جبل ق

5 2 0
                                    

جبل قاف المحيط بالدنيا ⛰

سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)عن القاف وما خلفه، قال: خلفه سبعون أرضا من ذهب، وسبعون أرضا من فضة، وسبعون أرضا من مسك، خلفه سبعون أرضا سكانها الملائكة لا يكون فيها حر ولا برد، وطول كل أرض مسيرة عشرة ألف سنة. قيل: وما خلف الملائكة؟ قال: حجاب من ظلمة، قيل: وما خلفه؟ قال: حجاب من ريح، قيل: وما خلفه؟ قال: حجاب من نار، قيل: وما خلفه؟ قال: حية محيطة بالدنيا كلها تسبح الله إلى يوم القيامة وهي ملك الحيات كلها. قيل: وما خلفه؟ قال: حجاب من نور. قيل: وما خلفه؟ قال: علم الله وقضاؤه. وسئل صلى الله عليه وآله عن عرض قاف وطوله واستدارته، فقال: عرضه مسيرة ألف سنة من ياقوت أحمر قضيبه من فضة بيضاء وزجه ومن زمردة خضراء، له ثلاث ذوائب من نور: ذؤابة بالمشرق وذؤابة بالمغرب، والأخرى في وسط السماء عليها مكتوب ثلاثة أسطر: الأول بسم الله الرحمن الرحيم، الثاني الحمد لله رب العالمين، الثالث لا إله إلا الله، محمد رسول الله .

عن يحيى بن ميسرة الخثعمي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " عسق " عداد سني القائم و " ق " جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر، فخضرة السماء من ذلك الجبل

جبل قاف محيط بالأرض كإحاطة بياض العين بسوادها، وما وراء جبل قاف فهو من حكم الآخرة لا من حكم الدنيا. وقال بعض المفسرين: إن لله سبحانه وتعالى من وراء جبل قاف أرضا بيضاء كالفضة المجلوة طولها مسيرة أربعين يوما للشمس وبها ملائكة شاخصون إلى العرش لا يعرف الملك منهم من إلى جانبه من هيبة الله تعالى ولا يعرفون ما آدم وما إبليس، هكذا إلى يوم القيامة. وقيل: إن يوم القيامة تبدل أرضنا هذه بتلك الأرض والله أعلم.

الأرض تبدو كالدرهم كما وصفها سلمان الفارسي
(عليه السلام ) ... وليس كره تائهه في الفضاء !

روي عن سلمان الفارسي (رضوان الله عليه) قال : كنّا جلوساً مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بمنزله لمّا بويع عمر بن الخطّاب ، كنت أنا و الحسن و الحسين و محمّد بن الحنفيّة و محمّد بن أبي بكر و عمّار بن ياسر و المقداد بن الأسود الكندي .
فقال له ابنه الحسن (صلوات الله عليه) : يا أمير المؤمنين ! إنّ سليمان بن داود سأل ربّه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك ، فهل ملكت ما ملك سليمان بن داود ؟
فقال صلوات الله عليه : و الذي فلق الحبّة و برء النّسمة ! إنّ سليمان بن داود سأل ربّه تبارك و تعالى الملك فأعطاه ، و إنّ أباك ملك ما لم يملكه بعد جدّك رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أحد قبله و لا يملكه أحد بعده .
فقال له الحسن صلوات الله عليه : نريد أن ترينا ممّا فضّلك الله عزّ و جلّ به من الكرامة .
فقال صلوات الله عليه : أفعل إن شاء الله .
فقام أمير المؤمنين صلوات الله عليه و توضّأ و صلّى ركعتين ودعا الله عزّ وجلّ بدعوات لم نفهمها ، ثمّ أومى بيده إلى جهة المغرب ، فما كان بأسرع من أن جاءت سحابة فوقفت على الدار و إلى جانبها سحابة اُخرى .
فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أيّتها السحابة إهبطي بإذن الله ، فهبطت و هي تقول : أشهد أن لا إله إلاّ الله ، و أنّ محمّداً رسول الله ، و أنّك خليفة الله و وصيّه ، من شكّ فيك فقد هلك ، و من تمسّك بك سلك سبيل النجاة .
قال : ثمّ إنبسطت السحابة في الأرض حتّى كأنّها بساط موضوع ، فقال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) : إجلسوا على الغمامة ، فجلسنا و أخذنا مواضعنا .
فأشار إلى السحابة الاُخرى ، فهبطت و هي تقول كمقالة الاُولى ، فجلس أمير المؤمنين (صلوات الله عليه عليها منفرداً) ثمّ تكلّم بكلام و أشار إليها بالمسير نحو المغرب ، و إذا بالريح قد دخلت تحت السحابتين فرفعتهما رفعاً رفيقاً ، فتأمّلت نحو أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) و إذا به على كرسي و النور يسطع من وجهه فيكاد يخطف الأبصار .
فقال له الحسن (صلوات الله عليه) : يا أمير المؤمنين ! إنّ سليمان بن داود كان مطاعاً بخاتمه فبماذا أمير المؤمنين مطاع ؟ فقال (صلوات الله عليه) : أنا عين الله في أرضه ، أنا لسان الله الناطق في خلقه ، أنا نور الله الذي لا يطفى ، أنا باب الله الذي يؤتى منه ، و حجّته على عباده .
ثمّ قال : أتحبّون أن اُريكم خاتم سليمان بن داود ؟
قلنا : نعم ، فأدخل يده إلى جيبه فأخرج خاتماً من ذهب فصّه من ياقوتة حمراء ، عليه مكتوب : محمّد و علي 👉
قال سلمان : فعجبنا من ذلك .
فقال (صلوات الله عليه) : من أيّ شيء تعجبون ؟ و ما العجب من مثلي ، أنا اُريكم اليوم ما لا ترون أبداً .
فقال الحسن (صلوات الله عليه) : اُريد أن تريني يأجوج و مأجوج و السدّ الذي بيننا و بينهم .
فسارت السحابة فوق الريح فسمعنا لها دويّاً كدويّ الرعد ، و علت في الهواء و أميرالمؤمنين يقدمنا حتّى انتهينا إلى جبل شامخ في العلوّ و إذا شجرة جافة قد تساقطت أوراقها و جفت أغصانها .
فقال الحسن (صلوات الله عليه) : ما بال هذه الشجرة قد يبست ؟ فقال (صلوات الله عليه) له : سلها فإنّها تجيبك .
فقال الحسن (صلوات الله عليه) : أيّتها الشجرة ! مالك قد حدث بك ما نراه من الجفاف ؟ فلم تجبه
فقال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) : بحقّي عليك إلاّ ما أجبته ، قال سلمان : فوالله لقد سمعتها تقول : لبّيك لبّيك يا وصي رسول الله و خليفته ، ثمّ قالت : يا أبا محمّد ! إنّ أمير المؤمنين كان يجيئني في كلّ ليل وقت السحر و يصلّي عندي ركعتين و يكثر من التسبيح ، فإذا فرغ من دعائه جاءته غمامة بيضاء ينفح منها ريح المسك و عليها كرسي فيجلس عليه و تسير به و كنت أعيش ببركته ، فانقطع عنّي منذ أربعين يوماً فهذا سبب ما تراه منّي .
فقام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) و صلّى ركعتين و مسح بكفّه عليها فاخضرّت و عادت إلى حالها .
ثمّ أمر الريح فسارت بنا و إذا نحن بملك يده في المغرب و اُخرى بالمشرق ، فلمّا نظر الملك إلى أمير المؤمنين قال : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله ، أرسله بالهدى و دين الحقّ ليظهره على الدين كلّه و لو كره المشركون ، و أشهد أنّك وصيّه و خليفته حقّاً و صدقاً ، فقلنا : يا أمير المؤمنين ! من هذا الذي يده في المغرب و الاُخرى في المشرق ؟
فقال (صلوات الله عليه) : هذا الملك الذي وكله الله عزّ وجلّ بالليل و النّهار ، فلا يزول إلى يوم القيامة ، و إنّ الله تعالى جعل أمر الدنيا إليّ ، و إنّ أعمال الخلائق تعرض في كلّ يوم عليّ ، ثمّ ترفع إليه تبارك و تعالى .

علم الفلك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن