..
- لا استطيع ستيفن ! انا بائسة ! نيك يكرهني اليوم !
وفكرت الليلة التي قضياها معاً و بكت بحرارة, اقترب منها ستيفن و امسك كتيفها اسند رأسها على كتفه و حاول مؤاساتها الى ان هدأت و توقفت عن البكاء لكنها كانت في حالة انهيار كامل وغير قادرة على التصرف و على العمل.
أنت تقرأ
روايات احلام/ عبير: ومرت الغيوم
Romance-لا هذا مستحيل ! .. صرخت شيلي عندما علمت ان باسم زبونها الجديد و قد عهد اليها مديرها بمهمة تجديد ديكور قصر أحلامها . لحساب ... زوجها السابق نيك وايت و خطيبته الحالية ! كم حاولت طيلة هذه السنوات ان تنساه وها هو القدر يضطرها للمواجهة من جديد . حاولت...