' الصقيع اللذي نشأ في قُلوبهم و أعماقهم مع الزمن.. جمّد شفاههُم و مآقيهم فما عادوا يُسوّغون '
_
جلست ميو على مكتبها، كانت الآن في قسم الشرطة، وصلت إلى هناك بحلول الساعة الخامسة عصراً، لم يكن الجو حاراً جداً، لكنّها بدت كما لو أنّها على وشك الإغماء.
أول من لمحها كان تسكاوتشي اللذي إنتهى للتو من بعض العمل المكتبي و كان سيُغادر لأيصال بعض الملفات.
تسكاوتشي : ساكورابا سان، هل أنتِ بخير؟ تبدين مثل قشر البرتقال الذي تحمّصه والدتي عادة.
أعطته الفتاة نظرة معنية، بحق الجحيم..
ميو : أخبرني بعنوان قبرها... لأُحرق بعض قشور البُرتقال لأجلها.
يبدو أن الكلمات تضرب بقوة، لم يتمكن الأخير من قول الكثير، لم يكن عليه المُزاح عندما كانت في مزاج سيء لأن كلماتها تكون لاذعة، بالأخص عندما يتعلق الأمر بالجو الحار.
بدأت بفتح الملفات التي أعطاها إياها رئيس القسم، مع ثقتها العمياء بأنّها قد لا تجد أكثر مما حصلت عليه من ذلك الجُرذ، كانت مُحقّة تماماً، حتى أن الشرطة لم تمتلك خلفيات بعض الأعضاء بعد، رمت ملفات الشرطة تحت الدُرج ثُم أخرجت هاتفها و ربطته بالحاسوب، قامت بفتح الملف اللذي أرسله السمسار لها.
قام ذلك الجُرذ بعمل جيد، هُناك قدرات الأعضاء أيضاً هُنا، هل كان يُحاول إغوائها بِهذه الهديّة الصغيرة مثلاً؟
أخذت سحباً طويلاً مِن عقِب سيجارتها، بينما تمسح عيناها المعلومات عن قدرة القائد بشكل خاطف، سُرعانما أعادت قرائتها عندما إستوعبت أنّها نسيت أن تفهم ما قرأته عيناها.
التفتُّت.. التفتُّت... التفتُّت.....
يبدو مألوفاً.. أين سمعت بهذا؟ هل كان هُناك وقت سمعت فيه بتلك الكلمة؟ رُبّما حادث من الماضي؟ إنتفضت مِن مكانها مُباشرة عندما تبادرت حادِثة مُعيّنة إلى ذهنها، قامت بفتح نافذة جديدة للوصول إلى ملفات الشُرطة، و بحثت في ملفات القضايا المُغلقة.
بعد ما يُقارب ساعة من البحث، و يبدو أنّ أحد الموظفين قد أشفق عليها و أحضر عُلبة عصير بارد، لكن يبدو أنّها لم تنتبه، لكنّه على الأرجح سانسا.. ذلك القط اللطيف.... عندما تُقابله مجدداً ستتأكد مِن مُعانقة كُتلة الفراء المُتنقّلة، لطالما ذكّرها بنيزو.. لكن أكبر حجماً و أكثر براءة.
أخمدت الجمرة الصغيرة في طرف عقب السيجارة لتأخذ رشفة من العصير، كان ذلك عندما إتسعت عيناها لعثورها على الملف الذي بحثت عنه خلال الساعة الماضية.
ميو : القرف اللعين نعم!!!!!!!!
إلتفت القليل من الموظفين اللذين كانو هُناك ناحيتها بإرتباك، لكنّهم سُرعانما عادوا لأعمالهم عندما علِموا أنها كانت ميو.. تصرف طبيعي تماماً.
أنت تقرأ
WHITE TEETH [BNHA]
Fantasyوقفت بين الأشجار، أضاء النور الخافت المُتسلل من بين الأغصان إبتسامة تَهُز الأبدان.. و الطريقة اللتي أمالت بها رأسها قليلاً، مع كُل تلك الدماء الجافّة على رقبتها و أجزاء من ملابسها، جعلته يشُك في سماعه لصوت صرير حاد مؤلم للأُذنَين. عندما أطلقت تلك ال...