الفصل الثامن عشر

279 32 20
                                    

الفصل الثامن عشر

ياسر برغم انه كان فرحان وسعيد وهو شايف الحزن عليه وانتصاره في جوله، لكن حس بوجع ونغزه في قلبه لما سمع كلامه، لكن مردش، وانسحب ولذه الانتصار سيطرت عليه من تاني وهو بيلم حاجات امه وواخدها لبيتها، ده كان كفاية عليه انها تنام في الاوضة اللي جنبه، اخيرا هيعرف ينام مرتاح بعد عذاب الأيام اللي فاتت.

وصلت للفيلا والكل رحب بيها في سعادة، حست ان كل ركن في البيت كان وحشها اوي، لكنها فاقده شغفها لكل حاجة، مرزوقه فرحتها ماقلش عن ياسر اللي مش عارف يعمل ايه ولا اية عشان يسعدها ويعبر عن سعادته برجوعها البيت، طلب منها ينقلها لاوضة الضيوف تحت، عشان يكون سهل عليها تتحرك طول اليوم بالكرسي، اللي اخدت على الجلوس عليه، لكنها رفضت بشده، وقالت: معلش يا ياسر مش هرتاح غير في اوضتي، فيها كل حاجتي وصعب ننقل كل حاجة تحت.
ردت مرزوقة بسرعة: كل حاجة هتتنقل بسرعة انا وهنية، بلاش تتحججي، تحت هيكون افضل يا شوشو.
شادية بحزم: لا ياريت تخلوني على راحتي.
ياسر وهو موجه كلامه لمرزوقة: خلاص خليها على راحتها، تحبي ياماما تقعدي معانا تحت ولا تطلعي اوضتك؟
شادية بترجي: طلعني فوق لو سمحت.
اتحرك ياسر وطلعها، وقعدها على سريرها بحنان، وغطاها، واتحركت مرزوقة وطلبت من ياسر انه يخرج عشان تغير ليها هدومها وهو ابتسم لوالدته بحب وخرج، واول ما قفلت الباب قعدت جنبها وقالت: ممكن افهم بقى في اية مالك؟ ومتقوليش مفيش حاجة، عشان انا حفظاكي كويس، نظره الحزن اللي في عيونك دي مش عادية، حصل اية لكل الحزن ده؟
بصتلها شادية والدموع اللي كانت حبساها ومقيداها، اتسرسبت من بين جفونها ونزلت زي الأمطار الغزيرة في ليلة شتاء شديدة البرودة بدون توقف، قربت وحضنتها مرزوقة وطبطبت على ظهرها بحنان وهمست ليها بشفقة: لو العياط هيريحك، ابكي وخرجي كل اللي جواكي حبيبتي، يمكن ده يهديكي ويريحك، بس ياريت كل مشاكلنا تتحل بالعياط؛ مكناش بطلنا بكا طول عمرنا، اهدي ووحدي الله ياشوشو، واحكي ايه اللي حصل؟

خرجت شادية من حضنها بعد وصلة بكاء طويلة، وحكت ليها كل كلام سليم، وسبب انها جت لهنا، كشرت مرزوقة ودمها اتحرق وقالت: بجد حرام عليكي اللي بتعمليه في الراجل ده يا شوشو، الراجل جاب اخره، وبدل ما تتخذي قرار لصالحه، تقومي متصله بياسر، انتي عارفه ده معناه اية؟
شادية بعدم فهم سألتها: معناه ايه؟
مرزوقة بعدم تصديق انها مش مستوعبه فعلها ردت وقالت: انك بعتيه واختارتي ياسر  !!
شادية بنفي قالت: لا مستحيل يفهم كده؟!
مرزوقة ضحكت بسخرية: والله اللي مش معقول عدم فهمك انتي للموقف، أي حد مكانه مش هيفسر غير كده !!
شادية بضيق: بس انا مكنتش اقصد كده خالص؛ انا مقدرتش افضل في مكان محرومه اني اشوفه، كان هيبقى صعب عليا، انا اللي كان مصبرني على اللي فيه ده وجوده جنبي طول الوقت، مكنتش هقدر مشفوش يا مرزوقة، عشان كده اتصلت بياسر.
مرزوقة وهي بتنفخ من غباء تصرفها قالت: طب ليه مفهمتهوش ده قبل ما يفهم غلط؟
شادية: ومين قال بس انه فهم اللي تقصديه يا مرزوقة.
مرزوقة بغيظ من جدالها ردت: طب احنا فيها اتصلي بيه ووضحي له تصرفك.

العسقلة الماكرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن