03

18 6 2
                                    

سيرت خلفه مدة ليست بالقصيرة فى صمت تام
حتى بلغ منى القلقل مبلغه لا أدرى هو لا يساعدني
إطلاقا أشعر أنه يزيد من سكوته حتى
تنهار اخر ذرة من أعصابى
جلسنا على أحد المقاعد أمام إحدى الترع
قلت فى نفسى:إية دا هو ناوى يغرقنى ولا ايه
والله ما أستبعد عنه حاجه
صمت عن حديثى نفسى عندما وجه نظره لى قائلا
إتكلمى سامعك
ولاكن مهلا مهلا مابال تلك النبرة الحانيه فى صمته
التى أخذتنى إلى طريق الذكريات عندما كنت لازلت
طفله فمن رباني كان هو كان من أشد من تعلقت
بهم حتى ذلك اليوم إلى هنا نفضت زكرياتى
عنى فلست بمحل يسمح لى بزيادة توترى منه
أرسلت ناظرى نحو قناة المياة أمامى وانا أفكر بماذا
أجيبه قلت له:سفيان انت ايه جابك هنا
وكأننى تنصلت من عقلى لأحادثه هكذا ولاكن
بماذا سأخبره حقا
سفيان:يعنى أنا بأقولك اتكلمى سمعك تقومى تسأليني
انا هنا بأعمل ايه مش شغلك الكلام دا يا  دكتورة
ما أدهشنى حقا هو هذا الهدوء فى صوته للحظه
أردت الارتماء بين أحضانه لأحكى له عن ما فعلته
الدنيا بطفلته ومدللته ابنت عمه
ولاكن لم أستطع فقد بنيتى بينى وبينه سور
يصعب كسره منذ تلك الليله
لأقول له:عايز تعرف ايه بالظبط يا سفيان
سفيان فى هدوء:مالك يا عائش
وكم أحب هذا اللقب أحبه كثيرا منه
عائشة:كويسه يا سفيان الحمد لله
سفيان:بجد طب طالما أنك كويسه بتخرجى
ليه كل يوم فى الوقت دا
عائشه:دا أنت مراقبنى بقا
سفيان:ومن إمتى إنت بتغيبي عن عينى
يا عائش بس أنا مش فاهم جرالك إيه من يوم
ما بعدتى عنى وأنا مش فاهم
ضحتك بصوت أشبه للبكاء بنبرة عاليه حتى
أدمعت عيناى وكأنها كانت الشراره اللازمه لإشعال
فتيل البكاء وضعت يدى على عيناى أبكى بشدة
أبكى بشكل لم أعهدة من قبل حتى انا سفيان فزع
لطريقة بكائى بكيت حتى نضبت جفونى
وانتفخت مقلى لاكنها لم تكن نقطة النهايه بل كانت
مثل دفعة للإستكمال فأنا لم أبكى منذ مده طويله تجاوزت السنتين
هذان العامان لم يكون الأمر فيهما بالهين أبدا ولم
ترفق بى الحياة بهما لم يدرى سفيان ماذا يفعل
غير أنه أخذ حقيبتى منى ثم أخرج تلك المذاكرات
وأخذ يربط على كتفى وهو يقول:عائشه إهدى أنا مش قادر أستحمل عياطك دا
لم تخفف عنى كلماته أبدا بل زادت فى بكائى
فأنا تركت من يحبني بصدق فكيف لا يحب أب إبنته
فأنا لم أخرج من دفئ احضانه إلا عندما بلغت
حتى بعدها شملنى برعايه دائمه ليتنى
لم أقل ما قلته يومها والله إنى لاندمه
عندم وجد أن بكائى قد زاده حديثه
قال لى:والله لو مسكتى لوخدك فى حضنى
انا ماسك نفسى بالعافيه
عند إذن جفت عيناى تماما أنقطعت شهقاتى
أنزلت يداى ونظرت له ولاكن زادت حاجتى للبكاء
فلم تعد محاولاتي لكبح نفسى تفيدونى فقلت له:سفيان
سيبنى أعيط ومبكتش من زمان
قلت كلاماتى وأنا أخذ شهقاتى بينها
فما كان منه اللى ان إقترب منى ووضع رأسى
على كتفه قائلا:عيطى يا عائش لو دا هيريحك
وكانت الإشارة فعلا

اللا شئ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن