اغراء كاذب ||false temptation

5

"أعرف جروحًا يبكي منها المرء عمرًا كاملاً ولا تطيب"

**************

حلقة مفرغة من الجنون مختلط مع اجحاد واضح ، لا ادري ان كان ما حدث نوع من الخدع الخسيسة ام لا !؟ ...

تنهدت بينما اناظر ذلك المرتمي على الفراش بصورة مهيبة : يا له من امر مؤسف رؤية ذلك الجبل الواقف بعزم مرتمي على الفراش بهذه الطريقة المثيرة للشففة ...

زممتُ شفتاي مقبلة بأسف : بل الاكثر شفقة هو عدم اكتراث اولاءك الثلاثة لحالة والدهم ... لم يكلف اي منهم نفسه بعناء تفقد والده الذي ارتمى وسط قاعة الطعام ...

انهيتُ كلامي متتبعة تلكَ المعالم المتألمة بوضوح وعرق منصب ؛ تجاوزت اعيني بملل حتى انتفضت بفزع اثر صوت مختنق ممتزعجاً بنبرة غليظة جافة كالعادة : ما الذي تفعلينه هنا ؟؟

امضى بكلماته بينما اراه ينهض متكأ على راحتيه ليتمدد نهاية الى الفراش بينما لا يزال يطالعني بصمت ...

لم استطع اخفاء ارتباكي ودهشتي حتى ان لساني قد انحصر عن اي اجابات ...

لانتفض على نحو مفاجأ اثر تنهيدة يائسة منه ليمضي لاحقاً : اولاءك الاوغاد عديمو الرحمة ، لقد فعلوها ودسو السم في مأكلي ...

- ماذا ؟!

رفعت رأسي مناظرة للذي يتكلم بثقة متعالية وبغيظ واضح ، هل هو حقاً يشك بأولاده ؟! هل يعقل شيء كهذا ؟!

ناظرني وقد لاحت ابتسامة ساخرة محياه : هل تفاجأتي ؟! لا تقلق ، لاحقاً سيصبح كل شيء طبيعي بالنسبة لكِ

توجست بخيفة بينما التقط انفاسي لاعقب بدوري : سيدي ، لا بد انكَ توصلت لاستنتاج خاطئ ، لا يعقل لاطفالك ان يفعلو ذلك فأنتَ تبقى والدهم ...

انهيتُ كلامي لانتفض اثر ضحكاته المتهدجة التي تبعتها سعلات خشنة : يا الهي ، لا اصدق اني اتلقى التعاطف من فتاة غريبة ...

استشعرت حرارة طفيفة في خداي ولا ادري ما عساي اقول ، الا اني ومع ذلك قد حسمت قراري متحدثة بهدوء : لا بد انكَ فهمت الامر على نحو خاطئ يا سيدي ، فالجميع يتمنى لكَ الشفاء ..

حسناً اليسَ الكذب في سبيل الاصلاح جائز ... فلا بأس فيما قلته... ولكن ! لما بحق خالق الجحيم يضحك ؟! هل قلتُ شيئاً مضحكاً؟؟.

وصلتني الاجابة عندما انطلقت الكلمات مبعثرة من ثغره الضاحك بسخرية واضحة : لا بد انكِ ترعرعتِ في منزل عاطفي ورعاية مثالية ... فمن الواضح انكِ لا تعلمين اي شيء عن الحياة الواقعية يا صغيرة ؟! ... اولائك الثلاثة ليسوا سوى وحوش في هيئة مثالية ؛ عقولهم زخرفة وقلوبهم حجارة ...