زيارة للماركيز

60 0 0
                                    


فتحت أماليا عينيها كانت في غرفتها على السرير و ريوا تجلس على كرسي بجواره مسندة رأسها إلى كفيها قالت أماليا " ريوا ؟ "

ما إن لاحظت ريوا أن صديقتها قد أفاقت حتى هرعت إليها " حمدا لله لقد أفقت ..هل أنت بخير ؟ هل تشعرين بشيء ؟ "

قالت أماليا " اه .. اشعر بصداع شديد ..ماذا حدث ؟"

قالت ريوا  " هذا ما ارغب في معرفته..  لقد قلت انك ستاتين سريعا ولكنك تاخرت جدا و في النهاية عدت فاقدة الوعي مالذي حدث ؟" ناولتها ريوا كوبا من الماء " اشربي أولا " بعد ان ارتشفت قليلا من الكوب نظرت بخوف الى ريوا ووضعت الكوب على الطاولة سريعا " اه لقد تذكرت .. لقد كان هذا الشيء مجددا "
قالت ريوا بقلق "ماذا ؟ما الذي تتحدثين عنه يا اماليا ؟ ما الذي تذكرته ؟"

أمسكت اماليا يد ريوا والذعر يتملكها "الظل الذي حكيت لك عنه سابقا ، لكنه لم يكن ظلا واحدا بل ظلال كثيرة تلك المرة وعم الظلام المكان "

أفلتت ريوا يدها من قبضة أماليا وربتت على كتفها " اهدئي يا أماليا أولا وأخبريني ماذا حدث بوضوح فلم أفهم منك شيئا "

حاولت أماليا أن تستعيد هدوءها وقالت " لقد خفتت الاضاءة شيئا فشيء حين كنت أسير في الممر ثم تبع ذلك ظهور ظلال كذلك الذي أخبرتك به سابقا .. كأنهم أشخاص متخفيون ولا يمكن رؤية أي أثر لهم سوى ظلالهم شيئا كهذا .. اقتربت مني الظلال و ازاداد الظلام في المكان حتى ابتلعني ذلك حين شعرت بشخص يمسكني .. أعتقد انه أنقذني  من أن يتم ابتلاعي بالكامل "

" ابتلاعك بالكامل ؟"

" يبدو ذلك هذيانا بالنسبة لك أليس كذلك ؟ لا يمكنني لومك مع هذا ولكن هذا ما حدث ؟ وهل تعلمين ؟ لم أتمكن من رؤية وجهه ولكن صوته يا ريوا .. لقد كان مألوفا جدا .. تذكرت ذلك الحلم وقتها الذي حكيت لك عنه .. الشخص الذي اقترب مني وقال لي لن أتركك أبدا ، لا أعلم لماذا و لكنني أشعر ان الموقفين متشابهين جدا حتى إنني أشعر أنه نفس صوت الشاب الذي كان في حلمي

ريوا و التي كانت قلقة منذ وقت قليل قد تبدلت ملامحها فجأة وانفجرت ضحكا في وجه أماليا " لماذا تضحكين هكذا يا ريوا ؟"

" لم أعلم أن قدراتك في حبك مثل تلك القصص الرومانسية رائعة إلى هذا الحد .. عليك ان تقومي بتجربة تأليف رواية ربما "

" هل ترين أنني أقوم بتأليف رواية الآن"

"حسنا انا اسفة على ذلك لكن هل تعلمين أن فارس أحلامك المغوار هذا الذي أنقذك هو الماركيز أرون أليكسييف الذي عرفتنا عليه الأميرة في الحفل ..هل تذكرين ؟"

"ماذا ؟ الماركيز؟ هل تتحدثين بجدية ؟"

"كيف تظنين اننا عثرنا عليك إذا ؟ لقد كان الماركيز .. وجدناه يدخل القاعة حاملا إياك على ذراعيه كما يحمل البطل حبيبته في الروايات .. لولا جدية الموقف حينها لتمنيت أن يتم رسم لوحة لتحفظ تلك الذكرى فقد كان منظرا يسر الأعين لكنني بالطبع كنت قلقة عليك "

قالت أماليا بتهكم" نعم .. أستطيع أن أرى ذلك .. "

أتبعت قائلة وهي في حيرة من أمرها "لكن إن كان الماركيز هو من أنقذني إذا لما بدا صوته مألوفا حتى أنني تذكرت ذلك الحلم في مثل ذلك الموقف "

" لقد قلت لك سابقا ربما هي علاقة قدرية ؟ ربما ترين المستقبل في أحلامك بالفعل ؟ربما هو قدرك فعلا؟ يا إلهي يا أماليا هل مقدر لك فعلا ان تكوني في قصة حب مع شخص مثله .. انني احسدك "

هزت أماليا رأسها في استنكار وقالت "ألا يمكنك أن تأخذي الامور بجدية قليلا ..ثم ماذا كان يفعل الماركيز في ذلك المكان و كيف صادف أن وجدني هكذا ؟ أليس ذلك غريبا وأيضا تلك الظلال التي تظهر لي "

قالت ريوا " الظلال مجددا .. لا أعلم يا أماليا لكن ربما السبب هو قلة نوم إنك حتى قد خلطت بين الحلم والواقع .. انظري لقد كنت تقولين أن صوت هذا الشخص مثل صوت الشاب في حلمك بينما اتضح انه الماركيز اما عن الظلال فربما ذلك لفقدانك الوعي لا اكثر ..انها تلك المرحلة قبل ان يفقد الانسان وعيه كما تعلمين قد تظهر له مثل تلك الهلوسات فالعقل لا يكون في حالته الطبيعية "

قالت أماليا " هل تعتقدين ذلك ؟"

" هذا تفسيري للأمر .. أقصد لو ان هناك شيئا آخر فسيكون الموضوع مخيف جدا .. فلنأمل أن هذا ماهو عليه "

"وماذا عن الماركيز ووجوده معي في نفس المكان ؟"

ابتسمت ريوا وقالت " ربما وقع في الحب معك وتبعك " نظرت لها أماليا بغضب " لا داعي لأن تنظري لي هكذا ..ليس وكأن كلامي خطأ تماما أيضا أقصد ألا تتذكرين كيف كان ينظر لك حين كانت الأميرة تعرفنا عليه ؟ لم تكن تلك نظرات عادية يا عزيزتي وهاهو قد تبعك وأنقذك بعدها واعتقد ايضا انه كان مضطربا وربما قلقا جدا حينها كما لوكان يهتم لأمرك بالفعل  "

"ألا ترين أنك تبالغين قليلا ؟"

" ألديك أنت تفسير آخر للأمر إذا ؟"

" لا ليس لدي تفسير آخر ولكن لا يعني هذا أن شخصا مثله مهتم لأمري يا ريوا .. إن هذا ليس منطقيا على الاطلاق "

" حسنا وتلك الظلال خاصتك ليست منطقية أيضا ... على كل حال بوسعنا التأكد من تلك النظرية يا أماليا "

" وكيف ذلك ؟"

" قالت الاميرة أنه حين تتحسنين سنقوم بزيارة لمنزل الماركيز لكي نقدم شكرنا على انقاذه لك .. حينها ربما نستطيع ان نجد شيئا مفيدا بخصوص هذا الامر "
  

خفايا في رافكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن