6

426 26 16
                                    

نفث بهدوء ما بجوفه ريثما يقف امام تلك المرآة متفقدا ملابسه الرسمية التي كانت قد جهزت خصيصا له بامر من ذلك الاشقر ليحضر بها حفل تتويجه بعد ان اصر عليه فلم يكن في البداية راغبا بالبقاء حتى موعد الحفلة الا ان اصرار ذلك الاشقر عليه 'لسبب ما' جعله يوافق كرغبة منه في عدم رفض امر للملك الجديد قريبا ، لذا فها قد آلت الامور و ها ذا به يجرب تلك الملابس التي اعترف على الاقل بانها بدت جيدة عليه ، ذلك قبل ان يجلس على سريره بعد ان ابتعد عن المرآة مراقبا السقف بشرود اعلاه ريثما يسمع صوت التعديلات الاخيرة التي يجريها الخدم قبل وصول المدعوين ببعض من الوقت…

منغمسا بافكاره ريثما تذكر فجأة بنية الشعر التي فارقتهم قبل ما قارب الاسبوع ، حزن لوهلة بسبب مرور الزمن سريعا فهو يذكر جلوسه رفقتها تلك الليلة و كأنها البارحة ، يذكر كيف انها تحدثه عن كمية الحب التي تكنها لفصل الشتاء مستشعرا بحزن الوخزة التي اصابت قلبه عند تذكره لهطول المطر يوم دفنها…لسبب ما…شعر ان تلك الوخزة لم تكن فقط جراء تذكره لموتها…شعر لوهلة بذات الوخزة عند تذكره لوقوف ذلك الاشقر قربه جوار قبرها و عناقهما الذي افرغ به ذلك الاخضر ما تجمع من مشاعر منذ يوم لقائه ببنية الشعر متذكرا كذلك انفاس ذلك الاشقر التي لاعبت رقبته عندها و ملمس شفتيه التين لامستا فروة رأسه و تربيته على ضهره بلطف و دفئ كان قد شعر به يغمره رغم برودة الجو عندها

تحسس عندها ذو الشعر الاخضر رقبته دون وعي خادشا اياها ببطئ ريثما يراقب الارض اسفله هذه المرة بدل السقف…مستعيدا لسبب ما ذكرياته و ذلك الاشقر التي رفضت مغادرة عقله منذ لحضة وصوله للقصر صارفة انتباهه بين الحين و الاخر

شعر بابتسامة ترتسم على شفتيه عند استرجاعه لآخر مرة جلس بها رفقة الامير باكوغو بالمكتبة لانهاء خطابه و تعليقه على قهقهة ذلك الاخضر و استرجاعه لتصرف اعتاد ذو الشعر الاخضر القيام به الا و هو الانزعاج بكل مرة يسيء فيها ذلك الاشقر لوالدته او يدعوها بالعجوز امامه…مغطيا ابتسامته باحدى يديه و التي سرعان ما اختفت عندما رفع عينيه من جديد مراقبا السقف بتوتر اضيف لاحمرار وجهه الطفيف الذي اكتساه ريثما ادرك سبب ابتسامه و تلك الوخزات التي تنتابه بكل مرة يرى او يقترب بها من ذلك الاشقر…لم يكن ليسأل نفسه كالاحمق ان كان ما يحدث طبيعيا فهو مدرك اتم الادراك لما يحصل له…و تحديدا لذلك الشعور الذي نمى بداخله مؤخرا…و الذي اتضح له على الاغلب انه ليس سوى شعورا قد احيي من جديد بداخله بعد ركوده كل تلك المدة…رغب بالتحديق بالارض مجددا الا انه سرعان ما هز رأسه لابعاد تلك الدوامة التي دخل بها منذ دقائق بعد ان شعر بدوران طفيف من مراقبته للارض و السقف على التوالي لذا فقد اكتفى هذه المرة بافراغ جوفه لما بدى المرة الثالثة منذ جلوسه ريثما راقب يديه التي حرك اناملها لتلامس بعضها بعضا في محاولته للتخفيف من توتره الذي انتابه فجأة ما دفعه للوقوف من على سريره متجها نحو نافذة غرفته التي مد يده تجاهها بهدوء فاتحا اياها مراقبا من عبرها في صمت تلك الغيوم التي انتشرت بشكل اخف حول القمر عن الليلة الماضية ، لتقاطع خلوته جراء ذلك الطرق الخفيف على الباب

𝑩𝒂𝒌𝒖𝒅𝒆𝒌𝒖\\𝑪𝒂𝒏𝒕𝒂𝒓𝒆𝒍𝒍𝒂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن