ظهرت فكرة الأرض الكروية في الفلسفة اليونانية القديمة بداية مع فيثاغورس (القرن السادس قبل الميلاد)، على الرغم من أن معظم الفلاسفة قبل سقراط (القرنين السادس والخامس قبل الميلاد) احتفظوا بنموذج للأرض المسطحة. في أوائل القرن الرابع قبل الميلاد، كتب أفلاطون عن الأرض الكروية، وبحلول عام 330 قبل الميلاد، قدم تلميذه السابق أرسطو أدلة تجريبية قوية على ذلك. ثم بدأت معرفة الشكل الكروي للأرض تنتشر تدريجياً خارج العالم الهلنستي.
كَان الاعتقاد القَديم السَاري عن شكل الأرض هو أنها مُسطحة أو مُدورة، وقَد كان مفهوم الأرض المُسطحة موجود في الكثير من الحضارات القَديمة. ومنها اليونانية حتى الفترة الكلاسيكية، وخلال فترة العصور البرونزية والحديدية في حضارات الشرق الأدنى حتى العصر الهيلينستي، وفي الهند حتى عهد إمبراطورية جوبتا، وفي الصين حتى القرن السابع عشر، وهذا التصور متأصل في ثقافات السكان الأصليين للأمريكتين، فشكل الأرض المسطحة المحاطة بقبة من السماء على شكل وعاء مقلوب هو تصور شائع في المجتمعات قبل انتشار الحضارة العلمية.
لقد طور عِلم الفَلك اليوناني نَموذج الأرض الكُروية، أبتداءً من فيثاغورس في القرن السادس قبل الميلاد، مَع أن مُعظم فلاسفة ما قبل سُقراط أحتفظوا بنموذج الأرض المسطحة. وافق أرسطو على الشَكل الكُروي للأرض على أسس تَجريبية حَوالي عام 330 قبل الميلاد، وانتشر هذا المَفهوم تَدريجيا خارج العالَم الهِلنستي منذ ذلك الحين. أما الاعتقاد الخاطئ للمثقفين الأوروبيين في وَقت كولومبوس هو أن الأرض مُسطحة، ورحلاته البَحرية التي فَندّت هذا الاعتقاد لمعتنقي وجهة أتباع الكرة الأرضية صَار يُطلق عليها اُسطورة الأرض المُسطحة، وفي عام 1945 قامت الجَمعية التاريخية لبريطانيا بإدراج هذا الاعتقاد الخاطئ من منظورهم كثاني خطأ في كتيب «أكثر عشرون خطأ شائِع على مر التاريخ».ألقى 'البروفسور' جوزيف دبليو هولدن، وهو قاضي صلحٍ سابق، العديد من المحاضرات في بريطانيا الجديدة عن نظرية أن الأرض مسطّحة في المعرض الكولومبي بشيكاغو. وامتدت شهرته إلى شمال كارولينا حيث نشرت جريدة لاندمارك النصف أسبوعية في ستاتسفيل حين وفاته عام 1900: 'نحن بنفسنا نحمل المذهب القائل بأن الأرض مسطحة الشكل ونأسف بشدة لمعرفتنا أن أحداً من أعضائنا قد توفي'.
بعد وفاة روبثام، انشأت الليدي اليزابيث بلونت جمعية الأرض المسطحة العالمية بعام 1893 بإنجلترا وأطلقت صحيفة تدعى بالأرض ليست كروية وبيعت ببنسين فقط كما وخرجت مجلة أخرى تسمى بالأرض والتي ظلت من عام 1901 حتى 1904.كانت إليزابيث تعتبر أن الإنجيل هو السلطة غير القابلة للمساءلة على الطبيعة وأن الشخص لا يمكن أن يكون مسيحياً ويؤمن بأن الأرض كروية. ومن بين أعضائها المشهورين: إي دبليو بيلنقر من جمعية الثالوث الأنجيلي، وإدوارد هيوتن كبير المشرفين بالعلوم الطبيعية في كلية الثالوث بدبلن وكذلك رئيس الأساقفة. حيث قامت بإعادة تجارب روبوثام مما أدى إلى ظهور بعض التجارب المضادة ولكن قل الاهتمام بها بعد الحرب العالمية الأولى. فساهمت هذه الحركة في إعلاء شأن العديد من الكتب تناقش أن الأرض مسطحة وثابتة، من ضمنها كتاب ديفيد والردلو سكوت «تيرا فيرما».في عام 1898، وذلك أثناء رحلته وحيداً حول العالم، قابل جاشوا سلوكم مجموعة من المؤيدين للأرض المسطحة في دوربن، جنوب أفريقيا. حيث قام ثلاثة بوريين - ما يطلق على المستعمرين الهولنديين لقارة أفريقيا وكان أحدهم قسيساً، بإعطاء سلوكم كتيباً حرروه لإثبات أن الأرض مسطحة. وأيد «باول كروقر»، رئيس جمهورية ترنسفال في أفريقيا نفس النظرية بقوله عن رحلة جاشوا سلوكم: «أنت لا تعني دوران العالم، هذا مستحيل! تعني في العالم. مستحيل!»دعا ويبلر جلين فوليفا الذي تولى الكنيسة المسيحية الكاثوليكية عام 1906م، وهي أحد قطاعات العنصرة التي أَنشئت مجتمعاً مثاليًا في (صهيون، ولاية إلينوي), إلى الاعتقاد بأن الأرض مسطحة الشكل منذ عام 1915م فصاعدًا، واستخدم ليثبت وجهة نظره صورة للخط الساحلي لبحيرة نيباغو الواقعة في ولاية ويسكونسن وهو يمتد لاثني عشرة ميلًا، وهذه الصورة مأخوذة على ارتفاع ثلاثة أقدام من سطح الماء، وعندما اختفى المنطاد (إيطاليا) خلال رحلة استكشافية إلى القطب الشمالي عام 1928م حذَّر ويبلر الصحافة حول العالم بأن المنطاد قد ذهب إلى حافة العالم، كما عرض 5000 دولارًا لمن يثبت أن الأرض غير مسطحة وذلك وفقًا لشروطه، وقد مُنع تدريس الاعتقاد بكروية الأرض في المدارس الصهيونية كما أٌذيعت الرسالة على محطته الإذاعية WCBD.وقد صرَّح محمد يوسف الذي أسس جماعة إسلامية متشددة في نيجيريا تسمى بـبوكو حرام باعتقاده أن الأرض مسطحة الشكل.