07|سَـاحـِرَة.

229 18 3
                                    

يَـامـَامـُوتـُو أَمـَايْ

نهضتُ أنَاظِرُ كَفَ يدِ بخَوفٍ وتَنهدتُ بارتيَاحٍ وكونِي بخَيرٍ قبلَ أن أدرِكَ أنني شبهُ عَاريةٍ على مهدٍ غَير خاصتِي والغُرفَةُ غَريبةٌ هي الأخرى.

تجمدَ الدَمُ بعرُوقِي وكُلُ مَا ببَالِي العجُوزُ الغَنيُ من الحَفلَة، ولكِننِي رأيتُهَا...اليَافِعة الجَميلة تَجلسُ بالشُرفَةِ وتُقَابلٌني بظهرِهَا ولبرهةٍ شُعرتُ بالأمَان.

رغمَ أننِي لا أعرِفُهَا.

وَلَاحظتْ هيَ حَركَتِي فَوضَعتْ كوبَ القَهوةِ خَاصتهَا على حَفةِ الشرفَةِ تتقَدمُ مِني ورَفعتُ أنَا الغِطَاء أستُرُ بدنِي.

- أَينَ أنَا؟

سألتُ أنَاظُرهَا تقتربُ منِي حتَى انعدَمت المَسافة بينَنَا وأنَا أغلقتُ عينَي بخوفٍ قبلَ أن أشعُرَ برَاحةِ يدِهَا عَلى كَتفِي فأبعَدتُهَا بسرعَةٍ وابتَسمت تقُول:

- أنتِ بمنزلِي.

وابتَعدتْ تختفِي فجْأةً وظَهرت مُجدَدًا وبينَ كَفيهَا طبقٌ بهِ حسَاء تَقُول:

- هذَا سَيُساعدُكِ على الصحو.

نَاظرتُ الطبَق ثُمَ سألتُ مجدَدًا:

- منذُ متَى وأنا هُنا؟

وضَعَت هي الطبقَ على حِجرِي تقول:

- سِتة ساعاتٍ...ربما؟

ونَاظرتُ السَاعة والتي كانت تشير الى الثامنةٍ مسَاءا...ألمْ تُقم الحَفلةُ على التَاسعةِ وكُنتُ بِهَا؟

- يمكِنكِ النهوض.

تحَدثتْ وجَفلتُ أنَا أسحبُ الغِطَاء الى بدَنِي أكثر وضَحكتِ هي تُتَمتِمُ بـ:

- لَطِيف.

عقدتُ أنا حاجِبيَ وأبعَدتُ الغِطَاء ببطءٍ أنَاظرُ الثِيَاب التي صِرتُ أرتَديهَا من العَدم ورفعتُ نَظرِي اليهَا أسأل باستغرَاب:

- هل أنتِ سَاحرة؟

وضَحكتْ هي بسُخريَةٍ تَقولُ تزَمُنًا مع أخذهَا لطبقِ الحسَاء:

- معَ كُل تِلكَ الأحلَامِ ولازلتِ تَعتَقدِينَ أننِي مجَردُ سَاحرة.

وتحَركتْ تَضَعُ الطَبقَ على طَاولةٍ مستَديرةٍ بزَاوية الغُرفة وقالت:

- يمكنكِ تنَاولُ هذا وسيكون العشَاءُ جَاهزًا بعد عدةِ ثَوانِي.

واختَفتْ كمَا لو أنهَا لم تَكُن هُنا قط، وقفتُ أنَا أنَاظرُ الثيَاب التي كَانت تُنَاسبنِي بشكلٍ مخيفٍ  حَتى مَقَاسُ صدرَتِي كَان مُلَائمًا ومُرِيحًا وتقدمتُ من الطَاولة أنَاظرُ الحَسَاء ثُمَ دنَوتُ أشتَمُهُ، أيُعقَلُ أن تُسمِمنِي؟

الباب الأَسْـوَد الجُزء ٢ : لِمَ عَلَى كُلِ خَاتِمَةٍ أَنْ تَكُونَ وَاجِمَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن