٣. غيرُ متوقَع

13.1K 806 280
                                    

✧

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كان أولُ يومِ عمَل لجِينِيل كَطبِيبة نَفسِية هادئًا للغَايةِ. حيثُ أن مريضُ الساعةِ العَاشرَة، السَيد براون البالغُ من العمرِ ثَمانِية و خَمسِين عامًا، يُعانِي من اضطِرابِ الشَخصِية الفِصاميَة. بعد فترةٍ وَجيزَة من فحصِه، تم تَحديدُ الأعراضِ: عدَم الاهتمامِ بالعَلاقاتِ الاجتِماعيَة، العُزلَة، البرودُ العاطفِي، النشَاط التَخيلِي الداخلِي، عدم الاهتمامِ بالعَلاقَات الحَميمِية، تبددُ الشَخصِية.
و بجَانبهِ كانت هناك مُلاحظَة مُظلَلة بالقلمِ الأحمَر: تبددُ الشَخصِية الشدِيد، فقدانُ الهويَة، صُعوبَة في التَواصٍل و التفاعَل. و كانت قَائمَة الأدويةِ التي تَعرضَ لها وَاسعَة النطاقِ.

تضمنَ تحقيقُ الشُرطَة القصَة المُوجزَة للجرِيمَة التي ارتَكبهَا السيدُ براون. قبل عِشرينَ عامًا، قتلَ زَوجتَه بفأسٍ، ثم قامَ بتَقطِيع جُثتِها و إلقائِها في النهرِ الذي يَجرِي وراءَ الفناءِ الخلفِي للمَنزِل. و كان سببُ التَشخِيص هو الاسِتخدَام المُفرِط للمُخدرَات، خاصةً الهِيرُوين، العامِل الوِراثِي المُرتبِط بوَالدتِه المُصابَة بالفصَام و زَواجِه القسرِي من زَوجتِه. تسببَ ميلهُ إلى الانسِحاب و العُزلَة إلى جانِب اختيارِه اللاعَاطفِي، في الانهيارِ العقلِي الذي أدَى إلى القتلِ، لذا سُجن السيدُ بروان في سَانت مُورِيس لمُدةِ عِشرينَ عامًا.
وجدَت جِينِيل عند تَحلِيل ملفهِ الذي لم يكُن طَويلاً علّى الرغمِ من طولِ إقَامتِه، أنهُ لمدةِ عشرِ سَنواتٍ علّى الأقَل لم يَخرُج من فمِ الرجُل سوَى غَمغماتٍ مُفككَة.
كانَ هذا هو مدَى خُطورَة تبددِ شَخصِيتهِ و فِقدَانه الكَاملِ تقرِيبًا للهُويَة.

عادَ الخوفُ بكَاملِ قُوتِه عندمَا تَخيلَت نفسَها وَحيدَة مع رجلٍ كهذا خلالَ الساعَة و النصِف التي يجبُ أن يَستمِر فيها المَوعِد الطبِي، ربما سَتطلبُ من الحارسِ البقَاء.
في الحَقيقَة، لم تجِد جِينِيل أي جدَوى من مُحاولَة التَواصُل مع شخصٍ من الوَاضِح، وفقًا للسِجلاَت الطِبيَة، أنه مَجنُون تمامًا و مُنفصِل عن الواقِع. لقد تغلبَ عليه الجنونُ لفَترةٍ طَويلَة و لم يكن هناك عَودَة إلى الورَاء. لقد أرادَت أن تكُون قادِرةً علّى إخبارِ العجُوز الذي عينَها كل هذا، لكنها لا تَستطِيع لأنه أمرٌ غير مُهذبٍ أو عَاقِل. ففي النِهايَة لا ينبغِي للطَبيبِ أن يتَخلَى عن مَريضِه أبدًا.

𝗔𝗨𝗧𝗢𝗣𝗛𝗜𝗟𝗜𝗔 | أُتوفِيليَا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن