انفتح باب الغرفة فجأة وشعرت إميلي وكأن ماضيها يعيد نفسه مرة أخرى.
ومع ذلك، على عكس المرة الماضية، لم يكن الشخص الذي دخل غرفة الانتظار فتى بشعر فضي.
قالت إميلي: "لماذا عدتم بسرعة هكذا؟" وهي تنظر إلى إخوتها.
لم يجب مارك على سؤالها. بل أشار إلى ليو بأن ينهي عمله بسرعة ويسرع.
أدار ليو عينيه استياءً لمارك قبل أن يقترب من الأريكة التي تجلس عليها.
"تفضلي! خذي هذه البطاقة معكِ. لا تحتاجين الجلوس في هذه الغرفة وحدكِ. يمكنكِ التجول في المركز وشراء ما تريدين طالما جوي ترافقكي." قال ليو وهو يمد لها بطاقة ائتمان في يدها.
لم تكن البطاقة السوداء الشهيرة وإنما بطاقة ائتمان بلاتينية عادية.
ومع ذلك، فإن الطريقة التي ابعدت بها إميلي يديها عن البطاقة جعلت إخوتها مندهشين لثوانٍ.
تنهد ليو بهدوء وهو يجلس بجانب إميلي على الأريكة.
"أعلم أنكِ قلقة بشأن إهدار أموال دومينيك التي كسبها بجهد. لكن دعيني أخبركِ بشيء. كعائلتك وأخواتك، على دومينيك أن يزودكِ بمصروف شهري لنفقاتكِ. تلك أموالكِ ولا داعي للتفكير مرتين قبل قرار إنفاقها. الآن توقفي عن التفكير المفرط وتجولي في المركز وانظري إن كنتِ ستجدين شيئاً تريدين شراءه".
صمتت إميلي لثوانٍ قليلة وهي تحدق في بطاقة الائتمان التي كان ليو يمسكها في يده.
"أعطها إياها فقط. ليس لدي اليوم كله لإهداره هنا".
دوى صوت مارك الحاد في أذنيها مما جعل كلاً منها ومن ليو ينتفضان قليلاً.
سقط نظره عليها وهو يواصل: "أما أنتِ. إن كنتِ معارضة لهذا الحد في استخدام هذه الأموال، فأنتِ مرحب بكِ لتعويضنا مستقبلاً عندما تبدأين بكسب المال. وللآن، توقفي عن إحداث الدراما أمام الآخرين".
لم يضيع مارك ثانية واحدة أخرى إذ خرج من الغرفة بعد إلقاء مثل تلك الكلمات الحادة عليها.
صرخ ليو مستاءً: "مارك!" لكن أخاه كان قد غادر الغرفة بالفعل.
حوّل انتباهه مرة أخرى إلى أخته الصغرى التي كانت تحدق في أصابعها التي كانت تقبض بإحكام على طرف قميصها.
كان يتوقع أن تبدو حزينة أو مجروحة بسبب كلمات مارك لكنه فوجئ عندما جعلها ترفع وجهها إليه، برؤية ابتسامة عذبة ودفء منتشرين على وجهها.
قال ليو وهو يداعب رأسها بلطف: "هل أنتِ بخير؟ لا داعي للاهتمام بكلامه. كما تعلمين بالفعل، انه ليس صبور".
اتسعت ابتسامة إميلي على شفتيها وهي ترد بنبرة دافئة: "أعلم. لا تقلق، أنا بخير، وشكراً لك على البطاقة".
ابتسم ليو ابتسامة عذبة لأخته الحبيبة قبل أن يومئ لها إيماءة دافئة ويغادر الغرفة بعد أن ألقى نظرة جادة على جوي الواقفة في أقصى زاوية من الغرفة.
***
"ألا يمكنك أن تحاول أن تكون أكثر لباقة تجاهها؟ كل مرة تفتح فيها فمك أمامها يبدو الأمر كأنك على وشك أن تشتمها أو شيء ما. حتى أنا متعب من هذه المواقف الغير ضرورية تجاهها".
من طريقة نظر ليو الغاضبة إلى أخيه الأكبر، كان واضحاً أنه كان جاداً بشأن الموقف.
ولكن من ناحية أخرى، بدا مارك غير مبالياً كالمعتاد. استمع بصمت إلى شكاوى ليو ولكنه لم يرد مطلقاً.
صرخ ليو بصوت عالٍ غاضباً وهو يحدق في أخيه: "مارك! أنا أكلمك! هل يمكنك أن تشرح سلوكك تجاه أختنا الصغيرة؟"
ترك مارك تنهيده عميقة تخرج من شفتيه وهو يحول انتباهه نحو أخيه الأصغر قبل الرد.
"لا أحتاج إلى شرح أي شيء لك. وليس كأنني فعلت شيئاً خاطئاً. كانت هي من أثارت المشكلة هناك..."
قاطعه ليو قبل أن يكمل جملته: "لو حاولت ولو لمرة واحدة أن توليها اهتمامك وتتعلم أسباب ترددها، فسترى على الأرجح بالضبط ما هو الخطأ في سلوكك".
سأل مارك وهو ينظر مباشرة إلى عيني أخيه الأصغر الخضراوين الداكنتين: "هل تحاول أن تقول إنني أتعامل معها بشكل غير معقول عند قصد؟"
ترك ليو من شفتيه تنهد استهزاء وهو يرد محدقاً في أخيه: "أنا لا أحاول, إنها الحقيقة. أنت فعلاً تتعامل معها بتعسف بلا سبب. كأنك قررت بالفعل في قلبك عدم احترامها أو محاولة فهمها، مهما كان الأمر".
ساد الصمت بين الأخوين في اللحظات القليلة التالية قبل أن يلقي مارك نظرة ثاقبة أخيرة على ليو قبل أن يختفي من الغرفة.
ترك السيد اليساندرو الأصغر وحده في الغرفة الصامتة وهو يحاول تهدئة غضبه بينما كان مستعداً لضرب مارك.
على الرغم من أنه كان يدرك جيداً أن هذا الحلم لن يتحقق على الإطلاق.
****
سأل شين وهو يتبع رايلان نحو السيارة السوداء اللامعة المصفوفة أمام المتجر الباهر حيث كانا حالياً: "إلى أين أنت ذاهب؟"
كانت "مول ستار زاندر" هي الإجابة الوحيدة التي تلقاها من السيد الأصغر.
"انتظر! لماذا أمن ذاهب إلى هناك؟" سأل شين أو بالأحرى صرخ مندهشاً وهو يوقف صديقه قبل أن يصل إلى السيارة.
ترك رايلان تنهده تخرج من شفتيه وهو يمرر أصابعه في شعره الفضي الطويل المترسل.
علامة واضحة على أنه كان يشعر ليس فقط بالارتباك بل أيضاً بالإحباط لسبب ما.
أجاب رايلان وهو ينظر إلى السماء: "لست متأكداً. ليس لدي أي فكرة لماذا أريد فجأة دخول المقاطعة الجنوبية من المدينة. مجرد أن لدي شعوراً سيء بأنني بحاجة إلى أن أكون هناك في أسرع وقت ممكن."
"م-مهلا, أي نوع من الشعور السيء تقصد" رد شين متعجباً.
***
صلو علي محمد ❤
مرحباً يا رفاق كل شخص يضع نكته وبكل نكته اضحك عليها سأنشر فصل جديد بأسم صاحب النكته فنهاية الفصل :]
وغير مسموح بأكثر من نكته لنفس الشخص 😂
أنت تقرأ
ندوب الماضي الجزء الثاني
Teen Fiction"لماذا احضرتها إلى هنا؟ بخلاف أحداث المشاكل والهرب ، ليس لديها شيء أفضل لتفعله! لقد أخبرت دومينيك بالفعل أنها لا تستحق أن تكون هنا ، ولا يمكنها أن تكون جزءًا من هذه العائلة." جفلت إميليا عندما اخترقت كلمات مارك الغاضبة قلبها ، مما جعلها تشبك يدها عل...