عشاء في قصر الملك

60 0 0
                                    


ركبت أماليا و شام في العربة مع الأميرة للذهاب للعشاء في قصر الملك ... قالت الأميرة "ما أخباركما يا عزيزتاي .. لم نجتمع مؤخرا لانشغالي متأسفة .. كيف كان حالكما هل كل شيء بخير ؟"

قالت أماليا " لا داعي لهذا التأسف يا سيدتي ...نحن بالفعل شاكرين لضيافتك لنا كل هذا الوقت ، لقد قضينا وقتا ممتعا بفضل كرمك  "

"  هكذا إذا .. إنني سعيدة لسماع هذا ... اه أتذكر أنني  كنت قد أعددت زيارة لكما للماركيز بالأمس ... كيف جرى الأمر إذا ؟ "

قالت ريوا ضاحكة " لن تصدقي يا سيدتي .. لقد تم طردنا "

ذهلت الآميرة وقالت "هل قام أرون بطردكما حقا ؟"

أشارت أماليا بيدها بالنفي وسارعت بالقول " لا يا سيدتي .. مالذي تقوليه يا ريوا ؟ لقد أخبرنا الخادم فقط أنه قد طرأ أمر ما ولن يستطيع ضيافتنا لذلك "
" اه .. إذا لم تتمكنا من لقائه "

قالت ألين الخادمة التي كانت بصحبة الأميرة " لكن أليس السيد أرون معجبا بك يا آنسة ؟"

"ماذا ؟"

قالت ألين " آسفة إن كنت أتجاوز حدودي ولكن هذا ما سمعته ...أن الماركيز واقع في الحب معك "

قالت الأميرة " هل هذا صحيح ؟ يبدو أنه قد فاتني الكثير من الأمور المهمة في الآونة الأخيرة "

احمر وجه أماليا ونظرت إلى ريوا بسخط " هل أنت سعيدة الآن بهذه الفوضى التي تسببت بها " ثم سارعت بنفي ذلك للأميرة وقالت " إنني لا أعرف الماركيز يا سيدتي ولا هو يعرفني حتى ولم يتم بيننا أي لقاء من أي نوع فكيف يعقل أنه قد يحبني ؟"

قالت ريوا " إنها مجرد نظرية حتى الآن يا سيدتي و نحن في طور التأكد من صحتها " قالت ذلك بوجه جاد يتنافى مع ما راته أماليا هذيانا حيث وضعت رأسها بين كفيها فاقدة أي أمل بسبب ما تفعله صديقتها

قالت الآميرة " إذا وما أسباب وجود تلك النظرية "

"نظرات الماركيز الغريبة لها بالطبع هل رأيته وأنت تعرفينا عليه وكيف انه دخل بها الى القاعة .. كما أعتقد أنه ربما قد رفض لقاءنا بسبب ذلك .. ربما قد توتر لفكرة أنه سيقابل فتاة قد وقع في حبها للتو أو من اول نظرة كما يقال ، لم يستطع التعامل مع مشاعره فلذلك لغى اللقاء لكننا ننوي محاصرته الليلة ولن يستطيع الإفلات منا "

قالت الاميرة "يبدو الأمر مشوقا بالفعل إنني أتطلع إلى ذلك .. حظا سعيدا الليلة يا أماليا "

قالت ريوا " أرأيت يا أماليا ؟ حتى الأميرة تدعم نظريتي "

قالت أماليا وهي في صدمة مما رأته إهانة قد ألحقت بها "اكتمي ... هل تنوين جعلي أضحوكة للجميع بالفعل "

قالت الأميرة "هل عزيزتنا أماليا خجولة ... لا تخافي إن كان هذا صحيحا سأتولى أنا أمر زواجك "

قالت ألين " وأنا سوف أقوم بكل ما استطيع فيه أيضا إنني أدعمك يا آنسة أماليا "

قالت أماليا " يا إلهي ..لقد أصبحت مثار سخرية الجميع بالفعل "

أخذ الجميع مكانه على مأدبة العشاء ، جلست الأميرة في الكرسي الذي على يمين الملك الذي قد توسط المائدة بينما جلست كلا من أماليا و ريوا بجوارها تباعا

همست أماليا لريوا "هل من الصواب أن نجلس هنا ؟ " لم ترد ريوا عليها إذ يبدو أن أمرا ما قد أهمها فقد تغير لونها وذهبت حماستها التي كانت تشتعل بها قبل وقت قليل ، وكزتها أماليا وقالت "ريوا ؟ هل كل شيء على مايرام ؟"

"اه ..نعم هل كنت تقولين شيئا ؟"

"كنت أتسائل إن كان لا بأس حقا أن نجلس هنا "

"لماذا ؟

"لماذا ؟ وهل يعقل ان نكون بالقرب من الملك هكذا وهؤلاء الأشخاص المهمين بعيدين ؟أقصد ألا يفترض أن يكون هناك ترتيب معين او شيءكهذا ...ربما نكون قد ارتكبنا خطأ ما ونعرض نفسنا للإحراج"

"لا تخاف ... إننا ضيفتا الأميرة ،كوني واثقة من نفسك فقط وسيعتقد الآخرين اننا أشخاص مهمون"
"لكن الملك  ... يبدو صغيرا جدا ألا تعتقدين ذلك ، ظننت انه سيكون عجوزا"

"لماذا قد تظنين ذلك ؟ أتذكر أنني أخبرتك عنه من قبل"

نظرت أماليا إلى ريوا مطولا ثم قالت "لست مرتاحة لك ، مالذي يحدث ؟لست ريوا التي جعلتني أضحوكة منذ وقت قليل "

"حسنا ..لا أعرف كيف أصيغ هذا ولكن ليست تلك المرة الأولى التي أرى فيها الملك"

قالت أماليا مندهشة "هل قابلته من قبل؟ لماذا لم تخبريني عن هذا ؟"

قالت ريوا"هذه هي النقطة المهمة في الموضوع ،فلم أكن أعرف أنه الملك"

"آه ..فهمت ،إن له هيئة لا توحي بذلك كما قلت من قبل ولكن ما علاقة هذا بموضوعنا ؟"

أخفضت نظرها إلى الطاولة أمامها وقالت "بخصوص ذلك ..أعتقد أنني ارتكبت خطأ فادحا يا أماليا ..في الحفل تعثرت به وأنا أسير وانسكب كوب عصيري على ملابسه ...لا تندهشي هكذا فليس هذا كل شيء"

قالت بتوجس "ليس كل شيء؟"

"حسنا ..لقد أفرغت غضبي فيه وأهنته تقريبا ، كنت في غاية الوقاحة معه "

"انتظري لا يبدو أنني أفهمك ، لقد قلت أنك أنت من سكبت كوب عصيرك عليه كيف انتهى بك الأمر بإهانته "

"لا أعلم لقد توترت كثيرا ، انظري إليه يا أماليا كيف يمكنني أن أحتفظ بعقلي وأنا أنظر إلى هذا الوجه وتلك العينين بشكل خاص حتى أنني سمعت ضربات قلبي وشعرت وكأنه سيقفز من صدري ويفضحني أمام الجميع ،كان بوسعي الاحساس بكلمة بلهاء وهي تكتب على وجهي وقد كرهت ذلك كثيرا لذلك انفلت الأمر مني وحدث كل ذلك سريعا ، لا أتذكر حتى ما قلته له أعتقد أنني قلت له أشياء مثل هل أنت أعمى او شيئا كهذا وأنه حتى شيء بسيط كالسير لا يستطيع أن يقوم به ، أتذكر حتى أنني قلت له هل أنت طفل في السابعة من عمره ؟ وربما وصفته بأنه أبله وأحمق لقد قلت كلاما كثيرا سيئا وهل تعلمين ليس هذا كل شيء لقد ختمت تلك المأساة بقولي :هل تعلم من أنا ؟ ونظرت إليه باحتقار من أعلى لأسفل ثم تركته وأكملت بحثي عنك وقتها ...لم يأتي على خاطري أبدا أبدا أنه قد يكون الملك"

تبادلت الفتاتان النظرات لبضع لحظات ثم قالت ريوا "هل وضعي سيء جدا؟"

خفايا في رافكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن