رائع.. لقد خطفت

1.4K 95 0
                                    


لم أدرك حتى أنني حدقت مدة طويلة في ذلك الصبي حتى سمعت المعلم ينادي باسمي.

« هاه ؟»

لقد فقدت انتباهي تمامًا لبضع لحظات ولكن بعد ذلك أدركت أن المعلم طلب من الصبي أن يجلس خلفي.

كنت جالسة علي المقعد الثاني قبل الأخير مما جعل من المقعد الأخير خلفي فارغاً.

لم أتوقع أن ترك المقعد الأخير فارغًا سيؤدي بالأاحداث إلى مثل هذا الوضع؟

لسبب ما، شعرت أنني بحاجة إلى البقاء بعيدًا عن ذلك الفتى ذو الشعر الفضي.

لم أخرج من أفكاري إلا عندما شعرت بوجود شخص ما بجانبي. اصطدمت عيناي بتلك العينين الزرقاوين الجليدية التي كانت تنظر إلي في حالة من الصدمة.

لم ألاحظه حتى وهو يتحرك وها هو يقف أمامي مباشرة بينما يبدو متفاجئًا برؤيتي كما كنت أفعل كذلك.

ومع ذلك، سرعان ما اختفى التعبير المفاجئ على وجهه، وشقت ابتسامة ضخمة طريقها إلى شفتيه.

بطريقة ما، نجحت ابتسامته الخطيرة وهالته المخيفة في جعلي أبعد عيني أولاً.

مرة أخرى أعدت انتباهي إلى دفتر ملاحظاتي وتجاهلته تمامًا.

«السيد رايلان ، من فضلك خذ مقعدك حتى نتمكن من الاستمرار في فصلنا». قال المعلم وشعرت أن الصبي يتحرك نحو المقعد خلفي.

على الرغم من أنه لم يذهب لمقعده قبل أن ينظر للمعلم ولكن في النهاية لقد ذهب أخيرا.

مرة أخرى استؤنف الفصل حيث واصل المعلم إظهار تجربة تفاعل كيميائي سريع.

بالكاد بعد عشر دقائق أو شيء من هذا القبيل شعرت بشخص يدق ظهر الكرسي الجالسة عليه.

ألقيت نظرة سريعة على المعلمة للتأكد من أنها كانت مشغولة بالشرح قبل أن أدير وجهي قليلاً نحو الشخص الجالس ورائي.

بمجرد أن رآني أستدير توقف عن دفعي وابتسامة كبيرة على شفتيه، لوح بيده ليلقي التحية.

استغرق الأمر كل قوة إرادتي حتى لا ألفت عيني إلى تصرفاته الغبية. لقد أعدت تركيزي ببساطة إلى المعلمة ولم أهتم للغباء الذي حدث منذ قليل.

على الفور شعرت بشيء مرة أخرى يدق ظهر الكرسي مجدداً. لمم تكن حتى لدي إي رغبة في التعرف حَقًّا على الفتى ذو الشعر الفضي هذا.

لم أخف بسبب هالة الباد بوي أو إي شيء غبي من هذا القبيل، بل أنا من كنت خائفة عليه من إخوتي، أو ربما فقط من مارك.

لذلك، التزمت الصمت ولم أتفاعل مع الوخز المستمر الذي كان يزداد مع مرور كل ثانية، وهو دليل واضح على أن الصبي ورائي كان يَائِسًا لشد اهتمامي.

في البداية، كان في البداية مجرد الكرسي ولكن الآن شعرت بطرف قلم وهو يلمس ظهري.

بحلول الوقت الذي كان فيه الفصل على بعد خمس دقائق فقط من النهاية، كنت على يقين من أنه ستكون هناك كدمة ضخمة ومؤلمة على ظهري قريبًا لأن الصبي لم يوقف وخزه القاسي والمؤلم طوال الفترة بأكملها.

كان الأمر كما لو كان يختبر بالضبط المدة التي يمكنني تحملها مع الألم الذي يسببه طرف قلمه الحاد في ظهري.

لم يكن يعلم أن ما كان يفعله بي لم يكن حتى أقرب إلى واحد في المائة من الألم الذي مررت به في حياتي.

كدمة صغيرة من شأنها أن تلتئم في غضون أسبوع أو نحو ذلك لم تكن شيئًا أمام الكدمات التي استغرقت شهور للشفاء التي مررت بها.

بمجرد أن أدركت أنه لم يتبق سوى دقيقتين قبل أن يدق الجرس، قمت على عجل بتجميع كل أشيائي وحزمتها في حقيبتي.

بمجرد أن قرع الجرس، وجدت نفسي أسرع نحو باب الفصل، وفي غضون ثوانٍ قليلة، كنت محاطة بحشد من الطلاب الذين كانوا يملئون الردهة.

لم أنتظر حتى يخرج المعلم أولا. كما أنني لم أنتظر لألقي نظره علي الشخص الذي شعرت أنه يتبعني أثناء خروجي من الفصل.

كانت هناك استراحة لمدة عشر دقائق قبل أن يبدأ صفي الثاني من اليوم.

لحسن الحظ، تاليا كان هناك فصل الرياضيات الذي ربما يساعدني في التخلص من الطفايلي ذو الشعر الفضي.

استغرق الأمر مني حوالي خمس دقائق من أصل عشرة، للبحث عن فصلي الدراسي التالي.

كنت سعيدة لأنني نجحت في التخلص من هذا الصبي رايلان .

لم أكن أعرف أن هروبي منه زادت من رغبته بالإمساك بي.

سرعان ما بدأت الفترة الثانية ودفعت الصبي ذو الشعر الفضي والألم على ظهري بعيدًا عن ذهني وركزت على فصل علم المثلثات الذي قرر المعلم تدريسه.

بحلول الوقت الذي انتهت فيه الفترة الثانية ثم الثالثة من اليوم الأول من مدرستي الثانوية الجديدة، نوعا ما الصبي ذو الشعر الفضي لم يشغل بالي في نهاية اليوم.

كان هذا هو السبب في أنني أخفضت من حذري بينما كنت أسير نحو المكتبة أثناء استراحة الغداء لقراءة بعض الكتب.

نظرًا لجلسات التدريس الخصوصية التي كنت أعقدها مع جاكسون لأكثر من شهر حتى الآن، وجدت أن معظم الموضوعات التي درسها المعلمين اليوم يمكن فهمها بسهولة.

كنت أقرأ الآن كتاب النحت الذي وجدته في قسم الفنون بالمكتبة، وبسبب ذلك، لم ألاحظ وجود شخص آخر بالقرب مني إلا بعد فوات الأوان.

قبل أن أتمكن من الرد، غطت يد فمي، وكتمت كل احتجاجاتي وصراخي.

ووجدت نفسي أجر نحو الظلام الدامس.

****

ندوب الماضي الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن