reality

187 17 33
                                    

vote + comment.
comment between paragraphs :(














_____











دمسٌ ..
دمسٌ أسودٌ لا لَون له في كلِّ مكانٍ.
مكانٌ مثلَ هٰذا لا يليقُ بفتًى بعمري، أنا خائفٌ
أريدُ أبي ..
لٰكنّني شجاعٌ، تستطيع فعلها قيو !

أطبقتُ بجفنايَُ في انغماسٍ لِما مرّ بَين ذاكرتِي.
أما تحسُّ به قوقعَتاي حقيقيٌّ أم أنّني أتوهّم؟
أجُننتُ فعلاً من الشَوق أم لَيس بعدُ يأ أمّي ..

إنّه صوتُ دندناتِها الّتي كانتْ تدفئُ خافقي قبل مَوعد النّوم.

فتحتُ عَيناي بعدما سمعتُ صدىً لأقدامٍ
يعلو و يعلو حتّىٰ أدركتُ أنّ صاحبَ الصّوت يقتربُ.
هُناك شخصٌ من بعيد ..
شخصٌ ذو ثيابٍ بَيضاء لا بقعةَ فيها.

يبدو لي أنّها امرأة.
شعرُها الطّويلُ الفحميّ المنسبلُ علىٰ صدرها
و ملامحُها الهادئة الّتي لطالما دسّت شعورَ السّكون في قلبي
يداها الّتان تملِكان أنعمَ و أنصعَ الأناملِ
كلّ ذٰلك قادني إلىٰ أنّها فقيدتي.

ادمعّتْ عَينايَ لحنانِك يا أمّي ..

هيَ تتقدّمُ، خطوةً بخطوةٍ ..
أجل أمّي، تقدّمي نحوَ فاقِدك
نحوَ من بكىٰ ليالٍ في اشتياقٍ لكِ.
خطوةً فخطوةً، أكثرَ قليلاً.

أزعمُ أنّ مقلتايَ تتلألآن
فما أراهُ من رؤيةٍ مشوّشةٍ يعيقُ تأمّلي بها
هيَ أمامِي الآن.
أمامي و أمامَ مقلتايَ البندقيّة.

دنَتْ نحوَ الأسفلِ بجسدها
هبطتْ دونَ وعيٍ منّي هيَ يدايَ علىٰ شعرُها الّذي يتطاير كما لو أنّهُ حلمٌ

أصبحَ وجهي يواجهُ وجهها، أشعرُ بأنفاسِها الهادئة ..

نطقتُ بما مرّ علىٰ ذهني حينها
"افتقدتُكِ، جدّاً كما تفتقدُ الشّمس النّجوم في سماءِ الصّباح"
فرُسمتْ علىٰ شفتَيها ابتسامةً تلامستْ مع قلبِي لتدفئهُ.
كانتْ دائماً ما تقولُ أنّها تحبُّ أحاديثي.

"افتقدتُك، دبّي"
نطقتْ بلقبِي الّذي كان يهروِل من لِسانها نحوَ قوقعتايَ بَينما أخضعُ في أحضانِها سابقاً، و ها هو الآن يعيدُ الكرّةَ و يركض نحوَ قوقعتايَ لتتراقص هيَ الأخرىٰ رفقةَ أيسري الّذي أشعرُ به ينقِز لهناءِه.

تزدادُ رؤيتِي بالتّشوّش ، دموع عَيناي علىٰ وشك الإنسياب ..!
تقدّمتُ لأعانقها العناقَ الّذي بات أمنيةً في أمواجِ دماغيَ المتصادمة، كمفتاحٍ قد أضعتُه في المحيطِ هيَ تلكَ الأمنيَة ..
لٰكنّني أظنّني وجدتُه يا أمّي.

ضيَاع || tg حيث تعيش القصص. اكتشف الآن