~بِبُطء | Slowly~

56 10 2
                                    

' لو أنّك تُمعن النظر من حولك لِلَحظة.. سَتَجِدُ عالمَك مليئاً بالأقنِعة '


فتحت عينيها بِبُطئ و صُعوبة، غير قادرة على تجاهُل الألم الحارق المُنتشر من مؤخرة رأسها إلى كُل شبر من جُمجُمتها و رقبتها.

ليس أنّها إستيقظت هكذا فحسب، كانت مُجبرة لأنّها بدأت تختنقت، فتحت عينيها على مصرعيها بينما تقف على رؤوس أصابعها، لامست قدماها العريتان الأرض غير المُستويّة المليئة بالحصى و الحجارة، و عانت حتى تمكّنت من الوقوف بتوازُن لأن قدميها غرقتا في الحصى في كُل مرّة، حتى مع أنّها تمكّنت من الثبات الآن، بالكاد يُمكِنُها التنفُّس.

كانت رؤيتُها ضبابيّة للحظة، لكنها سُرعانما تمكّنت من رؤية القِس مع إثنين من الرجال برفقته، كانت يداها مربوطتين خلف ظهرها، كذلك تمّ ربط قدميها معاً، تم ربط حبل غليظ خشن الملمس حول رقبتها بشكل ضيّق، و تم تعليقُه في السقف، وسط الغُرفة شبه المُظلمة، فقط بما يكفي لها لتتنفس بالكاد في حال وقوفها على أخمص قدميها، ثُمّ ستختنق لو نزلت أقرب للأرضيّة قليلاً فقط.

كانت أطرافُها ثقيلة و مُخدّرة، رُبما بفعل الضربة، لكنّها لا تعلم فيما إذا كانوا قد وضعوا شيئاً في جسدها أم لا، حاولت الحديث، لكن صوتها كان مُنقطعاً بالأنفاس الثقيلة تبعاً لشعورها بالإختناق الناجم عن ضيق الحبل الخشن على رقبتها.

.... : لا داعي للقلق يا آنسة.. سيمُر الأحد عشر يوماً بلمح البصر، و عندها سنزُفُّكِ إلى الشيطان عروساً!

قال بإبتسامة ودودة أشعرتها بالمرض، حيث بدا أنّه فاقد تماماً لإحساسه بالخطأ و الصواب، و لا يرا أن فيما يقوم به خطأً، راقبته بأعيُن خاوية، كيف سار هو و من معه ناحية الباب الوحيد في الغُرفة للمُغادرة.

.... : قُمنا بتعيين هيكاري لتجلب لكِ الماء بشكل دوري كُل يوم، لذا لا داعي للقلق لأنّكِ لن تموتِ من العطش.

أغلق القِس الباب خلفه، تنهّدت ميو بألم، لم تتوقّع نتيجة كهذه لتكون صادقة.

لأيّام مُتواصلة تم حِرمانُها من الطعام، كان هُناك فقط تلك اللحظة من النهار حيث جائت هيكاري اللتي أظهرت وجهها الحقيقي مع كوب من الماء الفاتر في يدها، جعلت ميو تشربُه بصمت لتُغادر المكان.

كان الوُقوف على الحصى صعباً لأن قدميها غرقتا مع كُل حركة إضافيّة مما أدّى إلى إختناقها، لكن ذلك لم يكُن الجُزءالصعب هُنا..

كان على ميو تحرير نفسها قبل إنتهاء الأحد عشر يوماً هذه، بحثت بقدميها عن صخرة خشنة مُتجاهلة الحصى الأملس المُتراكم تحتها، كان عليها تحمُّل شنقها لأطول مُدّة مُمكنة عندما رفعت قدميها المربوطتين في الهواء و حاولت تمزيق الحبل بينهُما بحكّ الصخرة به، قبل أن تأخُذ إستراحة سريعة لتتنفّس.

WHITE TEETH [BNHA]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن