الفصل التاسع والاخير

17.3K 396 28
                                    

- ولكننا لسنا بحاجة للخروج فهي تظهر بوضوح من هنا !
- سنأخذ المقاسات بشكل دقيق و نفكر معا بحل وسط ..
هذا اللطف المفاجئ اخاف شيلي فتبعها بحذر
- تفضلي انت اولاً .. قال لها داليا بأدب وهي تبتعد كي تسمح لها بالمرور قبلها .
- سأذهب للبحث عن المتر و سأعود بعد لحظة .
قالت لها شيلي و ابتعدت لكنها عندما عادت لم تجد داليا هنا, فدخلت الى الشرفة وحدها وما ان وطأت قدمها ارض الشرفة حتي غادرت الارض من تحتها وصرخت ولم تشعر سوى بجسدها يرتطم بارض الشرفة السفلي .
فتحت شيلي عينيها و حاولت ان ترفع يدها, لكنها احست بألم كبير فصرخت و اجهشت بالبكاء .
- رأسي .. ماذا حصل ؟ ... آه نعم ... الشرفة !
- نيك .. الشرفة ... انها .. رأسي ... و احست بالآلآم قوية فحاولت الجلوس لكن يداً قوية منعتها .
- لا تتحركي يا حبيبتي ارجوك سيأتي الطبيب بعد لحظات .
كان صوت نيك مرتجفاً و نسيت شيلي كل المها وتأملت وجهه القلق .. هل سمعت جيداً ؟ .. انت ناديتني ...و اجهشت بالبكاء من جديد
- شيلي يا حبيبتي ارجوك لا تبكي هكذا ...
لا انها تحلم الا اذا كان الألم يجعلها تتخيل هذا القلق الرائع الذي يبدو على وجه نيك
- نيك ...

فوضع نيك يده على جبينها ووضعت هي يدها الرقيقة فوق يده تجبره علي عدم سحبها . فابتسم نيك رغماً عنه .
- لقد تأخر الطبيب كثيراً .
- منذ متي و انا هنا ؟
- منذ نصف ساعة ... آه اخيراً .. وصل الطبيب حياهما الطبيب ديمتريوس و جس نبض شيلي .. تفحص الاثار الزرقاء فوق حاجبها و جرح رأسها .
- الحمدلله كان بالأمكان ان يكون الوضع اسؤ . لدي كل ما احتاجه لتضميد الجروح . ولكن اتفضلين الذهاب الي المستشفي ؟.
- اذا كان هذا ضرورياً . قال نيك
طلب الطبيب الماء الساخن و آلة الحلاقة التي نزع بها بعض خصلات الشعر في رأس شيلي كي يستطيع تطهيره و تضميده ثم تفحص جسد شيلي جيداً وتأكد انه ليس من خطورة عليها ووصف لها بعض المسكنات و قال لنيك قبل ان يذهب .
- هذه الشرفة كان يجب ان تتأكد من متانتها فالسيدة اميليا لم ترمم شيئاً منذ مدة طويلة ولم تهتم ابداً بهذا الجناح من الفيلا .
- نعم اعلم ذلك .. اجابه نيك .. شكرا لمجيئك دكتور هل ستأتي غداً ؟
- طبعا اشتري لها هذه الحبوب .. هذه الشرفة لم تكن متينة .. ولكن من الغريب ان تنهار تحت ثقل بهذه الخفة ...
عندما دخلت داليا الغرفة كانت شيلي على وشك النوم تحت تأثير الحبوب .
- ماذا حصل ؟ ... سألت بقلق .. لقد اخبرتني الآن بالحادثة .. هل الآنسة سكوت مصابة ؟ .. ثم نظرت الى السرير حيث تقاوم شيلي النعاس وكانت تتساءل هل سيكلمها نيك بنفس الحنان عندما ستخرج داليا من جديد ؟
- اوه ! شيلي المسكينة .. كيف حصل ذلك ؟ سمعت انك وقعت عن الشرفة ...

- بالفعل داليا هذا ما حصل لها .. اجابها نيك .. يبدو ان الاعمدة انهارت تحت ثقلها .. ثم تذكر فجاة ملاحظة الطبيب حول خفة وزن شيلي .
- هذا فظيع ! قالت داليا وهي تقترب من السرير .. هل الاصابة خطيرة ؟
- لا لحسن الحظ انه جرح في رأسها فقط و بعض الرضوض .
- انها محظوظة .
من بين الضباب قاومت شيلي النعاس و لاحظت بعض الخيبة في نبرة صوت داليا لكنها لم تستطع تحليله .
- ايمكنني مساعدتك ؟
- لا شكرا داليا لقد اخذت شيلي حبوبا مسكنة و ستنام بعد لحظات .
كانت هذه وسيلة لأبعادها فخرجت داليا دون ان تلق نظرة الى المصابة .
عندما استيقظت بعد بضعة ساعات تنهدت شيلي و احست بان الألم قد خف قليلاً , فحاولت الحراك , لكن نيك منعها وكان لا يزال بقربها . ربت على جبينها و نظر الى عيونها .
- لقد نمت كثيراً, كيف تشعرين الآن يا عزيزتي ؟
- افضل بكثير .. اجابته مبتسمة .. طالما انك تناديني يا عزيزتي .. احمر وجهها .
- الحمدلله لم تصابي بأية خطورة ! خفت عليك كثيراً شيلي ! .
واختفي كل ذلك القناع المتعجرف و الساخر ووجدت شيلي نيك القديم الحنون الرقيق الذي يقلق عليها .
- لكن كيف حصل لك نيك ؟ لقد سبق ان خرجت الى تلك الشرفة انت تذكر عندما زرت الفيلا للمرة الأولى ! كنت معي !
- هذا صحيح .. وعقد حاجبيه .. كنت اعلم ان هذا الجناح بحاجة الى ترميم ولكن الشرفة كانت بحالة جيدة .

🎉 لقد انتهيت من قراءة روايات احلام/ عبير: ومرت الغيوم 🎉
روايات احلام/ عبير: ومرت الغيومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن