وعد

1.3K 117 6
                                    


هربت إميليا من الظلال التي تطاردها وهي تجري في الغابة الخطيرة في منتصف الليل.

الظلام الذي كان يغطي الغابة جعل من المستحيل عليها رؤية أي شيء.

ومع ذلك، وبما أنه ليس أمامها خيار سوى الاستمرار في الجري، واصلت إميليا الركض وهي تنزلق هنا وهناك، وتصاب بالجروح.

كانت أقدامها الحافية مغطاة بالوحل الذي التصق بجلدها. تحت تلك الطبقات السميكة من الوحل الذب تم تجبيسه على قدميها وكاحلها، كان هناك العديد من الجروح، بعضها عميق بينما كانت الأخرى سطحية.

كانت الأرض الرطبة للغابة زلقة قليلاً بعد المطر الغزير الذي هطل طوال اليوم بأكمله ولم يتوقف إلا مساءً.

كانت أنفاسها تأتي على شكل لهاث وهي تحاول مسح ذراعيها العاريتين لجعل جسدها يشعر بالدفء قليلاً.

كانت إميليا منهكة تمامًا، وجائعة لأنها لم تأكل شيئًا خلال الخمس والثلاثين ساعة الماضية، والأهم من ذلك... أنها كانت خائفة.

لم يعد في جسدها أي طاقة، ولكن إذا توقفت عن الجري، فلا شك أنها ستقع في أيدي أولئك الوحوش الذين جعلوا حياتها نكبة حقيقية.

الدم الذي كان ينزف من الجرح على الجانب الأيسر من جبهتها، فستانها الأبيض الذي لم يعد أبيضًا بعد ماراثونها عبر الغابة.

لا يزال الظلام الذي هدد بالسيطرة على وعيها يراود على السطح، بانتظار اللحظة المثالية حتى يتمكن من الضرب.

فجأة، شعرت إميليا كأن ساقيها أصبحتا أثقل. بدأ رأسها ينبض بالألم وصرخ كل جسدها من عدم الراحة.

كانت متجذرة إلى الأرض الرطبة، غير قادرة على الجري لإنقاذ حياتها.

أولئك الذين كانوا يطاردونها كانوا يقتربون أكثر، وكانت تستطيع تقريبًا تخيل المشهد عندما سيمسكون بها.

انتشر قشعريرة في جسدها وهي تحاول بكل ما أوتيت من قوة تحريك ساقيها والبدء في الجري مرة أخرى، ولكن كل ذلك كان عبثًا.

كان هناك شيء غير صحيح، وأدراك ذلك جعل هلعها يزداد.

بدأت ترمي ذراعيها هنا وهناك لإيجاد طريقة للهروب من القبضة الثقيلة التي أبقتها مقيدة بالظلام.

ولكن مهما حاولت الهروب منه، كان يقبض عليها بقوة اكثر.

فتحت فمها للصراخ طلبًا للمساعدة، ولكن هنا أيضًا فشلت عندما وجدت أنه لا يخرج أي صوت من فمها، مهما حاولت بجد.

شعرت بالرطوبة على خديها مما جعلها في البداية تعتقد أن المطر عاد لزيادة مشاكلها.

ومع ذلك، وبعد بضع ثوانٍ، أدركت إميليا أنه بدلاً من المطر، كانت دموعها هي التي تتدحرج على خديها وهي تبكي علي عجزها.

ندوب الماضي الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن