الشرك

30 3 1
                                        

الشرك في اللفظ، كا الحلف بغيره كما رواه أحمد وأبو داود عنه أنه قال من، حلف بغيؤ الله فقد أشرك وصححه الحاكم وابن حبان،من ذلك قول القائل للمخلوق ماشاءالله وشئت كما ثبت عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال له رجل ماشاءالله وشئت قال أجعلتني لله ندا قل ماشاءالله وحده، وهذا مع ان الله قد اثبت للعبد مشيئة  كقوله لمن شاء منكم ان يستقيم فكيف من يقول انا متوكل على الله وعليك وأنا في حسب الله وحسبك ومالي ألا الله وأنت وهذا من الله ومنك وهذا من بركات الله وبركاتك والله لي في السماء وأنت لي في الأرض، ويقول والله وحياة فلان او يقول نذراً لله ولفلان وانا تائب لله ولفلان أو ارجو الله وفلانا، ونحو ذالك فوازن بين هذه الألفاظ وبين قول القائل ماشاءالله وشئت ثم أنظر ايهما أفحش يتبين لك أن قائلها هو اولى لجواب النبي لقائل تلك الكلمة وأنه قد جعله ندا لله بها فهذا قد جعل من لا يداني رسول الله في شيء من الأشياء بل لعله ان يكون من اعدائه ندا لرب العالمين فالسجود والعبادة والتوكل والانابة والتقوى والخشية والتحسب والنذر والحلف والتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد والأستغفار وحلق الرأس خضوعاً وتعبداً والطواف في البيت والدعاء كل ذلك محض حق الله لا يصلح ولا ينبغي لسواه من ملك مقرب ولا نبي مرسل وفي مسند أحمد الامام ان رجلا اتى به الى النبي قد أذنب ذنباً فلما وقف بين يديه قال اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب الى محمد فقال قد عرف الحق لأهله.

ابن القيم

 القرب من الله💎. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن