2

434 28 12
                                    

"اسرع ايزوكو !"

صوت ذلك الاشقر ملأ الحديقة بينما يقف رابطا يديه اسفل صدره مبتسما ريثما كان ينتضر من ذلك الاخضر ان يصل له

"من اين لك كل هذا النشاط…"

تحدث ذلك الذي وصل لتوه حيث مكان وقوف ذلك الاشقر ، ليبتسم بتعب قلل ان يقف باستقامة بعد ان كان يديه كفيه على ركبتيه

"لقد تعبت…"

تحدث ذلك الاخضر بينما يجلس ارضا على ذلك العشب ليشد انتباهه افراغ ذلك الاشقر لما بجوفه من هواء في ملل

"علي العمل على طاقة تحملك الضعيفة هذه"

نبس بذلك الاشقر الذي بدأ باللبتعاد شيأ فشيأ

"ا-الى اين انت ذاهب ؟"

سأل ذلك الاخضر بشيء من الحزن الطفيف ، خوفا من كونه قد ازعج ذلك الاشقر ، فلا يبدو انه قد اعتاده تماما رغم انه يومهما الثالث معا ، و ككل يوم ، يقرآن شيأ من الكتب ثم يبدآن بالركض في انحاء تلك الحديقة حتى يشعر احدهما بالتعب ، و الذي غالبا ما يكون ذلك الاخضر فيسارع ذلك الاشقر بجلب الكتب التي كانا يقرآنها و يجلس بجانب ذلك الاخضر حتى يغط كلاهما في النوم بعد ذلك ، مواصلين بقية اليوم اما في شيء من النشاطات او في النوم

في ليلة ذلك اليوم…لم يتمكن ذلك الاشقر لسبب ما من النوم لذا فها به يحمل شمعة ريثما يتجول في ارجاء القصر ، الا انه سريعا ما ادرك ان كل ذلك مجرد مضيعة للوقت لذا فها به يغطي فمه متثائبا بنعاس ريثما يتجه لغرفته مجددا ، الا ان عينيه قد لمعتا فجأة…و تحديدا عندما لمح شيأ ما من باب تلك الشرفة الشبه مفتوح…و تحديدا طيف والديه الذين كانا يجلسان بتلك الشرفة ، احدهما يعانق الاخر بحميمة ريثما بدى بشكل اوضح انهما يتبادلان القبلات…ما جعل من ذلك الاشقر ينفخ على تلك الشمعة مطفئا اياها عندما ادرك ان احد والديه قد يتفطن بوجوده ، ليبقى واقفا بذلك الضلام ريثما يغطي فمه باحدى يديه في محاولته لتغطية ذلك الاحمرار الذي اكتساه فجأة قبل ان يسارع بالتقاط تلك الشمعة من على الارض ، و التي اتضح انه و بطريقة ما كان قد اوقعها دون الشعور بذلك ليسرع بالاتجاه لغرفته عله ينسى ما رآه للتو او انه قد يفلح باقناع نفسه ان كل ذلك لم يكن سوى من تخيلاته

الا ان الامر لم يسرع على ذلك النحو على ما يبدو…فها بذلك الاشقر الآن يمشي في صمت بتلك الحديقة ، متجها كعادته لجلب الكتب التي كان يقرأها رفقة ذلك الاخضر الذي ينتضره ريثما يأخذ قسطا من الراحة من كل ذلك الركض من خلال جلوسه قليلا على الارض

لاحض ان ذلك الاشقر قد تأخر لوهلة ، الا ان ما زاد الامر غرابة هو صمت ذلك الاشقر على غير عادته ، فقد اعتاد دائما ان يخبر ذلك الاخضر بان الركض مهم و ان عليه الركض اكثر دائما الا انه الان يجلس في صمت ريثما يراقب الكتاب بين يديه بشرود بعد ان كان قد جلس بقرب ذلك الاخضر مسلما اياه كتابه هو الاخر

𝑩𝒂𝒌𝒖𝒅𝒆𝒌𝒖\\𝑪𝒂𝒏𝒕𝒂𝒓𝒆𝒍𝒍𝒂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن