06

20 5 5
                                    

فى مثل هذا الوقت دائما ما أجلس تحت ظل شجرة خلف بيت عمى مطلة على شرفة من هواها قلبى وتُيم بها أشكى إشتياقى إليها أبثها عشقى بعد أخر حديث دار بيننا أمس علمت أن طفلتي  لم تكبر بعد هى تحتاج من يهتم بها وكنت على أتم الثقه أنها لم تحادث أنس وأنها قطعت الاتصال به مثلما أخبرتها إنها عائش التى لا أهون عليها فقد فهمت لبيبتى بالاشارة أنها المقصودة عندما تحدثنا أقسم أن رأيتها تبكى تعادل إنتزاع فؤادى من محجرة سأتقدم لخطبتها فور رجوعها من الجامعة قد أخبرت أبى وأمى عند رغبتى بالزواج صباحاً كلما تذكرت هذا الحوار الذى دار بيننا أضحك بشده
                 فى الصباح
إستيقظ أنس بعد صلاة الظهر فلم ينم إلا عند شروق الشمس بعد ليلة المواجهه إستيقظ ليؤدى فرض الله عليه وقام للإفطار ثم التحق بهذا التجمع العائلى الذى يضم أمه وأبيه
دخل غرفة المعيشه(الصالة)وألقى السلام
سفيان :السلام عليكم إية يا حاجه الحلاوة دى
مها أم سفيان:وعليكم السلام بس يواد معاكسه فيا
أحمد والد سفيان:تصدق يلا إنك قليل الأدب بتعاكس مراتى قدامى يا سفال
ثم مد يدة وضربة على قفا رقبته
تحسس سفيان موضع الضربه وهو يقول:ما أعاكس براحتى الله دى أمى
أحمد بعد أن رفع فردة خفه المنزلي:نعم يا اخويا
هنا فر سفيان يختبئ خلف ولادته وهو يصيح :إلحقينى يا ماما
لتضحك مها قائلتاً:خلاص يا أحمد سيبه
فنظر لها زوجها وقد لاعب حاجبية بعبث:علشانك بس يا جميل
لتضحك مها وقد إحمر وجهها خجلا ليعلق سفيان :يا رب أتجوز بقى إوعدنا يا رب
لتضحك مها ومعها أحمد  بينما قال:يا خويا شار إنت بس
سفيان:والله جايلك أصلا يا حج علشان أشاور
ضحك أحمد على ولده وهو يناظره بفخر :قول عايز مين يا سيد الشباب
معروف عن سفيان أنه يحب عائشة وقد توقع أباه هذا ولكن ليس هناك ضرر من التأكد
سفيان:عايز طفلتي يا بابا أنا بحب عائش
لم يكن سفيان يخجل بأن يعلن حبة لعائش على عكس أقرانه من الشباب الذى يخجل من إعلان حبة لأهل بيته
فتجد أنا أحدهم عندما يحادث أحد عن زوجته يقول البيت أو الجماعه وإن راعها يطلق عليها لقب أم العيال
وكأن إن قال زوجتى أو ذكر أسمها فسيلحق به العار فى حين أن النبى سؤل من أحب الناس إليك قال عائشة قالوا من الرجال قال أبوها لم يخجل الرسول من إعلان حبه لزوجته كان من مواقفة فى حب السيدة خديجة أنه فى فتح مكة أتت إليه إمرأة مسنة فترك الفتح وأخذ يحدثها فبكى ثم ضحك فعندما سألته السيدة عائشة عن هوية تلك المرأة التى ترك الفتح لأجل محادثتها فقال إنها صاحبة خديجة تذكرنها فبكينا ثم تذكرنا مواقفها فضحكنا وكانت السيدة عائشة تقول ما غرت من زوجة من زوجات النبى مثل غيرتى من خديجة حتى وهى ميته لشدة حب النبى لها وأنه لا ينفك يذكرها أبدا وكانت السيدة عائشة شديدة الغيره على النبى فقالت خديجة خديجة والله لقد رزقك الله خيرا منها كانت حمراء الشدقين ثيب وكانت تقصد نفسها بقولها خير منها فغضب الرسول لقولها ومع ذلك ترفق معها وقال لا والله ما رزقت خيرا منها فلقد صدقتنى حينما كذبنى الناس ونصرتنى بمالها وكان لى منها الولد 
ومواقف كثيرة لم يكن يخجل من ذكر حبة لزوجاته ليس كأشباه الرجال اليوم فكان دائما ما يصدح سفيان بحبة لعائشة بين أبية وأمة
أحمد :والله كنت عارف يلا أنك عايز عائشة أخيرا إتكلمة
مها:والله يوم السعد يا بنى لما تتجمع أنت وهى فى بيت واحد
تنهد سفيان بحرارة وقد زاد الاشتياق فى صدرة ولاكن
كان خائف أن ترفضه عائش بسبب عندم إستقرار مشاعرها ولاكن الانتظار ألامه كثيرا
أحمد :أنا هأكلم عمك ونروح لما عائش تيجى
لاحظ أحمد أنقباض حاجبا سفيان عندما قال عائش فعلم شدة غيرة والده وقرر أن يضايقه بهذا الأمر عندما يعاكس زوجته وأخيرا سينال من إبنه العزيز فبتسم له وهو يقول :إية رايك يا سيد الشباب
سفيان:خلينا نكلم عمى ونروح نستنى عائش وتبقى مفاجأة
نالت الفكرة إستحسان مها وأحمد فبغض النظر عن سعادتهم لأجل سفيان ولاكنهما يحبان عائشة بصدق
لتقول مها:حلوة الفكرة طب يلا يا أحمد كلم أنس وقوله
أحمد:أنت تأمر يا جميل
كان أحمد مثل سفيان تماما لا يخجل من إعلان حبه لزوجته أمام أى شخص وكان لايخجل أبدا من مغازلتها أمام أبنائه فذلك الشبل من هذا الأسد حقا كان سفيان دائما ما يتسأل عن سر تعامل أبية مع والدته حتى قرأ سيرة النبى وعلم أن أباه يحاول تطبيقها
سفيان:اللهم أغننا بحلالك عن حرامك يا بابا راعى السنجل اللى فى وسطكم
أحمد:قوم يا خويا لو القاعدة مش عجابك
مها ضاحكتا:والله أنتم لو حد فيكم قاتل للتاني قتيل مش هتعملوا كدا
إتصل أحمد بأنس وأخذ سفيان يتزين لأجل الرؤيه الشرعية فهو سيخوض الطريق معها منذ البداية
يعلم جيدا أن طفلته تحب الشيكولاته والورود فذهب لشراء ما تحبة عائش
بعد صلاة العصر تتجمعت العائلة فى صالة منزل أنس
دارت الأحاديث بين النساء فى المطبخ حيث تقف زينب والدة عائشة مع مها وكانت فاطمة وسوزان فى تلك الجلسه تتجاذب النساء أطراف الحديث وهن يقمن بإعداد العشاء فمن المعروف لدى العائلة أن عائشة إذا وصلت للبيت ولم تجد الطعام جهاز فلا مانع لديها بالانقضاض على أهل البيت
مها:عائشة اتأخرت يا زينت أنا قلبى وكلنى عليها
زينب وقد بدا ما بداخلها على وجهها:بالله عليكى يا مها انا باهدى اعصابى اصلا حاسه حصلها حاجه فضلها عشر دقايق وهتوصل أن شاءالله
مها :والله ما قصدى أقلقك بإذن الله ترجع بالسلامة

عند الرجال فى الصالة شعر سفيان بنغزة فى صدرة منذ مدة ليست بالطويله ولاكنها تجاهلها ينظر لساعة يده بين الفينه والأخرى قالقاً ينحدر العرق من جبينه مع إن الجو لا يستدعي التعرق هكذا
وفجأة رن هاتف سفيان برقم عائش قطب جبينه وقد قضم شفته السفلية فعائشة لا تحادثه بعيد عن أهلها أبدا
فعلم أن من يطلب رقمة ليست عائشة ففتخ الخط وهو يأمل أن يكون قد سقط الهاتف من يدها وهى بخير ولاكن عندما استمع للمتصل تلاشت كل أمانية واتسعت عيناة
المتصل:السلام عليكم معايا استاذ سفيان
سفيان لم يستطع الإجابة غير بمهمه فقال:امم
المتصل :صاحبة الفون دا عملت حادثه وهى فى مستشفى....... وأنا بأكلمك من الاستقبال
أغلق سفيان الخط وخرج صوته متقطع عندما هب واقفا
وكادت أن تلقيه قدماه أرضا وهو يقول:عائش عملت حادثه
ثم خرج من البيت كمن لدغه عقرب يهرول لخارج البيت ليلحقه عمه انس فى حين توجه أحمد للمطبخ وأخبر النساء بالأمر فشهقت زينب مع قول مها زوجت أحمد:مش قلتلك يا زينب والله كنت حاسه
وإنضم الجميع لأحمد حيث المشفى
وصلو أخيرا للمشفى ليسألوا عن مكان المريضه
لتخبرهم ممرضة من الإستقبال:أيوه من شوية وصل والدها ومعاه شاب هتلقيهم قدام أوضة العمليات رقم ٢ الدور الأول على أيدكم الشمال
إلتحق أحمد والبقية لأنس وسفيان الذى يسند ظهره للحائط وأخذت الدموع مجراها على خدة بينما يجلس أنس على ذلك الكرسى أمام باب الغرفة
تقدم أحمد من اخية اولا ليربط على كتفه يواسيه بكلماته وهو يقول:هتقوم منها بالسلامة متقلقش
ثم أتجه لولدة الذى بلغ منه العشق مبلغه ليسحبة داخل احضانه يربط على رأسه ليتشبث أنس بثياب والدة وهو يبكى ويردد:أنا خايف يا بابا أنا خايف اللى جوه دى عائش 
لم يجد أحمد كلمة يواسي إبنه بها فأخذ يربط على رأسة وظهره وهو صامت
فى تلك الاثناء كانت استسلمت عائش داخل الغرفه للموت فخرجت أحدى الممرضات وهى تقول:المريضه  مستسلمه تماما للموت بتموت نفسها بأمر من الدماغ عايزين حد يدخل معانا يحاول يقويها على دماغها
لتتجه أصابع الجميع نحو سفيان الذى أخذ يردد:لا لا مقدرش ادخله والله ما هأقدر لا لا
وأخذ يبكى حتى صاحت به الممرضه قائلتا:فى ايدك فرصة تخليها تعيش بأذن الله متبقاش أنانى لأنك هتندم ومش هتشفها تانى
هنا إستسلم سفيان للأمر ودخل معها بعد أن تم تجهيزه بسرعه وبكفائه عندما دخل صدم بمنظر طفلته تلك الدماء التى تملئ الغرفه وملابس الجراحين هذا الشق فى بطنها يحاول أحد الجراحين إقاف النزيف بينما يخاطب الاخر عقلها وهو يردد:متستسلميش يا بنتى فيه ناس بتحبك مستنياكى
سبحان من أنزل الصبر على فؤادة والثبات فخاطبهم قائلا :أنا عايز قرأن يشتغل على صورة مريم أو يوسف دلوقتى
ثم توجه بإتجاه رأسها وأمسك يدها وقد ملأت القاعه بصوت القارئ على سورة يوسف
سفيان:عائش يا حبيبه أنا سفيان أنا بابا يا عائش متمشيش وتسيبينى يا عائش متسيبيش سفيان وأنا هأفضل جنبك
سكن عقلها أستكمل الاطباء العملية دون هجمات أخرى من عقلها الباطن وبعد خرجها إلى العناية المركزه الخاصة بغرفة الافاقة توجه سفيان بإتجاه الجميع مع الطبيب الجراح أخبرهم الطبيب أن العملية تمت بنجاح بحمد الله ولاكن لا يعلموا متى ستفيق فهم لا يثقون بعقلها الباطن أبدا ثم تركهم
ليقول سفيان: عمى بابا أنا عايز أتجوز عائش دلوقتى

    ^^^^^^^^^^^
خلص بارت انهاردة
دوس ياعم على النجمه معاك بالمره
شجعنى بكلمة حلوه ❤️❤️
بقلم -آية باسم-

اللا شئ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن