زيارة للماركيز ٢

60 0 0
                                    


في اليوم التالي ذهبت الفتاتان إلى بيت الماركيز ، كانت ريوا في غاية الحماس بينما أماليا في غاية التوتر
" يجب أن تنظري لوجهك في المرآة يا أماليا ..إن لون وجهك أحمر كلون الطماطم ... من يراك ربما يظن أنك هربت من متجر البقالة "

قالت أماليا " وكيف تعتقدين أنني يجب أن أكون بعد كل الهذيان الذي أخبرتني به .. لا أصدق انني سمحت لك ان تلعبي بعقلي هكذا .. الآن أشعر أنني سأختنق بالفعل "

قالت ريوا " لما كل هذا .. ألا يجب أن تكوني متحمسة ؟ إن كان معجبا بك فهذا يعني أن أبواب السماء قد فتحت لأمنياتك .. ألا ترين هذا القصر العظيم .. إن فكرة أن صديقتي قد تملك كل هذا تملأني بالشغف .. اه لقد وقعت على غنيمة كبيرة واستطعت اصطياد فريسة عظيمة يا أماليا ..لن تنسيني أليس كذلك يا عزيزتي ؟"

" ربما أنت من يجب أن تنظر لنفسها في المرآة فقد تري مدى الغباء الذي تظهرين به ..على كل هناك شيء غريب بهذا المكان ؟"

" ماذا تقصدين ؟"

"لا أعلم .. لدي هذا الشعور .. ديجافو ربما ؟"
اتسعت عينا ريوا " يا إلهي .. هل يمكنك التنبؤ بالمستقبل بالفعل ؟"

" أي مما قلته قد أوحى لك بذلك ؟"

" لقد قلت ديجافو ..أي أن تشعرين أن هذا المشهد حدث من قبل .. ربما تكوني قد حلمت به من قبل بالفعل وهذا يقوي تلك النظرية التي تدعينها هذيانا ربما  مقدر لك بالفعل ان تكوني في قصة حب مع الماركيز .. ربما يأتي الآن و.... انتظري هل يعقل ؟ ذلك الحلم حين قال أنه لن يتركك ..لقد قلت انك لاتتذكرين الحلم كله .. ربما هذا ما حدث في الجزء الذي لا تتذكريه وقد كنت في هذا المنزل و .."

قطع حوارهما الخادم الذي دخل وقال بتردد " يا آنستاي .. احم أنا متأسف لكن الماركيز يعتذر عن استقبالكما اليوم "

قالت ريوا " ماذا ؟ لقد اعتقدت أننا قد أخذنا موعدا معه اليوم ..ماذا حدث ؟"

".. لقد طرأ أمر ما والماركيز مشغول حاليا وقد طلب مني أن أصطحبكما إلى عربتكما .. أكرر أسفي مجددا "
حين ركبتا العربة انفرطت أماليا في الضحك بينما قالت ريوا في خيبة أمل "هل طردنا بالفعل للتو ؟ إنني لم أشعر بإهانة كتلك من قبل "

مسحت أماليا من عينيها من فرط الضحك الذي غرقت به " من يرى الثقة التي كنت تتحدثين بها في الدقائق الماضية وماذا ؟ سأكون مالكة هذا القصر وسنتأكد من حبه .. لا أدري إن كان هذا هو حبه يا ريوا فكيف ستكون كراهيته إذا ..إنك مسخرة ..كارثة تسير على الأرض وأنا بلهاء لأنني أتبعك رغم علمي بذلك "

حاولت ريوا تبرير ما حدث وقالت " دعينا لا نتسرع في الحكم على هذا الموقف يا أماليا رجاءا "

"دعينا ماذا ؟ هل مازلت تبررين ؟"

" نعم ليس وكأنه  قال لنا اخرجوا من بيتي لا أريد لقاءكما أو شيء كهذا .. لقد قال الخادم أنه قد طرأ أمر ما .. أمر ما حدث يا أماليا وليس الماركيز لا يريد رؤيتكما هناك فرق كبير هنا كما تعلمين الأشخاص ذي المناصب العالية مثله يكون على عاتقهم مسئوليات كبيرة ..فأن يطرأ شيء ما يمنعه من لقاءنا .. أمر كهذا   يحدث عادة لمثل هؤلاء الناس "

" يا إلهي ..انظري إلى نفسك .. ربما أنت التي يجب ان تجرب تأليف الروايات .. لا أصدق ما أسمعه منك الان "

قالت ريوا بثقة "نعم ..وخذي ذلك الاستنتاج الآخر الذي خطر على بالي الآن أيضا .. ربما يكون متوترا هو الآخر "

وضعت أماليا كفها على جبين ريوا " غريب درجة حرارتك ليست عالية أم أن ذلك من الصدمة "

أزالت ريوا يدها عنها وقالت " ماذا تفعلين ؟ ليس وكأنني أعمل لمصلحة شخص آخر إن كل هذا فيه فائدة لك في النهاية .. اسمعي ..لننظر للآمر من زاوية أخرى من وجهة نظره هو .. شاب مثله في مستواه يقع في حب فتاة من بلد غريب فجأة لابد أن مثل تلك المشاعر ليست سهلة عليه خاصة بعد ما فعله .. لابد أنه أحس أن امره قد يفتضح على هذا المنوال .. انظري إليك إنك لا تحبينه كما يحبك بل لم تشعري بوجوده ربما قبل أن اقول لك كل هذا الكلام ومع ذلك كنت متوترة للغاية فمابالك به هو الشخص الواقع في الحب ؟ أليس هذا منطقيا ؟
و ايضا تعلمين ان الرجال ليسوا مثلنا في ما يخص المشاعر و خاصة الحب انهم لايعرفون كيف يتقبلونها ويعبرون عنها بل في الغالب ينكرونها ويقاومون حتى تنفجر فيهم بووم هكذا "

قامت أماليا بالتصفيق وهي مصدومة " ياللهول ! لقد تخطيت كل حدود المنطق يافتاة مع ذلك أشعر كأنني اقتنعت "

"كل شيء واضح الان يا أماليا لقد وافق على زيارتنا بالطبع رغبة في ان يراك شخص مشغول هكذا كان سيرفض ببساطة او ربما يكتفي برسالة يقول فيها انه لا داعي لمثل ذلك وانه قد قام بواجبه لكنه وكما ترين قد اراد رؤيتك بالطبع ولكن بمجرد دخولك بيته و ان تكوني بهذا القرب منه لابد ان هذا قد فعل به الافاعيل فلم يجد  بدا من الغاء الموعد"

قالت أماليا بتهكم " حقا ؟ يا للمسكين !"

"  نعم ..لابد ان هذا ما حدث بالفعل بل يمكنني الرهان انه نظر علينا من النافذة حين غادرنا وهو يتحسر الما .. لا يهم لا يهم سنقابله مرة اخرى وحينها سترين بالفعل كم أنني محقة "

"مجددا ؟ تريدين مقابلته مجددا ؟ ألم تعتبري من طردنا الآن ؟"

" لا لن نزوره تلك المرة ولكن معنا دعوة لعشاء في قصر الملك ..سنذهب بصحبة الأميرة هل نسيتي ؟ والسيد أليكسييف من المدعوين ايضا سنحاوطه تلك المرة في الزاوية يا أماليا ولنرى كيف سيهرب منا "

هزت أماليا رأسها استنكارا للجنون الذي تتحدث به صديقتها " لا فائدة .. أعتقد أن لهذا يقولون عدو عاقل خير من صديق أحمق  "

خفايا في رافكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن