ميغومي 5
توجي 29"ميغومي سأذهب الآن سأعود في العاشرة"
أردف الأكبر و هو ينظر للفتى الذي تجاوز الخامسة منذ اسبوعين..
كيف يستطيع ترك طفل لوحده في المنزل ؟!
"حسنا رافقتك السلامة "
اردف الفتى بهدوء و لم يكن أقل غرابة من والده...طفل بمثل سنه ربما عليه أن يكون أقل شعورا بالمسؤولية ..خرج توجي من المنزل بعد أن تأكد من عدم وجود لعنات...
صحيح أن الصغير اعتادها لكن لم تغب رجفته كلما رأى واحدة عن عيني والده...
"اللعنة لا زلت فاشلاً"
تمتم ذو الندبة على شفتيه و هو يسير بكسل نحو مكان اللقاء الذي اتفق عليه مع شيو...
منذ ان توفيت زوجته و هي تلد طفله...
وجد نفسه أمام طفل رضيع مجبرا للعناية به...
لم يكرهه بالتأكيد... الأمر فقط أنه يشعر بألم في قلبه كلما نظر لوجهه...
كان يشبهها قليلا على الرغم من أنه واثق أن الفتى صورة مصغرة عنه....
طوال الخمس سنوات لم يعامله كما يفعل الآباء الآخرون...ربما الأمر كان أشبه بعلاقة عمل...
و بما ان الاثنين أفشل من بعضهما في التعبير عن المشاعر...فقد أصبح الأمر أسوأ...
ضحك توجي مع نفسه و هو يفكر بالأمر...
"يستحق والدا أفضل مني"
تمتم و لم يشعر بالوقت فقد وصل للمطعم
دخل و كان صديقه او ايا كانت طبيعة علاقتهما جالسا على الكرسي...
"لقد اتيت مبكرا..."
اردف بسخرية و هو ينظر للآخر الذي تذمر
"هيا مجرد ساعتين...دعنا ناكل اولا"
تنهد الآخر بملل...
"لا فائدة منك"
تناولا الطعام بهدوء ليقطعه صاحب الندبة
"إذا ؟ما الهدف هذه المرة ؟"
"مجموعة تهدد أحد الشخصيات المهمة...و بصراحة المبلغ جيد "
انهى كلامه بابتسامة خفيفة ...
"حسنا ساتولى امرهم... أتمنى ألا يكون الأمر مملا"
تنهد بتذمر بينما يعبث بصحنهتولى توجي أمر المهمة و عاد للمنزل...
دخل بهدوء و هناك بعض الدماء على ملابسه..."أهلا بعودتك..."
أردف الصغير و هو يشاهد التلفاز و يسترق النظر لملابس والده الملطخة بدماء اللعنات و البشر...
لم يطل توجي الحديث و صعد لغرفته ليبدل ملابسه ..نزل بعد أن أخذ حماما سريعاً و كان الفتى لا يزال على حاله...لحسن الحظ غدا عطلة و لا بأس أن يتأخر في النوم
جلس توجي بجانبه و سأله بنبرة هادئة
"هل تناولت طعامك؟"
"لا"
رد الصغير بمنتهى البساطة لينزعج والده..
"هل تنوي الموت جوعا؟! لم لم تأكل.."
أطفأ ميغومي التلفاز و نظر له ببرود..
"لم يكن هناك طعام جاهز...و آسف لأنني لا أعرف الطبخ"
شعر توجي بشيء يخز قلبه ...
بجدية ما الذي يتوقعه من طفل في الروضة؟!لعن نفسه داخليا ثم قرب ميغومي إليه...
"آسف...ماذا تريد أن تأكل؟"
"اي شيء..."
رد الفتى و هو يبتعد عن والده...
يبدو أنه غاضب...
تنهد توجي و ذهب للمطبخ أعد بعض الأرز بالدجاج بينما يراقب طفله الذي يسترق النظر بين الحين و الآخر...
ابتسم بخفة و هو يسكب الأرز ثم اتجه نحو طفله
![](https://img.wattpad.com/cover/350691723-288-k852982.jpg)