في يوم بارد مُعتم
حينما برقتَ و بكتّ السماء
كان القمر غمامة سوداء
كُنت أشعر بِان وداعاً سيقُبل علينا
و ان حلمنا سيُهدم
و طُرقنا ستقطع
و ايامنا ستنجلي
وتنطوي كطويّ الصُحف
كنت أعلم ان شيءً ما تريد السماء إيصاله
شعرُت بِصخب هذِه الليلة في صدري
حينها فقط أنت لم تكُن كما عهدتك معي ابداً .كُنت تعنيني في تِلك الليلة ولكنك كغريبّ لا أعرفه
صوتك،نبرتك،حتى بؤبؤ عيناك لم تعُد تتسع حين تراني
كما كانت تفعل دائماً .وقد أكلت الوساويس قلبي
و سحقت بي راحتي
أخذت ملبياً لها هاتفي
ثم اتاني صوتك
تسأل بِه وتقول :
ماذا تُريد ؟
وقتها علِمتُ إن مِن بعد هذا الاستفهام
إن مابيني وبينك انقضى .أنا كُنت اعلم ان بانك كنت سترد بذات الدقيقة وتقول :
يا منّ لهُ يأمن قلبي،بأي شرف وردني اتصالك ؟
ولكن
صاحبُ من اجاب حينها لم يكُن انت
كان شخصاً آخر لا أعرفه ولا تربُطنا ايّ صِله .شقُ صغير في زاوية فمي
حدث عندما كانت شهقة ذهولي أكبر من اتساعه
لم يكن يجدي نفعاً ان اغمض عيني بشدة
لأمحو صورة الموقف الذي نخر بطن طمأنينتي في الحياة
وأطفا الضوء في طريقي الى الآتي
و بثّ في قلبي خوفاً لا يمحيه احتضان
و هزّ بِه يقيني في شكي
ومحى معُه احلامي في خارطةِ ايامي
و رسمَ خراباً لا يكفي لأعاده إعماره تعزية
ودفعني الى الوراء مسافة طويلة
لا تقيسها وِحدة المسافات .أكان حُبي يُثقل كاهلك دوماً ؟ وهل أحببتني حتى ؟
في حين اني اردتك فقط إلى جانبي
فتُطمئني انه لا ضير في ان أكبر و أطفئ شمعة
و اتمنى على سبيل رجائي أمنية
و أبتسم ولو كِذباً لأعوامي المُنصرفة .أردت فقط قِطعة حلوى اكافئ بِها هذه النحالة المتعمدّة
مِنذ أشهر لم اتذوق الحلوى
أردت شيء مُغلف
اي شيء بالي تُربطه شريطتان !
ولكن ستبقى مُعضّلتي الحب
هي تلك الاشياء التي اتوقع ان تبادر بها دون ان اطلبها .لا أتذكر متى كانت آخر مرة أمطرت فيها على كتفك
لا أتذكر ما إذا كان ذلك قد حدث
حتى انك لم تكن تعرف لوني المفضل
و لا حتى مقاسَ ألبستي
لذلك هل سبق أن حمَل كتفُك قلبي ؟
وهل حدث ان سمعتني ؟
أحاديثك الباردة
تحمُل دليل دامغ على رحيل الحب من أرضك .
يتناثر الحب مِن كأسي
ابتسامتي دامية
و خد أحلامي متورّمة
يداي ممدودتان للسماء
انا سارتطم أرضاً
أم اقول أن الارض ستُقبلني ؟
وجهُ تفائلي مُضحك
انا اُهلك الان .هكذا باتت جميع الليالي الممطرة والتي يكون بِها القمر بدراً
تُشعرني بأن وداعاً قريباً سيهطل علي
و سأغرق .أقاوم وجهُ أيامي المُكهفر
و أحنو على نفسي الحزينة في صدري
لا يكفي أن تعلم مسبقاً بأن الحب خديعة كُبرى
و أنهم يكذبون
جميعهم يكذبون
لا يكفي أن تراهم بأم عينك ينصبون الفخ الذي ستقع به لاحقاً
لايكفي أن تكون ذكياً ومتأهباً
لايكفي أن تكون مثقفاً و واعياً ومُطّلعاً
كل حصانة تعتدّ بها لتتقي بًها شر الوقوع في الحب
هي حصانة واهية تتشيّد بها في القلب مقبرة
لأجل ذلك أنا أنتهيت حينما بدأ الآخرون .
أنت تقرأ
ربما أنت ايها الزاهِر
Historia Cortaو لأنني اخشى على مسامعك من كتائب الآخرين انا اكتُب و انت لا تسمعُني كما لم تفعل ابداً ايها الزاهِر .