23

266 23 38
                                    


- ضَعي نِهايَة لِهذه الأيَام عَديمَة المَعنى -

_______

لَم تَعُد لِغرفَتها تِلك اللّيلة كَما غَادرتهَا
عَادت و الإبتِسامة لاَ تُفارِق ثِغرها الحَلو

تَم إحيَاء لَمعة عَينَيهَا مُجددًا كَأنهَا لَم تنطَفئ

رُوحُها خَفت لِوزن الرِيشة النَاعمة
و الهَواء أمْسى خَفِيفًا مُثْلِجًا للصَدر بَعد أن كَان خَانقًا له
طَيفُها فِي الأرجَاء يَحلِق بِحُرية، تَكاد الاسْقف أن تَسعه .

أدْركَت تأثِيره عَليها ، هُو فَقط مَن يَلمِس أجزَاء مِن مُهجَتِها لا أحَد يَصل إلَيْها حَتى.

ارتَمت لِمضجَعِها تتَأمل نَفسهَا ، تتَأمل رِقة المَشاعر التّي تحنُوها الآن

تذكَرت ما حدَث معهَا و كَيف تَصالَحت مَع صدِيقها

كَيف جَلس بِمقعدِه بالجِهة المقابلة لها عَلى طَاولة العَشاء
و تَأمل مَحياهَا حَتى كَادت تجْزِم أنه قَد يرسُمه دُون الرجُوع إلى المصدَر .

و هِي التّي كَانت عَسليتاهَا تلمَح كُل شيءٍ غَيره.
انْتبهت لَها والدته لِتنطِق عند لَحظة صمت

" آيســول ، أنتِ لا تأكُلين ، ألا يرُوقُكِ الطَعام ؟"

تعلثَمت بِكلامِها قلِيلاً  حِين كَادت تُجيب ، لولا أمّها التّي بَادرت بِقولِها

" آيـــسول ، إذ كُنتِ أنهيّت طَعامِك سَاعدِي هيُونــجٍين فِي مُحاضراتِه "

ألقت المَعنية بالأمر نظَرها لأمهَا تود قَول شيءٍ ما
فتحَت ثِغرها لِتُغلِقه مُجددًا و تستأذِن النُهوض

" حسَنًا أمّي ، سأفعل "

استقامت مِن عَلى كُرسِيّها لِيفعَل الآخر المِثل و يسْتأذن

" سأصعَدُ الآن أمّي "

" أجل بُني ، هَيا "

تحرّك مِن أمَامِهم و إلى السلّم كَان مَقصدُه ، يَراهَا تتحَركُ أمامه
تَصعد الدَرج خُطوةً تِلو الأخرى... هو اللذّي إختصر دَرجتين بخُطوة وَاحدَة مَا لَبث إلّا وصَل إلَيها

و مِن خَلفها هو نَبس بِصوت قَريبٍ جِدًا من أذُنها

" لِما كُنتِ فِي كُل مكانٍ غَير عَينَاي ؟"

صوته الهادل ضَرب مَسامعَها لِتجْفل بِخفة و ترتدّ لِلوراء تَحسب وُقوعَها
لَكن بِخفة حَط كَتِفها عَلى صَدره ،
تلاحَم جَسمُهمَا و إنشٌ واحِد هُو ما يفصِل وَجنَتيْهِما عن بَعضِها

𝙊𝙣 𝙩𝙧𝙖𝙘𝙠 عَـلــى الـمَــســـارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن