شيخي، ماذا أقدم للدين وأنا وحدي؟
أتذكُرُ يا بني قصة نعيم بن مسعود
حين قال له رسول الله ﷺ إنما أنتَ رجلٌ واحدٌ ، فخذّل عنّا ما استطعت، فإن الحرب خدعة» فذهب إلى اليهود ومشركي قريش، وأوهمهم بما فرّق الله به بينهم؟
لقد كان رجلا واحدًا يا بني، واحدًا فقط!وصاحب النقب،
رجل واحد من المسلمين يحمل روحه على راحته ويلقي بها في مهاوي الردى؛
خدمة لدين الله وإعلاءً لكلمته
فعندما استعصى على المسلمين فتحَ حصنٍ، اتجه وحده إلى نقب في الحصن ، ودخله وفتح الأبواب للمسلمين !
وحده يا بني!والقرآن،
حدّثنا عن مؤمن آل فرعون في سورة غافر
الذي ناصرَ سيدنا موسى على فرعون وقومه «أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله»،
وحدثنا عن الرجل الصالح في سورة يس «وجاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين»
كل منهم كان وحده ولكنه كان أمة!وماذا عن هدهد سليمان،
الذي نقل خبر قوم مملكة سبأ فكان ذلك سببًا في إيمانهم
و نملة واحدة صاحت محذرة أمتها من مرور سليمان ـ عليه السلام ـ وجنوده
«يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون»
هدهد ونملة قاما بما لم يقم به جمع غفير من البشر ، ذلك لتعلم يا بني، أن العدد لا يعني شيئًا إن لم يكن كل فرد منه ذا همة!يا بني،
لا تغرّنك الأعداد ،
رغم أن حولك الكثير،
ولكنك ستقابل الله وحدك،
ومسؤول عن السعي لوحدك،
وستحاسب عن حياتك وحدك!
غدًا يدنو منك الأجل، ثم تموت،
فتُغسّل، وتُكفّن، ثم يؤتى بك إلى حفرةٍ من تراب،
تُغادِر الأهل والأصدقاء والدنيا كاملة،
ولا تبقى إلا وحدك،
ومهما أحاطك الأهل والأصحاب
وعرفك القاصي والداني
إلا أنك ستكون في نهاية المقام وحدك!يا بني
أنت بكيانك وحدك شخص عظيم
أوجدك الله لهدف وغاية،
ووضع فيك ما يميزك،
قد تتعثر في طريقك،
قد تفقد توازنك،
وقد تحزن وتنطفئ روحك،
لكنك لست بعاجز أو أقل من غيرك،
لا تلتفت لكل ما يحبطك،
أعطاك الله نعمًا وأفضالاً
لتسير فيها في دروب الحياة
فكُن أمة ولو كنت وحدك
واثبت كما ثبت الصالحون
فلن يضرك خذلان الناس والله معك
ولن ينفعك التفاف البشر حولك
والله ليس معك!
أنت تقرأ
القرب من الله💎.
Acakالقرب من الله جنة لا يعرفه إلا من ارتوى قلبه بحب الله ♥ بقلمي، طويـلبة العِـلم💎.