الفصل السادس

12.7K 263 0
                                    

بعد قليل ذهب بقية العمال و هبط الظلام و انهمر المطر و بدا القصر الكبير مهجوراً من جديد, فتحت شيلي جارور المكتب ولم تر فيه اولاً سوى بضعة اوراق, لا بد انها ليست مهمة والا لما تركها نيك في جاروره دون ان يقفله بالمفتاح, ايجب عليها السفر الى اليونان ؟ لا بد ان لنيك اسبابه, ماذا ينتظر منها ؟ لقد اجل زواجه .. تنهدت بيأس ووقفت امام النافذة كان المطر لا يزال يتساقط وهي وحدها في هذا القصر مع اشباح الماضي ,كم كانت تحب هذا القصر .. الى ان اصبح ملكاً لداليا التي ستعيش مع نيك فيه ,هذا المنزل ليس مسكوناً بالاشباح الخيالية, انه مسكون بشبح داليا, ورغبت شيلي ان تهرب من هذا المنزل بأقصى سرعة, واردات ان تقفل الجارور ,لكنها لاحظت علبة مخملية يبدو انها علبة مجوهرات, فلم تستطع ان تقاوم فضولها, ولكن بنفس اللحظة التي مدت فيها يدها لتسحب العلبة ظهر نيك, ودون أي كلمة دار حول المكتب و اقفل الجارور, فارتبكت شيلي و همت بالاعتذار.

- كل شيء علي ما يرام ؟ سألها و كانه لم يلاحظ شيئا و مسح بمنديله نقط الماء على وجهه, وكانت ملابسه مبلله قليلاً .
- يا له من طقس! .. اضاف وهو ينظر الى الجارور .. اتشعرين بالتعب ؟
كان كأنه يتساءل اذا رأت محتوى العلبة .
- لا انا بخير .. كانت الانسة اونوين هنا منذ قليل, انها لا تفهم لماذا تريد اصطحابي الى اليونان ولا انا ايضاً !
- الم يشرح لك خطيبك ؟ سألها نيك وهو يتفحص يدها ليتأكد من خاتم خطوبتها . ارغب بتجديد ديكور الفيلا التي تركتها عمتي, انت قادرة على هذا العمل, هذا كل شيء و بكل بساطة .
- بساطة ؟ حقا ؟ وزواجك الآنسة اونوين منهارة جداً ..
- ماذا قالت لك ؟ سألها بهدوء .
- الا يهمك ذلك ؟

فأنفجر نيك ضاحكاً, وسألها متي يمكنك السفر معي الى اليونان ؟.
- متي ؟ لكنني لم اقل موافقة ! اريد ان اعلم اولاً لماذا انت مصر علي ذهابي معك الى هناك .
- حقاً؟, سألها وهو يحدق بها جيداً, اتريدين حقاً ان تعرفي شيلي ؟ وسكت وكأنه يفكر ان يقول لها بأنها تموت من الرغبة بالذهاب معه لتكون بجانبه, لكنه اكتفى بان اضاف .
- لقد سبق ان منحتك هذا العمل, اريد ان يجدد ديكور تلك الفيلا بشكل رائع, وانت وحدك قادرة على ذلك ...
- انت تعلم بان لدى ستيفن معاونين جيدين !
- اريدك انت
- انا لم اتخذ قراري بعد .
- تناولي العشاء معي, هذا المساء في الفندق ..
- لا اريد العودة !
- في هذا الجو العاصف ؟ اعتقد انك لا تزالين تكرهين القيادة اثناء الطقس الردئ وخاصة في الليل .
- سيتوقف المطر
وكان الظلام قد اشتد اكثر, فحبست شيلي دموعها, و لاحظ نيك اضطرابها .
- ما بك ؟ سألها بجفاف .. تبدين على وشك الانهيار .
- انا متعبة فقط و يائسة, ولا تسألني عن السبب , صرخت بحزن شديد .. على الاقل يحق لي ان اكون حزينة, ولست مضطرة لتبرير ذلك للعالم كله !
تفاجأ نيك بردة فعلها العارمة, و ناولها منديلاً و قال لها بلطف و هدوء .
- لا تكوني عصبية شيلي استرخي و استغلي هذا السفر الي اليونان بكل بساطة .
- انا لم اقل ان ..
- لا تقولي شيئاً .. امرها بتسلط هادئ كالماضي.. خطيبك .. اخيراً مديرك .. وافق وانت من اريدها لا خيار امامك .
- اوه بلى ! انا صاحبة القرار .و مسحت خديها و اعادت اليه منديله فاخذه مبتسماً .
- بالنسبة لستيفن ! ماذا قلت له حتي يكون متحمساً جداً لسفري مع رجل آخر .. كان في الماضي زوجي ؟
- لا تلحي شيلي ..
- انت لم تتغير , نيك انك نفس الرجل المتسلط الذي كنت عليه في الماضي .
- الماضي .. كرر باستخفاف و مرارة , الم اكن ذلك الزوج المتسلط اذاً ؟
ماذا يقصد من هذا التلميح ؟
- لماذا تذكرني دائماً بأننا كنا متزوجين ؟ و انتظرت و قلبها يدق بسرعة, هل هذه فرصة اخيرة لأستعادته ؟ يمكن دائماً اصلاح الخطأ, وهي كانت تعلم ان طلاقهما كان خطأ, ولكن هو نيك بماذا يفكر ؟ ايجب عليها ان تخبره الآن باعتراف والدتها .
- انا بحاجة لأن اذكر كياننا كنا متزوجين ؟ سألها بدهشة و سخرية .. لا شيلي لا اعتقد ذلك ... اذا ستتناولين العشاء معي ام لا ؟
- اعتقد انك قررت ان يكون جوابي نعم.
- اذاً ... تحبين اسلوب القوة ؟
- لا !

روايات احلام/ عبير: ومرت الغيومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن