إنتصفت الشمس بصدر السماء وقد غدات أشعتها أشد حرارة، كان الأولاد يمارسون الرياضة في ذلك الوقت غير مُبالين بسخط الشمس عليهم، في معلب كُرة القدم يتحدون بعضهم بشغف.
إنسكبت سلاسل ذهبية تخترق أوراق و أغصن شجرة الصفصف القديمة، تنهمر بعشوائية على شعره الذهبي، إتكى على الجذع بينما بصره وتركيز منصباً على ورقته البيضاء.
جلس إلياس فوق الشجرة على قمة غصن قوي، يحشر أدوات الرسم بحجره و دفتر صغير يرقد في يده، غرق في خندق من الأفكار لا يدري كيف ينفلت منه.
تنهد و قد أعلن استسلامه، كيف له أن يجد فكرة وعقله الصاخب قد أعلن خمُده، ردع رأسه للخلف يستند بخشب الشحرة، نظر بذهبيته إلى تلك الأورق تتميل مع هبوب الرياح وتزداد نضرة مع نسيج الشمس الدافئ.
شعر بسكون الأجواء حوله و سكون روحه معها، و كأنه جزء ينتمي لهذا المشهد، أغلق على جفنيه بتريُّث حيث يحتضنه النُعاس في رثاء، حان الوقت ليسكن مع هذا الجو.
إلا أن صورة بغتته على حين منه، صورة من حُلم لا يتذكره كان قد أتاه منذ شهور عديدة، إفتتح عينيه مرة أخرى و قد طار النعاس الرغيد من أحداقه اللأمعة.
هرع يُمسك بدفتره و الفُرشاة محصورة بين أنامله، أخذ يُحركها على طول الصفحة، يمجز الألوان ليخلق أخرى و يهمل بعضها، كانت الصورة لا تزال محفورة جلية في مُخيلته مما جعله لا يترك تفصيلا إلا رسمه.
رسم.
و رسم.
إلى أن توقف، وضع الفُرشاة جانباً و أمسك دفتره بكلتا يديه، توسعت أحداقه و أعتلته الدهشة لما رسمه، كانت رسمة متقنة، نسخة طبق الأصل لما حلم به، و كأنها صورة.
عندها تذكر ذلك الحُلم الذي راوده قبل زمن، ذلك الذي لم يفهم معناه، في ذاك الحُلم رأى شيء
"كان مهيب الشكل، طويل القامة و ضخم البُنية، لهُ قُرون مُتفرعة كما الأغصان جسد كخاصت الأيّل و عيون غزال بريئ، يسير فوق ماء البُحيرة ببطء ناحيته دون أن تتخبط حوافره بالماء"
ذهبي اللون مثله.
أمسك بالدفتر بإحكام و قفز من فوق الغُصن نحو الأرض، حط بأمان ثم راح يهرول نحو بناء المدرسة، كان مُتلهفاً سعيداً و متحمس كي يُريه ذلك، إبتسم وهو يتخيل وجه صديقه مُحب الخوارق.
« يجب أن ترى هذا يا أوس! »
لا بُدّ أنه سيعجب بها، بالتأكيد سيفعل.
أنت تقرأ
ذهبيِ.
Kısa Hikayeلطالما أخبرتني أختي أن أُنير حياتها، و أني قطعة من النور، و لكن بعد رحيلها لم أرى أي نور بحياتي أظن أنكِ مُخطئة أختاه، أنت كُنت النور ليس أنا. « أصنع مصباحك الخاص و كُن أنت من يُنير عتمتك » الغلاف من إبداع: rishalhubi@ من جارنيت للأغلفة