آتياً بالشتاءَ !

197 9 15
                                    

في الشِتاء ، هُنا مكان الغروب و هُنا مكان الشُروق
هُنا مكانَ حياتي و ممَاتي ، هُنا عثرتُ على روحيّ وموطنيّ
و ما روحيّ سِواك ؟ و ماهو موطني إن لم يَكُن أنت ؟

الأمر اشبه أن نصرِخ وعلى فمِنا شريطّ لاصق
اشبه بأن نُلاحق احداً في دائرةِ لاتكُف عن الاتِساع
نركُض ونركُض في الاتجاهِ نفسُه وبالسرُعةِ ذاتِها
ولا نُسمعّ ولا نصِل ابداً .

قدَ مرت علي سنين باردةِ قاسية يا دافئ الروُح
اما حانّ الوقت ان اتلحفَ دِفئك ؟ باسطاً روُحي في قلبك
نائماً وكأن لا غدّ لي ولا انيناً يسكُن بي و كأنني طِفل نائماً في حُضن والدتِه
و تحتَ تهويدةِ والدة في بيت صغير يملئُه الاطمئنان ، هكذا أشعر بِك
يُخيل لي بأنهُ انت وأنه انا ونحُن في الشتاء وانتَ الربيع .

كُنتَ أعول كثيراً على السنوات ان تصنعَ فارقاً يجمعنُي بِك و لم تفعل قط
لِذا انا هُنا شتاءً كُنت امَ ربيعاً
اُحيك لك بيديّ الهزيلتان قميصاً مِن صُوف اضُمه لِصدري بعدَ كُل جزء اُنهيه
اطيرَ في مُخيلتي في ان ترتديه و يغمُر قلبي الدفئ ، و ما تُجيده يداي سِوا كتمُ دُموعي و حياكةِ قميصاً لك ؟

أضعُ مظروفاً تحت أبوابكِ المُغلقة
أحفُر سرداباً تحت مُعتقلك الأبدي اسوارهُ شاهقةِ الارتفاع
أضع لافتةِ عنِد مُفترق طرٍق مجهولة و سهماً إلى جوارهُ قلبي .
في كُل مساحةٍ تجِدهُا فارغة في مكاتيبي يا نجميّ العينين هي لحظاتِ صمت سكنتني،خروجي عن النص هيَ نفس عميق اتفادى بِها تمزُقي
ف يُمكنك ان تكتُب بِها ما تشاء
لطالما منحتُك فرصة الحديث والشرح والتبرير والدِفاعَ عن نفسُك .. حتى هُنا !
مِن حقُك أن تكتُب وصيتكَ في صدري قبلَ أن اموت .

و الربيعَ لا يأتي والشِتاء آتي
و لمّ تنفرج صخرة حُزني عليك بعد
افتُش عنكَ بِذعر ولا أجِدك اتدفق وجعاً بشكل مُخيف
و تميع الأشياء مِن حولي و يحترق فِراشي و تَقْطُرُ ستائري
و يسيل وَجعي الأسود على الجُدران .

ادخرتُك لفصلِ الشتاء
ولما حلّ الشتاء ، عاقرتُ نزلةِ غيابك
ألن تفعَل امراً خارقاً ؟ ألن تخُرج من صومعةِ صمتك ؟
و تُوقف هذا النزيف الذي انفجر مِنذُ غيابك
و تفعل بوجهك البهيّ هذا مالم يفعلهُ ذوو الشوارب .

أرأيت بُروج الحُب التي شيّدتها على أرضك ؟
إنها تتهاوى الان وعدد ضحاياها واحدةِ يتكرر موتها كُل ثانية
وهل تتذكرنُي حتى ؟ ولا تقُل لا
مِنك انت يانجميّ العيني ليستَ لام وألف بل هيَ اذرعة مقص تنغلق بِلا رحمة على روُحي التي مددتُها إليك .

أولئك المعتكفون في محراب ابتلائي ، الذين يتلون اوجاع حُزني عليك
المُتربصون بِضُعفي إليك ، المُتصيدون لثغراتِ أملي بِك
أخبِرهُم بأنني حُلمك الأخرس
اولئك الذين يعيثون في قلبي فساداً
اخبِرهُم أنك لمّ تُبقِ على حِزني ولم تذر !

ألم تكُن انت ذاتهُ من وكلتهُ أمر قلبي الضرير و تعهدَ لي بحمايته ونذر ؟
قل لي بأنها كِذبة هذا الشهر حتى وأن كان ليس ابريلاً وأن السقوط الذي ألمني ليس الا سقوطي في المنام على فراشي البالي ، قص علي حكاية لأنام و قُل لي بأن الذئب كانَ يُمازح ليلى و أنه لمّ يكُن ذئباً اصلاً .. بل كان حبيبُها متنكراً ليحتضن هلعها فتلكُمه ويضحكان
و سأصدقك ، أقسم لك ب نجمتاك و سوء حالي سأفعل
فهل تعود ؟ و اُكذب غيابك وكانهُ لم يحدث
و أنك لي في الشتاء مِعطف
و في الربيع مطراً
وبي حياة حتى الموت .. فلتأتي كما أنت صحواً كُنت ام مطراً
فما حياتي انا ان لمّ تكُن انت بِها ؟

 ربما أنت ايها الزاهِر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن