حياة جديدة 1

1.3K 53 18
                                    

ترنم الفتى الجميل بنغمة لطيفة و هو يجلس على طرف الجرف الصخري ممسكا بسنارته بيد و مثبتا قبعة القش على رأسه بيده الأخرى كي لا يطيرها النسيم اللطيف...

ابتسم مستمتعا فهذا هو الهدوء الذي يحبه يحيط به...

نظر إلى الوعاء المليء بالسمك إلى جواره برضى ففيه ما يكفي لإطعام جميع الأطفال في الميتم...

رفع السنارة و أخذ بلف البكرة عندما اصطاد سمكة أخرى...

نهض أخيرا فقد اشتدت أشعة الشمس سخونة و يجب أن يعود...

تعجبه حياته البسيطة هذه بعيدا عن كل الضغوط بعد أن ترك كل الدراما خاصة آل تورين وراءه...

هو الآن جاك مولر الأستاذ البسيط في ميتم صغير في قرية بسيطة على ساحل المكسيك...

لقد غير اسمه إلى لقب جده قبل الزواج و هو سعيد بذلك فعلى أي حال هو يشبه جده إيان أكثر مما يشبه أي شخص آخر من آل تورين...

ركض الأطفال لإستقباله بسعادة فحمل أصغرهم بين ذراعيه و استمع بلطف إلى ضوضائهم التي لا تنتهي...

( أوه... هذه الأسماك كثيرة... )

( أريد حساء السمك... )

( أنا أريده مشويا... )

انتهى به الأمر بمحاولة فك الشجار و هو يضحك...

( اخرسو و إلا ذهبت و رميت الأسماك مرة أخرى في البحر... )

قالت المرأة بغضب و أخذت الوعاء من جاك قائلة: ( مرة أخرى خرجت منذ الفجر للصيد... أنت تتعب نفسك كثيرا يا جاك... )

ضحك جاك قائلا بمرح : ( أبدا... أنا أستمتع بصيد السمك... الأطفال لم يتناولو اللحم منذ فترة و يجب أن يتناولوه من وقت إلى آخر... )

تنهدت المرأة بحزن فالمخصصات الحكومية للميتم ضئيلة جدا و بالكاد تكفي...

هي سعيدة جدا لمجيء جاك و مساعدته لهم فقبل مجيئه كانو يعيشون حياة بائسة حقا...

وضع جاك قبعته على شماعة خلف باب الميتم و قال : ( يمكننا إزالة العظم و غليه للحصول على الحساء ثم شوي السمك و هكذا نرضي الجميع... أين لارا...!؟ )

تغير وجه روز عندما سمعت اسم عدوتها اللدودة و قلبت عينيها قائلة : ( اللعينة الكسولة أين ستكون...!؟ نائمة كالعادة... )

ابتسم جاك من لهجة روز الغاضبة فهو يعرف كم أن روز و لارا أشبه بالنار و البارود...

روز فتاة محافظة مدرسة وقورة ملتزمة و متزمتة نوعا ما بينما لارا راقصة فكيف تتفقان...!؟

لارا تعيش في الميتم و تدفع الآجار و تساعد من وقت لآخر و هذا السبب الوحيد الذي يمنع روز من إلقاءها خارجا...

( و ها قد أتت اللعينة الأخرى...!! )

إلتفت جاك و تنهد بملل عندما رأى من تقصدها روز قادمة على الطريق المؤدي إلى الميتم...

Lonely حيث تعيش القصص. اكتشف الآن