1

2.1K 119 21
                                    

في مكان بعيد جداً عن اي حياة ، اطلال نسي وجودها كما نسي وجود الفتى هناك .


مستلقي على احدى الاطلال و شعر أبيض ثلجي حريري مبعثر يصل الى ركبتيه ، تزينه ماسات زرقاء رقيقة .

المراهق المستلقي ذو البنية الضئيلة يبدو كالزنبق الجميل ، لولا رموشه الطويلة التي ترتجف بين فنية و اخرى التي تؤكد استيقاظه بكابوس .


مايزال الليل ... "

بصوت منخفض رقيق اعطى صوته نغمة ممتعة للأذنين ، فتح عينيه لتظهر عيون زرقاء سماوية غريبة ، برمز حلقات بيضاء غريبة حول الحدقه الداكنة .

نظر للقمر المكتمل الذي اضاء بشرته البيضاء الشاحبة و ملامح وجهه الواضحة و الوسيمة لثانية .

بعدها نهض من الاطلال و جر عبائته البيضاء المنقوشة نحو بركة صغيرة بحجم غرفت يد.

نظرة سريعة .. "

تحركت الحلقات في عينيه و ظهر تدريجياً شكل طفلة صغيرة داخل البركة .


امتلكت الطفلة شعر وردي فضي مجد و خدود بيضاء سمينة ، بدت بين السابعة و الثامنة من العمر ، تعانق دمية بطريق كبيرة .

بففف ! بطريق ، حقاً ؟ انه بلا شك ذوق ابي "

ضحك المراهق و لمس البركة باصبعه فتحول الى مشهد اخر ، فتى في بداية المراهقة يعانق سيفه و ينام ، ثم مشهد اخر لشاب ينام بأناقة ، ثم مشهد لرجل وسيم يتعامل مع الوثائق حتى هذا الوقت من الليل .

و استمرت المشاهد بالتغير و المراهق يراقب حتى عادة البركة لحالها الاول ، ماء صافي و نظيف .

عاد الفتى للأطلال و اسلقى عليها مرة اخرى ، و عيناه تغلقان ببطئ .


انهم بخير اليوم ايضاً ... اتمنى ان يظلو هكذا دوماً ..."

غفى الفتى وحيداً في الاطلال البعيدة التي اغلق على نفسه فيها ، لحماية اعزائه ، ذلك البطل الذي ينقذ في الخفاء ، يمتلك أحزان كثيرة حتى ينساها .

"مون اسيراف " هذا اسم سليل الرؤى و بطل هذه القصة .


يتبع ...

كان هناك ابن اوسط نسي امرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن