حكاية المقابلة

20 3 0
                                    


ذهب محب قبل الموعد بنصف ساعة ،لم يكن ليترك أي إحتمال لكي يتأخر ،كان المكان المتفق عليه هو مطعم وكافيتريا قريبة من الجامعة ،مكان راقي إلى حد كبير ،واجهة زجاجية بالكامل تحجب الضوضاء والأتربة وفي نفس الوقت تجعل الشارع بكل تفاصيله واضحة للزبائن مما يضفي جو من الألفة على المكان بعكس الأماكن المغلقة والتي تعطي نوع من الكآبة ،ولكنها مناسبة للجلسات الرومانسية والتي لم يكن هذا الموعد بقريب حتى من هذا المسمى،

تعمد محب أن يصل مبكرا أيضا لكي يألف المكان ويتفحص جوانبه مثلما يحدث عندما يدخل أحدهم إلى مكان جديد ،وهكذا عندما تصل نرمين يكون انتهى من كل ذلك ويكون بكامل تركيزه ويكون قد خفف جزء كبير من التوتر الذي يشعر به ،حيث تعتبر هذه مرته الأولى في الجلوس مع فتاة منفردين،

تفحص قائمة الطعام ليحدد ماالذي سيطلبه مسبقا ،فقد كان مصرا على دعوتها للغداء رغم توقعه لممانعتها ولكنه قرر أنه سيصر فقد كان يعتقد أن تناولهما الطعام معا سيسمح بإطالة الوقت معها ويكسر حواجز بينهما ،ويعطيه فترة للتفكير عندما لا يجد مايقوله ،انشغل لحظات بالمقارنة بين أصناف الطعام ،ثم توقف فجأة وتجهمت ملامحه وشعر بخوف شديد وبرودة في داخلة كانت حالة كثيرا ماتسيطر عليه مؤخرا بعدما أدرك كم هو قريب من النهاية ،نهاية رحلة طويلة ليبدأ رحلة جديدة مختلفة تماما ، كان يجلس بالساعات في أي مكان شارع ،خديقة ،محطة يراقب الناس ويحسدهم على حياتهم الطبيعية وأمالهم وأحلامهم وتطلعاتهم الطبيعية ،ينظر الى شرفات البيوت ويشعر بدفأ الحياة داخلها والأمان فيزيده ذلك برودة من داخله وكأبه ،لدرجة أنه أحيانا يتعجل هذه النهاية رغم خوفه منها ،ولكنه كما يقول المثل الشعبي وقوع البلاء ولا انتظاره،هذا الخواء والضياع هو مايشعره برغبة ملحة في إخبار أحد والبوح له بهذه الأسرارالتي لا تصدق ،ربما رغبة منه في أن يقنعه أحد بأنه لا ضرورة لكي يغادر ،وأن هذه أوهام أو حلم أو كابوس وأن يوقظه منه ،ولكن بأسف شديد كان يدرك أن لا أحد يمكنه إقناعه بما رآه هو بنفسه ولم يراه أحد آخر،ولكنه تأكد من أمر واحد فقط ،تأكد منه عندما رأي نرمين بعد غياب طويل ،تأكد من أن إذا أراد البوح والكلام مع شخص ما فهي هذا الشخص ولا ريب،

رأى نرمين تدخل وأقبلت عليه بملامح مبتسمة خجولة بعض الشئ ،أقبلت تحيطها هالة من الدفء ينتزع البرودة من داخله ،وابتسامة تنزع الكآبة من قلبه وتبدله بإحساس جارف بالأمان ،جعله يدرك من أول لحظة لدخولها صواب قراره بالتحدث معها ،لن أنتهي سأبقي جزء مني معها عندما أتحدث معها وأخبرها بكل شئ،سأعلم دوما أن إنسان ما يتذكرني ويعرف أين أنا ومالذي أخوضه ستتذكرني نرمين وتفكر في ولا يهم شئ آخر ، أعطته هذه الأفكار شعور محبب بالإطمئنان والسكينة،

تبادلت معه نرمين التحية وجلست بأناقة كانت ترتدي فستانا بالأبيض والأزرق شديد الأناقة وترتدي ايشاربا لبني اللون بمقدمة بيضاء أعطى لوجهها اشراقا ،جعل من الصعوبة ألا تلمع عيناه افتنانا بها وشعر بسعادة غامرة تنساب عليه من كل اتجاه بمجرد جلوسها ،وأعطاه هذا الشعور جرأة وأزال عنه أي بقايا للتوتر فبدأها بالكلام قائلا:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 04, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مبعوث الزمن الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن