09

372 29 18
                                    

- كَان يَجِبُ أنّ أتَمَسَك بِك

________________

إذا تهت في الخارج يأخذونك إلى المنزل ، لكن أين يُعيدونك إذا تُهت في المنزل ؟

يمشي صاحب الفراغ الداخلي الذي أصابه
فجأة بعد أن كان داخله مزدحم بمشاعر لا يُريدها
فهو فجأة رأى أنه بالفعل قد إستهلك نفسه كليًا ، تكلم كثيرًا ، شرح كثيرًا ، برر بِما يكفي ،

يريد أن تأتي تلك اللحظة التي يتوقف فيها عن فعل ما لا يريده ،و يصرخ ببعض الحرية ليخرج التراكمات التي أهلكت قلبه و عاتقه .

يتمشى بهدوء إلى أن إستكان في مقعد حديقة عتيقة قد إستهلكت نفسها في إسعاد الأطفال متحملة آلامهم و صرخاتهم و ضحكاتهم فإنتهى بها الحال رثة وحيدة بين جمال الحدائق الأخرى ،
و كأنها تسأله هل تريد البكاء ؟ فأنا أيضًا أريد

هل يريد البكاء الآن ؟ أجل و بشدة ، لكن أليس ذلك صعب حين تكون وحيدًا...
حبس دموعه و أرخى نفسه على المقعد المهترئ كجدران قلبه
و زوج الأعين تلك تراقبه بعطفٍ على حاله التي يُرثى لها

فكرت مليًا هل تذهب لتخفف عنه و تكون إلى جانبه ، أم لا يريدها أن تراه بهذا الضعف ...
احتارت في نفسها فقررت أن تتبع قلبها و ستكون الأمور على ما يُرام  .

أحس بجسد يشاركه الجلوس لكنه قريب جدًا منه
و كردة فعل و بكل برود فتح جفنيه المغلقة و نظر لها ،

" آيسول ؟ "

سأل بإندهاش طفيف ليتلقى إبتسامة دافئة منها كإجابة بينما عسليتاها تلمع كالنجوم في ليلة حالكة الظلمة كهذه .

" ماذا تفعلين هنا ؟"
سأل مجددًا بعد أن أبعد نظره عنها و غير نبرة صوته للجدية .

" أنا هنا لِأجلك "

أجابته بصوتٍ مليئ بالحب واضعةً كفها بخاصته ليحاول هو تشتيتها عن رؤيته بهذا الضعف أول مرة

" إذهبي إلى المنزل الآن قد تأخر الوقت "

" لا "

نفت بإختصار وكأنها تقول لا تحاول معي فلن ينجح
تقدمت أكثر فيكاد جسدها يلتصق بخاصته و باغتته بعناق ٍ يذود عنه أهوال ما يعيش

ضمته إليها كأم حنون عِوضًا عن أمه ، بينما يدها تربت على ظهره بلطف ،
أرادت أن تخفف عنه ولو مقدار ذرة من ألمه، أن تكون له حضنًا يعود إليه كلما إكتفى من الحياة ، يعود إليها منكسرًا دون أن يخجل.

𝙊𝙣 𝙩𝙧𝙖𝙘𝙠 عَـلــى الـمَــســـارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن