يا كوكبي البهيج و يا قمريّ العينين ، يا بؤس العالمين و هباء أحلامي
أبكيك حُباً أبكيك قلباً وعُمراً كاملاً و هل أستطيع ألا افعل ؟
مِنذُ ان افترقنا .. اتسع الكون حدّ أن صارت صدفةِ لقائنا مستحيلة
لم تعُد الدنيا صغيرة و كأن الشارع طابقان ! و كأننا لا نقطن ذات المدينة !
غيابك الذي اخترتهُ انا و تواطأت انت معي ولا تجهِلني يا اغلى أحزاني أن الحنين في غيابك تناجى مع الأبجديةِ سراً و انا كُنت ثالثهما الذي لم يفهم !
قُل لي و بربِ عيناك و يأسي ، كيف باتت كُل الأسماء اسمك ؟
كيف كل رصيف بارد يتلحف دفئك بِه ؟ كيف كل الأسطح تحمُل عبقِك الزاهر ؟
كيف كل الأعين تؤدي الى الوقوع في عيناك ؟ كيف كُل الأشخاص انت ؟
يا كُلي
و بربِ فراقنا
لاتُصدق كبريائي المُغلف دماً ، انا أرجوك ألا تفعل
هذا الوغد الكاذب الذي لايكترث لغيابك !
مُحدَودِبّ ظهري ، اتوكأ عصاة الصمتُ و اعضّ أصابع الحنين إليك .
لاتُصدق بريدك الفارغ مِن مكاتيبي ، أتحسس عشرات المكاتيب الحبيسة في سجن مسوداتيّ و أموت حلماً و ذعراً في أنها تَصِلُك ! لاتُصدق دفئي المزيف ولا حتى ظلي المستقيم المكسور ولا تَجهلُني يا نقيّ القلب فأني أنزعُهم في خلوتي و أُحطم الزجاج منادياً إياك !..
صدِقني أنا
صدِق هذا الطفل في صدري هذا المتشبث بظهرك ، ذاتهُ مَن سرعان مايبكي و سُرعان ما يصفح ! صدِقني انا من اشرت لكَ بوصلة اختياري و اصطفيتك لنفسي في حين كنت الوحيد الذي اصطفته لنفسه . صِدق انتظاري الطويل و تمنعيّ عن سواك
صدِق عودتي إليك بعد كُل جرحٍ لم يلتئم !
تستحضرك رائحةِ القهوه أينما أكون حدّ أن أشعر لو اني لو التفت يميناً لوجدتُك
بهيّ و بشوش الوجة ، دائم الابتسامةٍ وعطوف القلب
بعيناك القمريةٍ التي تُنافسها لمعةً تنظُر إلي ، وجهُك في حدّ ذاته اعتذار إذ يكفي أن تظلَ صامتاً وتبتسم فأنسى ما كُنت قد غضبتَ لأجله و أصفح عن جرائمك ما تقدم مِنها وما تأخر ! في وجهُك دفئ يحتضن ارتعاشة مخاوفي المتجمدةٍ
رُكن آمن أنزوي إليه كلما تراءت لي أشباح أمسي المُشوّه !
ولكن آه
و آه على ما فقدت مِنك و آه مني و مِنك و على ما أصبحتُ بِه وحيداً بائساً بعدِك
و هذا البائس يتلحفُ عيناك البعيدة و يُصلي للُقياك غداً ، حلماً و هماً كُنت ام جنونَ .
والآن قُل لهذا البائس الذي يُعيقهُ كُل الشيء
كيف أُقنع أنفي أن ينساك ؟ كيف أصنع دُمية كبيرة بِحجمك تملُك رائحتك ؟ أحتضنها كلما قسوتَ أنت .
متى أرتدي معطفاً شتوياً و حذاءً طويل ؟ نسير في شارعٍ بارداً جداً تتعانق أكفّنا و احتضنك بِحجة الدفء !
متى تملاء وجهي سروراً فاغض بصري اماناً وليس ذعراً ؟
متى تُسافر بي الى عوالم اخرى خارج حدود المكان ؟ أُصافح معكَ ابتلاءاتي
و اُقبّل جبين حُزني .
ليتُك لا تصمت ليتك لا ترحل و ليت الشمس تتأخر قليلاً و ليت الماء لا يغلي و منبِه الساعه لا يرنّ ليت العالم يتوقف و يرى تلك الروح التي تتألم في المقعد المُجاور ...
لنفترض إنني نائم مِنذُ ساعتان و أن ما اكتبُه هنا جزء مِن الأحلام
هنالك في المنام حيثُ يُرفع القلم حيث تتحرك روحي حيث يمكنني أن اطير و أمشي فوق الماء ، حيث ألتقي بِك و احتضنك باكياً فارضاً بِه انك حقيقة
حيثُ تهبط السحب على الأرصفةِ و تُطِل نافذتي على المحُيط
حيث اللامنطق .. واللا مُستحيل
كأنك لم تكن شراً لي في دُنياي
و كأنني لمّ التقيك
سيكون مِن حقي ان تمنحني وداعاً أقل قسوة من فجاءةِ غيابك
كأن احتضنك على سبيل الظُلم
أُخطئ على سبيل المنطق
ألوّح على سبيل الالم !
ألم يكن بمقدورك أن ترحل برقيّ أكثر مِن هذا بقليل ؟
مالم تنتظر حتى اخبرك يا حصادي الذي لم اقطِفه بأنني مررتُ ذات حنين على صورِك في ذاكرتي متألم و متأملاً وجهُك القديم ، عندما لم اكُن التقيتك بعد .
كان مُمتلئ بشوش كُنت آنذاك بخير !
لو إنني نُمت ذلك اليوم تحت كُرسي الحديقة ساعةً اضافية
لو انني اجلتُ رحلتي بحثاً عن الطعام جوعاً
لو أنني توقفت دقيقة واحدة قبل ان اقف قبالةٍ ذاك المخبز
هل كُنت سألتقيك ؟ هل كُنت سأكتب ما أكتبه الآن بأصابع باكية ؟..
أنت لم تعِ بعد ماذا يعني ان تعود لِمطرحك فتراهُ مُحطماً
ماذا يعني أن تفتح فمك عطشاً لٍقطرةٍ ماء سقطت بمحاذاة ذقنك على الأرض !
ولا تسألني أين بتّ البارحة ، اذا قد اكلتُ جيداً امّ نُمت دافئاً مطمئناً
و لأن لايسِعُك سواء ان تسأل ما يُعاكس مظهري تماماً لذا لم يكُن كافياً ان تتسّع حدقتاي ويتقوّس فمي للأسفل و أبكي كثيراً و اصمُت كثيراً و أصلي كثيراً للاختفاء
كم سأستغرق من الوقت لاستوعب انها ليست مِزحة ؟
و أي تمزق هذه الذي سيلائم وَجعي ؟
كم منديلاً تجعّد في بكائي منك ذات خيبة ؟
كم علبةٍ فرغت دون أن تعود ؟
أنا أهويّ الآن لِذا عُد و خذّ بأحلامي المتورّمة جانباً و ضُمني لك جيداً بعد فُراق دام قلباً وحياةً كاملةً .القليل مِن قُرائي ، ممُتنه لانكُم تقرؤون لي .
![](https://img.wattpad.com/cover/328298634-288-k159479.jpg)
أنت تقرأ
ربما أنت ايها الزاهِر
Storie breviو لأنني اخشى على مسامعك من كتائب الآخرين انا اكتُب و انت لا تسمعُني كما لم تفعل ابداً ايها الزاهِر .