- قَمَرُ وَحيدٌ

907 32 17
                                    

STARED:05/08/2023

-

-11/06/2022-
20:45PM

أجلس كعادتي في تلك الغرفة التي تضل مظلمة حتى بأنوارها،أنا فقط والهدوء رفيقي
أمام النافذه التي ترسم لي أجمل منظر في هذا العالم البائس.

الأمطار التي تنهمر على الأرض عاطية إياها نفسا وأملاً جديدين للحياة،وذلك القمر الذي يملع متوسطا تلك السماء الفحمية اللامعة بنجومها،ذلك القمر يشبهني،فرغم كل تلك النجوم التي تحبه وتريده أن يصبح صديقها،إلا أن المسافة بينهما لا تسمح بذلك.

أستمع للموسيقى حتى تقطع تلك السكينةصوت الخادمة هازيل وهي تستأذن للدلوف،لأهمهم لها بمعنى الموافقة
"آنسة مارلين،السيد جوزيف بالبيت،وقد طلب نداءك للعشاء"
"سأنزل بعد لحظات فقد إسبقيني"
"أمرك آنستي"
إنحنت بعدها وخرجت مقفلة الباب ورائها بهدوء

تنهدت طويلا ونهضت أجهز نفسي للأسئلة اليومية التي يطرحها علي والدي،رغم أنه يعرف أن إجابها هي نعم دائما،لم يكن أبي كسائر الآباء،فمنذ وفاة أمي في عيد ميلادي الخامس،تغيرت تصرفاته معي،ليصبح أكثر حذراً من الغرباءوتشددا في حمايتي،لكني أدرك تماما أن هذا لمصلحتي...

نزلت بخطوات خافتة للأسفل حيث يوجد أبي،بحثت عنه في الصالة بعيناي،ولمحته يقرأ كتابا بينما يرتشف من قهوته الموضوعة على المنضضة،رفع عيناه لوهلة ليراني،إبتسم بلطف ليربت على الكرسي جانبه،سامحا لي بالجلوس.
لبيت طلبه أقترب بهدوء وأتموضع جانبا لينطق بنوع من اللطف:
"كيف كان يومك عزيزتي"
"جيد يا أبي"
همهم هو ليسأل مجددا:
"هل أكملت حصة البيانو خاصتك؟"
"فعلت"
إبتسم برضا بينما عيناه لم تقابلا خاصتي بعد
"لقد سألت المدربة هانا وقالت لي أنك في تحسن، تستحقين مكافأة يا صغيرة أباك"
"شكرا لك"
"أردت إعلامك أن السيد هوانغ صديقي سيحضر غدا لذا فضلا منك يا عزيزتي أن تعزفي لنا القليل من فنك"
"سمعا وطاعة يا أبتِ"
نهضت أحاول الذهاب ليوقفني سؤاله
"كيف حال إيزلي؟"
"إنها بخير،لقد تأكدت من صحتها قبل قليل"
أومأ لينطق ب
"جيد كالعادة،ولكن ألن تتعشي؟"
"آسفة أبي لكنني أكلت قبل قليل،صحة وعافية لك،ليلة سعيدة"

صعدت الدرج متوجهة لغرفة صديقتي الوحيدة...إيزلي،فتحت الباب لأدلف بهدوء،وكم راقني مظهرها،وهي ترفرف بأجنحتها البيضاء عاليا،رفعت سبابتي،لتأتي هي وتقف عليها
"أتعلمين إيزلي،لا أعرف مالذي كنت سأكونه بدونك...أنت أغلى ما لدي،لا يمكنك خسارتك،وأعرف أنك تفعلين المثل،ليلة سعيدة حلوتي،سأتي لزيارتك غدا"

صعدت بعدها لغرفتي البائسة التي يملؤها الظلام ولا أمانع ذلك، فأحيانا يظهر النور أشياءاً لا يمكن لشخص تحمله...

حذفت بكامل ثقلي على السرير،وأنا أفكر في أشياء لا عد ولا حصر لها،أحدق في السقف الذي أضع عليه ملصقات نجوم بخمول ،فلم أحسس بذاتي إلا وأنا غارقة بأحلامي التي يفترض أن تكون وردية،لكنها سوداء فقط...

Cabbage White.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن