هل يُعقل أن أكون في حُلْم؟ لا لا، هذا إن كان شييءً كهذا سيكون مجرد كابوس.
لمَ لا أذكر اسمي؟ ما الشيء الذي دفعني للإنتحار؟ بعد أن تذكرت آخر شيء، كان يوجد الكثير من الوجوه في رأسي، كانت الذكريات ترقص في ذهني، لكن كانت كلها كشريطٍ تالِف.
لم أكن أعرف أي وجهٍ من الوجوه التي رأيتها، لكن شخصٌ واحدٌ من بينهم كلما أغلقت عيناي ونظرت إلى وجهه كنت أشعر بالحزن لسببٍ أجهله.. من هذا؟ ولمَ كان يجعلني أشعر بالحزن؟
قال الوحش الأشبه ببشرٍ -بصوتٍ عصبيّ- الذي لازلت أجهل اسمه:
"اتركي اللعب بالطعام وكُليه أيّتها الإنسية!"تركتُ اللعب بالشوكة وبدأت بالأكل.
قال بدون أن يرفع عيناه عن طعامه:
"ألازلتي لا تذكرين شيءً أيّتها الإنسية؟"
فضّلتُ أن أكذب وقلت:
"لا، لازلت لم أتذكر أي شيء"نظر إليّ بطرف عينيه وبعدها ضرب الشوكة على الطاولة وقال بعصبية:
"لا تكذبي عليّ أيّتها الإنسية! "بدأتُ أشعر بالغضب، أكان مضطرًا أن يناديني بالإنسية؟! لديّ اسم!
تجاهلتُ مناداتهُ لي بالإنسية وقلت:
"ما أدراك أني أكذب أيّها العقل النابغ؟""نحن نعرف أيّتها الإنسية، نشعر بهذا"
كفى، فلتقع على رأسك حجارة بحجم الإنسية!"لا تناديني بالإنسية!"
"ماذا ستفعلين إن قلت؟ أيّتها الإنسية. "
نظرت إليه بفمٍ مفتوح، لقد ناداني بالإنسية مرةً أخرى!! يا الله، إحفظ لي عقلي!
قُلت من بين أسناني:
"أنا لدي اسم، وستناديني به، أفهمت؟"ضحك.
قال:
"ألديكِ اسم؟" واستمر بالضحك.
"حسنًا، ماهو اسمك؟"حلّت غيمة الصّمت فوقنا لبضع دقائق، حقًا.. ما كان إسمي؟
مرّت ثلاثةُ أيامٍ على خروج الرجل الضخم ذو الأجنحة.
خرج بعد الطعام مباشرةً ولم يترك لي شيءً للأكل إلا أرانب، وأنا الآن آكلُ نفس الأكل لبضع أيام، لأنه لم يترك شيءً آخر كي آكله، ياله من كريم!
دقَّقت النظر في الكوخ لعدةِ مرّات وتجولت فيه، لكن كان مكان واحد ممنوع، وهو غرفته، أتوق لمعرفةِ مابداخلها لكنها مقفلةٌ ومنعني من دخولها على أيَّ حال.
حينما كنت أتجول في الكوخ وجدت رسالةً مكتوبةً بخطّ اليد وضعتها على الطاولة التي بجانب السرير الذي في غرفتي، كانت رسالةً طويلةً جدًا ففضّلت أن أقرأها لاحقًا واستمررت في النظر إلى باقي أنحاء الكوخ.
كان صغيرًا لا يوجد فيه إلا ثلاث غُرف ومطبخ،
كانت الغرف متوسطةَ الحجم.
غرفةٌ لي وغرفةٌ له، وغرفة أشبه بصالةٍ كان فيها مكتبة صغيرة مليئة بالكتب. نظرتُ إلى الكتب لكن كانت مكتوبة بلغةٍ أخرى لم أفهم منها شيءً فأعدتها إلى مكانها.
أنت تقرأ
قل لي من انا - Tell Me Who İ Am
Fantasyأيمكنُ لمحيطٍ أن يُفتح على عالمٍ آخر؟ جميعنا تسائلنا عن "هل يوجد كوكب آخر صالح للعيش غير الارض؟" أو "هل يوجد عالمٌ آخر غير عالمنا؟" ربما أجل وربما لا. بدأ كل شيءٍ بمحاولةِ إنهاء حياة، لكن كان للقدر رأيٌ آخر ولم يكن هذا إلا بداية لقصة جديدة.