- جُرحٌ يَابِس

419 25 14
                                    

-اليوم التالي

أستيقظ كالعادة وأنا أصرخ،بسبب الكابوس الذي يراودني للمرة الألف،لتدخل هازيل والقلق يعلو محياها:
"مجددا يا آنستي؟"
"مجددا هازيل"
"أنا آسفة"
"لابأس فلا دخل لك"
"لقد رحل السيد جوزيف منذ ساعة،وقال أنه سيعود على الساعة السابعة،لذا طلب منك التجهز والتدرب على المقطع الذي ستعزفينه الليلة."
"حسنا،هل إيزلي بخير"
"أجل آنستي،لقد وصعت لها القليل من عصير الفاكهة في صحنها لم أرد أن أطلق سراحها حتى تستفيقي"
"جيد"
هذا ما كلفت نفسي بقوله قبل أن أسمح لها بالذهاب وأنهض لكي أستعد فاليوم حافل

-16:34pm:

*مرحبا...أبي*
*ما الذي تريده صغيرة أباها؟*
*كنت أريد أن أطلب إذنك كي أخرج لشراء فستان جديد لليلة*
*حسنا لكن خدي معك حارسك الشخصي وهازيل*
*كما تريد والدي*
كان هذا آخر ما قلته قبل أن أقفل الخط،بعد ذلك ذهبت كي أعلم هازيل.

"هازيل هل أنت متفرغة؟"
"سأتفرغ من أجلك آنستي"
"حسنا هل يمكنك الذهاب معي لإنتقاء فستان جيد للعشاء الليلة"
"أي شيء من أجلك آنستي"
"حسنا إذهبي وجهزي نفسك،وأنا سأذهب كي أطلق سراح إيزلي لتتجول خارجا وأوافيك"
"كما تريدين آنستي"
..

صعدت وأنا سعيدة جدا فقط إفتقدت صغيرتي،ورغم أنني كنت أحررها كل يوم وكان بإمكانها الهروب،إلا أنها تعود المنزل،وهذا ما يجعلني أتعلق بها أكثر،كما تفعل هي.

دلفت بهدوء وفور رؤيتها لي جعلت تحوم حولي معبرة عن فرحتها بي اِبتسمت على لطافتها وكانت هذه أول مرة أبتسم فيها منذ شهور...

لأفتح لها لها باب النافذة بعد دقائق لم تكن بقصيرة من مداعبتها،لكن الغريب هذه المرة أنها كانت ترفض أن تخرج..
"لقد فتحت النافذة من أجلك عزيزتي هيا طيري وكوني حرة كقريناتك الأخريات هيا إيزلي"
لكنها قطعا لا تستجيب...

أشرت لها بالوقوف على سبابتي كالعادة لتفعل.
قوست شفتاي،فليس من عاداتها أن تتجنب الخروج ذلك أنها غالبا من تطلب ذلك بنقرها على زجاج النافذة.
"ما بالك عزيزتي؟لما ترفضين التجول؟ألم تريدي ذلك؟"
لن أتوقع منها أن تجيب،لكن كردة فعل منها ذهبت وجلست على زهرتها المفضلة...
زهرة الكرز اليابانية

هي لا تجلس عليها إلا عندما تكون سعيدة بتواجدها هنا،لذا توقعت أنها لا تريد الخروج
"حسنا لكنني قد أزورك ليلا،وداعا سكرتي"
قلت هذا بعدما لوحت لها وخرجت تاركة لها المجال للعب مع الزهور

نزلت للأسفل لأجد هازيل تنتظرني إعتذرت لها عن تأخر وقصصت لها ما حصل مع إيزلي لتقول
"لا بد أنها تحبذ قضاء المزيد من الوقت في البيت فليست كل فراشة تريد الحرية"

هزهزت رأسي متفهمة،لنذهب بعد ذلك صوب السيارة،والوجهة هذه المرة متجر الفساتين

...
"أنا لا أحبذ إرتداء الفساتين القصيرة أو الكاشفة،لذا فضلا منك إختيار شيء محتشم لي"
هذا ما قلته لصاحبة المحل التي رحبت بي فور دخولي فهي تعلم أنني من أهم الزبائن وأغناهم
"لدينا أثواب رائعة قد تناسب إختيارك تفضلي معي لو سمحتِ"
أومأت لها أبتسم، وإحتذيتها أحاول رسم شكل الفستان في مخيلتي، وقد تخيلت فستانا أبيض طويل بدون أكمام وقد كان هذا أصلا ما أبحث عنه،وقفنا بعد لحظات قصيرة أمام فستان أقل ما يقال عنه أنه راقٍ

Cabbage White.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن