ذكريات ذهبية:

32 12 6
                                    

كانا يجلسان على الشاطئ، يُراقبان الأمواج تأتي وتذهب كما الأيام، تحتضن الكُبرى أخاها الصغير و تمسح على خُصلات شعره بِكل حنّية وحب

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كانا يجلسان على الشاطئ، يُراقبان الأمواج تأتي وتذهب كما الأيام، تحتضن الكُبرى أخاها الصغير و تمسح على خُصلات شعره بِكل حنّية وحب.

« المنظر جميل».

تحدث وجسده بالكامل مُخدر و مرّتاح، مثل هذه اللحظات الدافئة و الهادئة رفقت شقيقته هي كُل ما يحتاجه، الدفئ و الأمان الذي تنشره من حوله يكاد لا يوصف.

« هممم، أجل لقد أكتمل بوجودك».

ضحك الأصغر بخفة و أحتضها بسعادة تنافس حجم البحار مجتمعة، كان قُرص الشمس الذهبي قد لامس سطح البحر أخيراً و أضحى المنظر في أبهى صوره.

أنتشرت الخيوط الذهبية هُنا و هُناك و تحول البحر الأزرق إلى سائل ذهبي على مد البصر، لقد خطف المشهد أنفاس الصبي الصغير الذي فُتن بمدى هذا الجمال.

« إلياس…»

همست بصوت رقيق وهي تكوب وجهه بين أناملها، عيونها بلون البندق نظرت مباشرة إلى خاصته الفريدة.

« أريد منك أن تدرك هذا قبل أن يفوت الأوان، فـ هلا أستمعت لحديثي؟ ».

أومأ برأسه ببراءة و أحداقه تركز على المشهد الخلاب، أبعدت يدها و أخذت تمشط شعره - بيدها-، كان قد جلس إلى جنبها يُريح رأسه في حجرها، حيث شعر أن النوم بدء يلاحقه.

« في يوم من الأيام سينطفئ النور الذي يُحيط بك، ستتخبط في ظلال العتمة و لعلك فد تصادف وحوش الحزن و الأكتئب، الأستسلام و الأحباط و شبح الخوف،

قد تيأس و تشعر بضعفك، لكني أود منك أن تتمسك بأخر ذرة نور

أبحث خلال العتمة خلال تلك الليلة المُقفرة عن أي نجمة أو شعلة تُنير بها ظُلمتك، أستمر في البحث خلال أدغال المجهول حيث تشعر أنك وحيد تماما و أن هناك من حاول أفتراسك،

أبحث و أبحث و أبحث

مهما يكن و مهما حدث، ومهما أستغرق من وقت.

و إن لم تجد…»

دنت منه و قبلت جبينه.

« أصنع مصباحك الخاص و كُن أنت من يُنير عتمتك ».

أضحى صوتها ناعماً جدا و ممزوج بقدر عظيم من العاطفة، نظر إلياس إلى أخته و شعر أنه ينظر لعالم، لكون بأسره ينبض بالحُب.

إلى أي قدر تُحبه؟.

رُبما الى مالا نهاية، رُبما إلى أعمق رُكن من هذا الكون.

رُبما حتى الممات.



الكاتبة:  هذا أقرب فصل لقلبي♥

ذهبيِ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن