بداية العودة إلى الماضي

8 1 0
                                    

قبل 22سنة .....

إستلقت إيلينا على عشب الحديقة الخضراء المحيطة بالمنزل .... كان بيت المصيف كل صيف او كل عطلة يقضون بعض الأيام هناك ... بينما إيميليا التي كانت تساعد أمها في تحضير الغذاء .... وسام الذي فضل الجلوس والتحدث مع أبيه بينما يشاهدون المباراة ..... كان الجو جميل إنه الصيف بطلته البهية وبشمسه الساطعة وسمائه الصافية .... كانت تراقب سحابة صغيرة متواجدة في حضن السماء الزرقاء ..... التي كانت تقترب من سحابة أخرى .... منتظرة ذاك اللقاء .... لتشعر بإستلقاء أحدهم إلى جانبها الأيمن .... لتلتفت وترى ذاك الصبي ذو عمر 9 بشعره البني الطويل والأعين الكحلية .... بإبتسامته الساحرة وهو ينظر نحو السحابتين لتتوسط تلك الغمزات وجنتيه ..... كم كانت سعيدة برؤيته .... حقا

ايلينا :" لما تأخرت جايكوب؟ .... حقا الأمر كان مملا بدونك" قالتها بوجه طفولي عابس ..... لكن كانت سعيدة وإتضح ذلك في صوتها لينظر نحوها

جاك :"تعلمين كم أكره حين تناديني بهذا الاسم ..... يتوجب عليك مناداتي جاك" لطالما قال هكذا لكنه لطالما أحب مناداتها له بهذا الاسم فهي حقا الوحيدة التي تناديه بجايكوب

إيلينا :"لو لم تتأخر لما ناديتك جايكوب يا جايكوب" ونظرت له بأعين ماكرة مبتسمة ..... حقا عيناها أسرته منذ الصغر .... لينهض من مكانه ويخرج من جيبه علبة صغيرة بحجم كف يده وقد كانت بيضاء ذو رسومات أزهار جميلة .... لتنهض من مكانها مبتسمة .... أرادت الامساك بالعلبة لكنه ابعد يده قائلا

جاك :" توقفي عن مناداتي جايكوب وسأعطيك إياها"

لتنظر نحوه وتقول :"يتوجب رؤيتها أولا ... ثم أقرر"

إنها حقا ماكرة .... أعطاها العلبة لتفتحها وقد كانت تحوي قلادة مصنوعة من أزهار عباد الشمس الابيض .... هو يعلم جيدا أنها تعشق هاته الازهار ولكن تلك اللمعة التي في أعينها لكونها تحصلت على تلك القلادة جعلت منه حقا يشعر كأنه قد أعطاها العالم بكونه .... قد كانت سعيدة لدرجة أنها ركضت نحو البيت لتريها لأمها .... لكن قبل هذا فقد قبلته على وجنتيه مما جعله يتجمد ويتوقف كل العالم معه إلا هي التي كانت تركض بشعرها الطويل ذو الضفارتين وفستانها الاحمر .... حقا جعلته واقع في حبها رغم صغر سنه .... رأها وهي تركض نحو أمها التي كانت تجهز الطاولة وروزي التي كانت تجلس على أحد كراسي الطاولة في الحديقة لكونهم وصلوا لتو وكان الامر حقا متعب لروزي كونها حامل في الاشهر الاولى

************************************

فتحت عيناها .... كانت الرؤية ضبابية لكنها تسمع صوت الاجهزة الطبية المرتبطة بها وتسمع صوت قطرات السيروم المغذي الذي كان متصل بذراعها اليسرى بإبرة .... كانت تشعر بأن رأسها يكاد ينفجر الأمر أصبح لا يحتمل ..... نظرت نحو ارجاء الغرفة لترى ذاك الجسم الضخم وهو ينظر نحو النافذة للخارج معطيا ظهره إياها .... كان ينظر لحالة الجو التي أصبحت أمطارا قوية .... لكنه أحس بها .... أحس أنها تنظر نحوه ليلتفت ولم يكن إحساسه خيبة أمل .... إقترب مسرعا نحوها ليمسح على شعرها

بين أمواج الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن