إنقضى الوقت سريعا مع العائلة مع نظرات سفيان الموجهه إلى بين لحظة وأخرى
بينما يمازح والده والدته
أجواء سعيد مع أسرة متحابه مترابطة
يالها من نعمة عظيمة وما ذاد من سعادة هذه الأوقات فى بيتنا خاصة وفى بيت كل مسلم عامة أن المقاومة الفلسطينية قامت بضرب عمق فلسطين المحتل فى مشهد يُثلج الصدر منذ ثلاثة أيام ولا تزال مشاعر العز والفخار تسكن صُدورناإقترب سفيان من أُذُنى هامساً لى :أنا عارفك مش هتطلعى ننام الليلة
قالها بصوت أجش به نبرة وَلِهه خبيثهإبتعد عنها سفيان قائلاً:طب سلام عليكم يا جماعة هنطلع ننام عائشة عندها جامعة وأنا مستشفى
إنفضت جمعتهم السعيده وإنصرف كل ثنائي إلى
مضجعهمرت على تلك الذكرى السعيدة ما يقارب الثمانية أشهر تغير فيها الكثير والكثير من الأمور
بل تغير الكون بأسرة إندلعت فيه الحروب بعد
أن دخلت البلاد فى حالة حرب عالمية خراب هنا وهناك
بعد أن شنت إسرائيل ردها على غزة ولاكن إنتظر عزيزى قليلا وتخيل معى
أنت إنسان مسالم فى بيتك الذى ورثته عن جد جد جد جد جد جد جدك منذ قديم الأزل وفى ليلة لم يشرق
لها فجر بعد أتاك لص ليسرق بيتك وبالفعل سرقه وقتل
الكثير من أهلك وأسر منهم الكثير والكثير و مزق جسمانك
فهل لهذا اللص حق عندك بالطبع لا
ومن حقك الدفاع عن بيتك وطرد هذا اللص إلى قاع
الجحيم
ولاكن ما حدث هو عكس ذلك وقد سُلبت حقك فى الدفاع بل أيضا يجب عليك الاعتراف بهذا اللص بأنه مالك البيت وصاحبه
أليست مزحة سخيفه يا صاحبي
أعلم أعلم أنك قد تقول ما هذا الغباء وما هذا الهراء أنه
مجرد كلام فى رواية
ولاكن لأصدمك مرتين وأقول أنه واقع
وأننا نعيش فيه منذ ما يقارب الأربعة وسبعين سنة
نعم إنها حكاية الأرض والدين حكاية فلسطين
انا لان فى إحدى مستشفيات القطاع
فى غرفة الطوارئ أعمل إلى جانب زوجى
لم أنم منذ يومين الإصابات بليغة
البلاء كبير والحرب واسعة
فجأة بدون سابق إنذار قُصف المشفى على من فيه
يا إلهى المشفى مليئ بالأطفال والنساء والشيوخ
سفيان سفيان تجلت كل تلك الأفكار فى جزء من الثانية
أفقت على شخص ضمنى إلى صدرة صارخا بإسمى قبل أن يغمى علىسفيان.........
كانت عائش فى سنتها الثالثة من الجامعة حبيبتي التى لطالما تمنيت الوصول إليها عائشى أنا
مضت الأيام بينا فى حب ودفئ ثم فراق وخصام ثم زواج ومرض وها انا ذا أقف معاها فى أحد الأقسام للعمل عائش كانت بالنسبة لى طفلة مدللة حبيبت زوجها
رأيت منها جانب أخر منذ بداية الحرب تبكى فى الخفاء من شدة الأحداث تلتجأ إلى صدرى مع إصدارها لإستشهاد أحد تبكى برهه وتقول سفيان لا تتركني لا أقدر على فراقك تلمم شتات نفسها ثم تتركنى وتقف إلى جانبى على رأس عملها تضمد جرح هذا وتوسى تلك
تاخذ ذاك الصغير إلى صدرة لتخفف من خوفه وبكائة بينما يهتز جسدها خوفا
زوجتى عائشة هى سكنى فى السلمِ و الحربِ
لطالما اخذتها بين يدى فى سويعات الراحه أُحدثها أحاديث قليلة قبل أن تسقط فى بئر نومها سريعا وألحق أنا بها
كانت دائما ما تقول :أتمنى أن أُرزق منك بذرية من الصبيان والبنات وأنشؤهم على طاعة الله والجهاد فى
سبيله
وكان هذا معتقدها منذ أن كانت صغيره هى دائما ما
تعلقت بالجهاد ونصرة المظلوم
هى من شجعتنى لنلتحق بتلك الحرب
وكنت دائما ما أبتسم عندما تخبرنى هكذا فكيف سيحدث هذا ونحن فى حرب
وكانت بعدها تضحك هى بحياء ولا تفتك حتى يسكتها
خجلها منى
قصف المشفى فإستدار لها نظرى تلقائيا لاجد تلك العيون تحوم حول المكان وتلتقى بنظارت الرعب هنا وهناك
اللهم لا تبتلينى فى عائشة
شددتها لصدرى قبل أن يداهم السواد كل شئخلصنا البارت انا عارفه انه قصير جدا كمان
بس البارت الجديد مش هنغيب وننزله بإذن الله
أنت تقرأ
اللا شئ
Randomاللا شئ عند شعورك به فإعلم انك داخل الهاوية وقد سقط من حافتها منذ زمن بعيد فإما ان تعود لعدم الشعور باللاشئ او ان تكمل حتى ترتطم بالقاع هناك حيث يكمن الجحيم الكامل