- قُبلَةٌ أُولَى

285 22 0
                                    

-بعد أسبوع

ضوء القمر يتلاشى مع لمعان عيناها،

تجلس في ذلك البالكون المطل على صديقها السري...
"القمر".
كانت تبكي كل يوم وتأتي لتشكي له،
لطالما حبذت التعامل مع الأشياء الجامدة على الأشخاص،لأن الوقت والزمن علماها أن الثقة شيء أسمى من أن تعطيه للبشر.

غرفتها صارت تنافس سواد حياتها،ونورها صار أخفت من الأمل المتبقي لها للعيش،بحيث لا يمكنه جعلها تسطع مهما بذل من جهدٍ،فهي تظل مظلمة دائما.

"أتعلم،سألت والدي اليوم عن ما إن كان لديه صور متبقية لي مع أمي"
قالت مارلين،وهي تمسح الدموع المتمردة على وجنتاها الورديتان إثر البرد القارس.
"لكنه صفعني لمجرد أنه سمع إسمها"
أكملت تبتسم بانكسار على حالها،وقد رسمت الدموع طريقها مجددا على وجهها.

هي تحب والدتها حبا جما وتتمنى لقائها عن قريب..
لكن والدها يكرهها بسبب ما حدث.

كل هذا الألم جعلها تفكر...
ما فائدة وجودها في هذه الحياة البائسة؟

هي لا تعلم حقا!

بسبب ذكائها كانت تحل كل سؤال أو مسألة تطرح عليها سواء كانت رياضيات أو فلسفة أو أيا كان،
لكنها عجزت عن حل مسألة حياتها.

كاذب كبير من قال أنه أن تكون غنيا ينسيك ألمك وحزنك،
فالغنى سبب مشاكلها.

وكاذب كبير من قال أن الأب هو سند،فوالدها عكس ذلك.

وكاذب أكبر ممن سبقوه من قال أن الألم يشفي الجروح،فهي تذبل كل يوم عن واليه بسبب ألمها

وإلى متى عليها أن تعاني هكذا؟
لا أحد يعلم...

قاطع شرودها صوت هاتفها الذي رن دليل على إتصال أحدهم بها،هي حقا ليست في مزاج يسمح لها بالتحدث مع العهر المحاطين بها.

لكنها زفرت الهواء،وإبتسمت نوعا ما عندما عرفت من المتصل.

لترفع السماعة قبالة أذنها،وتنطق ب
"مرحبا هيونجين"
"مارلين،مابه صوتك،أ كنت تبكين؟"
هي شعرت بغصة تجمعت في حلقها،أرادت بشدة أن تقص له ما حدث معها لكنها قفط قررت أن تغير الموضوع.
"ماذا تفعل الآن؟"
"صغيرتي،لا تغيري الموضوع،أعرف أنك كنت تبكين فأنا أراك الآن"
بدأت تبحث بعيناها دون فهم عنه لتجد أنه كان واقفا في الحديقة طوال الوقت.
لم تستطع أن تكبت دموعها أكثر لتنطق وقد رفهت عن الغصة التي راودتها
"هـ.هيونجين،إصعد لغرفتي من فضلك"

لبى هو طلبها بعد دقائق،وجلس جانبها،هي فور رؤيته بدأت تبكي دون صوت ولكن وقبل أن تنطق بأي حرف،هو باغتها وجرها لحضنه ونبس
"إشتقت لك حُلوتي"

شيء ما بدأ يدق بسرعة هستيرية في يسارها ولم تعلم حقا أنه لازال يعمل فقلبها أصبح أبرد من جسدها الذي لا يستره سوى بيجامة قصيرة تصل لمنتصف فخذها.

"لم يدق قلبك بسرعة؟"
سأل هو،ومارلين لم تزيف ردة فعلها بل أجابته.
"لم يقل لي أحد هذه العبارة من قبل،غالبا ما كنت أسمعها في المسلسلات التي تحكي عن حب الوالد لأبنته،لكنني لم أعشها قط،لذا تتحسس قلبي يدق بسرعة فهذه تجربتي الأولى"

من كلامها إتضح له أن أباها هو السبب في حزنها هذا،لذا شد على قبضة يده دون أن يفصل بينهما،ثم نبس يصوت بارد نوعا ما

"لا يوجد عاهر في هذا العالم البائس يستحق حزنك صغيرتي،ولا سبب له قيمة بحيث يجعلك تذرفين ياقوتا،فقط إنتظري سأنتقم منهم واحدا تلو الآخر،وإن كان عن والدك فسأنزل لأتحدث معه قليلا."

إستعد هو للذهاب لكنها أوقفته بإمساكه من يده،
"أريد الذهاب معك هيوني"
إبتسم بنوع من الخبث ليجرها نحوه ويقبلها قبلة عبر فيها عن كل الحب الذي يكنه لها لكن هذه لغة لا يمكن لمثيلاتها فهمها،لذا إكتفت بالتنقل بين سقراويتاه ووجهها أصبح عنواناً للصدمة.

"حسنا لا بأس"
قال هو قد إبتعد عن وجهها قليلا،لا تنكر أنها إنصدمت مما فعله لكنه راقها،وكأنه مسح كل ذلك الألم المكبوت داخلها،وجعل غرفتها تنير أكثر مما كانت عليه سابقا.

"ش.شكرا لك على ما فعلته"
فهم هيونجين قصدها لكنه إختار أن يغيضها قليلا،لذا أخد يقترب منها تدريجيا حتى غدت أنفاسه مختلطة بخاصتها
"ما الذي تقصدينه،هممممم"
"ا.ال.لقبلة"
إبتسم هو على خجل صغيرته ليقول بينما يحافظ على المسافة بينهما
"همممم،سأقبلك مليار مرة إن كان هذا سيجعلني أرى وجهك اللطيف والسعيد هذا "
"هيا سيخرج أبي بعد قليل"
قالت هي بينما تبتعد عنه وهي تلوح أمام وجهها لتسرف عن الحرارة التي إستعمرته.

...

تنزل الدرج وهي تحاول الإبتعاد عن هيونجين،كي لا يلحظ توترها.
لكنه فقط يتبعها ويبتسم بلطف بينما يدس يداه بيجيبه.
حتى وصلا للطابق الأرضي،وليتهما لم يفعلا..

جثت مارلين على ركبتيها وهي تخفي فاهها من هول صدمة ما رأته.

Cabbage White.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن