المقدمة

70 3 0
                                    

المقدمة

"توقفي … توقفي..."
للحظة تسمرت قدميها الوجلتين أرضا ... دون أن تنظر خلفها ... أنفاسها تلهث بتسارعٍ مؤلم لرئتيها المجهدتين، كأنها عَدت اميالًا طويلة بهذه الحديقة الصغيرة دون وقوف...
"مجددًا ... لقد عاد مجددًا ..."
رددتها ، بعد أن ظننته قد عتقها خلال الشهور الماضية
انتفض جسدها مقشعرا من هالته المحيطة بها ... ومن هسيس صوته الذي بدا رغم خفوته مخيفا... منذرا بجحيم سيسلط عليها اذا تقدمت خطوة أخرى ... !

رهبة الخوف سيطرت عليها ..فشنفت اذنيها و بؤبؤ عينيها يدور متزعزعًا.. تترقب حفيف خطواته التي تدوس على ارضية العشب ببطء ارعبها...

انتظار وصوله كان اكثر وطأةً من وصوله الحتمي نحوها ... متجاوزا حدود امانها ... تكاد ان تسمع أثير نبض قلبها يتصاعد عبر اذنيها ..يتخالط بصوت صفيرٍ طويل ... طويل ٍحاد ..!
ينافس تلك التمتمات ..بكلمات مبهمة توارت مستترة خلفها ، تلك اللحظة استشعرت يده الضخمة تلسعها بعد أن حطت فوق كتفها...غرز اظافره الطويلة بلحم كتفها الصغير....
جاعلًا منها طوع يده بعبودية أبدية يتحكم بها لا تنتفض إلا وهنًا وهي الذبيحة التي سيقت كُرها لموتها ..!

قدرته الخارقة بسحب قوتها المتبقية رويدا رويدا ...
وانفاسه التي نُفثت قريبة من اذنها وهو يهمس لها بفحيح
" سيقتلونكِ يا دانة... باتوا قريبين .. قريبين جدا "

كانت كفيلة لتجعل الرعب بأعتى اشكاله يتملكها
انتفضت صفر الوفاض ، وهالته تحيطها فتكبلها بقوة وهمية ... تصيح بأنين داخلي دون أي صوت يُذكر...وخلال برهة صغيرة همدت مهزومة امام انتصاره، فلا تتحرك بعدها سوى بأهوائه ...خاضعة تحت إمرته ..!

أما قوته فكانت تتعاظم متغذية على استلامها ... ناجحة بأن تستوطن خيالاتها الواسعة ..مبددًا نورها بغيهب ظلامه الموحل ..
****
انتهت المقدمة

رواية فى حضرة البارون لكاتبة داليا بسامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن