الدِمَـاء

431 50 53
                                    

_الفصل الاول : الدِمَـاء_

يجري في الشوارع بكل ما أوتي من قوة ، يتخبط و يتعثر بخطواته ، سيقانه ترتجف مع كل خطوة يخطيها.

يحاول الفرار بروحه ؛ فهي أغلى ما لديه و يخاف من فقدانها ، من ذاك الوحش الفتاك..

انعطف يمينا محاولا مباغتة ملاحقه بين الأزقة  ، مواصلا هرولته هنا و هناك ، يسلك دروبا و منعطفات عشوائية مما أدى به في الأخير إلى نهاية مسدودة.

إصفر وجه الشاب خوفا و رعبا ، أضحى وجهه خاليا من قطرة دم ، شاحبا .
و إذا صح التعبير فلقد كانت بشرته كالموتى إلا أنه لا يزال حيا.

تسارعت نبضات أيسره ، آخذا أنفاسا متقطعة بسرعة هائلة ، مما جعل صدره يعلو و يهبط باضطراب.

خطوة ...
خطوة...
خطوة...

هدوء.

التفت ببطء شديد ، متفحصا محيطه ، بينما أرجله أضحت كحلوى الهلام لا تقوى على حمل ثقله،

بأعين مرتعشة نظر هناك و هنا باندهاش ، ظانا أنه كان يتخيل فقط ذلك الصوت، بعدما ما مر به للتو.


لم يكن هناك أي اثر لآدمي أو أي شيء آخر ، ارتسمت ابتسامة على محياه أشرقت معالم وجهه حبورل و سعادة ،بكونه نجا من قبضة ذاك المتوحش.

هذا ما ظنه..

"هاه.. أتظن أنك ستنجو بهذه السهولة ؟!
البشر.. مجرد مخلوقات غبية"

صدح في المكان صوت رجولي خشن مع نبرة عميقة ، جعلت من أوصال الآخر ترتجف .

لا يرى شيء من جسده ، كل ما استطاع ابصاره هو ذاك الكيان الأسود المظلم المتتواري بظلمات الزوايا ، كل ما تستطيع تمييزه هما عيناه المشعتان باللون الفضي..
المتلألأة تحت ضوء القمر.

"أرجوك يا سيد ،دعني أعود إلى منزلي ..
أنا لا زلت صغيرا على الموت ..
ا انا اعدك أن أنني لن ازعجك أبدا"

جثى ذاك الشاب على ركبتيه ،
راجيا من كتلة الجليد ذاك أن يشفق عليه .

تنهمر الدموع من مقلتيه كالشلال ،
آبية التوقف.. لعل و عسى أن يخلي الاخر سبيله.

لم يأبه الآخر إلى توسله ،بل تقدم بكل هدوء ليقف قبالته.

"أنت لا تزال في العشرينات من عمرك ،

مما يعني دماء لذيذة"

غرس أنيابه الحادة تلك في عنق العشريني ، غير مبال بصراخ ذاك الشاب الذي صدح في المكان.

أنيابُ الدّجى -𝐓𝐡𝐞 𝐅𝐚𝐧𝐠𝐬 𝐎𝐟 𝐃𝐚𝐫𝐤𝐧𝐞𝐬𝐬.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن