04|حُلمٌ أشْبَهُ بالحَقِيقَة.

212 17 4
                                    


يَـامـَامـُوتـُو أَمـَايْ

استَلقَيتُ بعد حمامٍ ساخِنٍ بإرهَاقٍ شدِيد لقَد كَان يومًا مُتعبًا جدًا وكلُ ما كَان ينقصنِي تَقْبِيلُ مجنُونَةٍ اقتَحَمتْ منزِلِي ليلاً، أغلَقتُ عينَي أستَسلِمُ الى النَوم رغمَ أننِي لم أتنَاول وجبَةَ العشَاءِ بعد، كُل ما أُرِيدهُ هو النومُ بسلام.

✾ ☆ ✾

- هلْ جُرحكِ بخَير؟

- أمزَح، أَمزَح مَا رَأيُك بِأن نُصبِحَ أصدِقَاء؟

- رائِحتُك قَويَة.

- اِطعَنيني اِن لَم أتَوقَفْ.

...

فَتحتُ عينيَ أناظِرُ السَاعة التي كانت تُشيرُ الى الواحدَةِ صباحًا ثم تفَحَصتُ المحيطَ حولي، أنا متيَقنَةٌ أنني سَمعتُ همساتٍ غريبة همساتٍ تُحادثني، اغمضتُ مُقلتَيَ مُجدَدًا رَغبةً بالعَودَةِ الى سُبَاتِي وعدتُ الى النومِ بسُرعةٍ لشِدَة تعَبِي.

 ✾ ☆ ✾

كُنتُ جَاثِيةً أرضًا على رُكبتَيْ أضَعُ يُمنايَ علَى أسْفَلِ ظَهرِ يَافعةٍ بغَاية الجَمالِ، كُنتُ أشعُر بالقَلقِ وكَان كفُ يدِي الأيسرَ يُحاولُ رفعَ رأسِهَا وكَانتْ هِي تصْرخُ بِي بهستِيرِيَة وأخذُت تُحاولُ الاِمتِناعَ عنْ رَفعِ رأسْهَا رغمَ جنُوحِهَا الى ذَلك.

لَا أدرِي كَم من الوَقتِ مرَ حتَى اِستَسلمَتْ وانتَشَلتْ رأسَها تُناظِرُني بأعيُنَ قُرمزِية مُشِعة وتَقُول:

- أتوسَلُ إليكِ بلوم...أُخرُجِي، أنا لنْ أتَحملَ بعدَ الآن.

بتَرجِي جَثتْ تَسجِدُ عِندَ قدَمي وقدْ كرَرت طَلبهَا بأيدِي مُرتَعشَة وصوتٍ مبحُوح.

ثُمَ وجدتُ نفسِي أخطُو خطوَاتٍ قصِيرة بطِيئَة الى الخَلفِ وكأنَنِي أرفُضُ فرَاقَهَا حَتى أدرَكتُ الباب اِلتَفَتُ رغبةً بتفَقُدِ حَالِها ولَا أعلَمُ لِمَا أشعُر بالاضْطِراب والقَلقِ عَليْهَا ولكنَ مشَاعرِي اِختَلَطتْ بعدَ رُؤيَتي لهَا تَعضُ نفسَهَا ولا أنكِرُ أن المنظَرَ كانَ مُروِعًا.

...

واستَيقَظتُ مرة أخرى وكُنتُ أكثَر هلعًا، هَذَا الحلُمُ أشبَهُ بالحَقيقَة.

لقَد كنتُ هنَاكَ وشَعَرتُ بكُلِ شيء.

ولكِن...من بلوم هذِه ولمَا كَانتْ اليَافعَةُ تَحتَضر وما الذِي كَانتْ تَعنْيه بِـ ' أنا لنْ أتَحملَ بعدَ الآن'.

أنَا حقًا مُشوشَة ولا رغْبتَ لي بالعودَة الى النَوم.

ظلَلتُ أفكرُ لفَترةٍ قبل أن أسمعَ صوتَ طرقٍ خافتٍ على بَاب غرفتِي ثم دخَلتْ الخادِمة وبدَت مذهُولةً لرُؤيتهَا لي مستيقظَة كانَ بينَ أنَامِلهَا ورقةٌ مطوِيَة وتَمَنيتُ أن تَكونَ منْ أيِ شخصٍ مَا عَدا أبٍي ولَكِنهَا كانتْ منهُ.

- أمَاي-سان السَيدُ يُريدُ تنَاول الغذَاءَ برِفقتِكِ.

اللعنة.

الباب الأَسْـوَد الجُزء ٢ : لِمَ عَلَى كُلِ خَاتِمَةٍ أَنْ تَكُونَ وَاجِمَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن