Part 5 / بجانب عينـاكِ

580 44 8
                                    

انتهت تلك الليلة..
عاد كل منهم الى منازلهم مع مشاعرهم الذي تخطت السماء
مرت الدقائق.. الساعات والايام.
كان يلمحها من بعيد.. ينضر لها من حينٍ الى حين
احيانا يتغزل بشكل مُبهم
تفهمه..
فتضحك خجلاً ..

عدى ذاك اليوم..
عائد من مقره

لم تأتي للمقر اليوم... على الرغم كان اجتماعاً مهما ،،
اتصل عليها؟ ربما مشغوله وتفاهمت فعلا مع الزعيم..
عادةً لا نتحدث كثيرا على الهاتف.. لكن كان فقط لو.. قالت لي انها لن تأتي.. سيكون لطيفاً......

يمشي في الشوارع الداكنه.. لا يعرف وجهته
يمشي الى الـلامكان
مع ضوء انارة بسيط
يمشي بخطوات متهالكه هالكه
منتضراً لصوتها..
مع ذاك الهدوء الكارثي في الاجواء ضل خافت من زقاق عشوائي
يتجاهل
الضل يتحرك
غريب
من هناك في هذا الليل العاتم..
فتاة ؟
ضل فتاة...

نعم اخَذه الفضول.. وراح بتلك الخطوات السريعة الحذِره
اخرج يديه من جيبه ليتأكد من دفاعه عن نفسه عند الحاجه
من شهيقه العالي اقترب.. واقترب.

فُتحت مقلتيه بمصراعيها..
انها الدعجاء!!..

تحت قدميها جُثتان ...
وعلى الجدار الذي أكله السواد هناك جُثه متكأه..

واقفه
تنضر الى الجثه بحزنٍ رهيب
نضره عتب
على تلك النسمات التي تمر
على تلك النجوم التي أشاهد
على ذلك الدم المتناثر

نضره خَـيبة ..
خَـيبة عميقة...

اخذ ثواني ثم تماسك مع نفسه
تقدم إليها بخطوات حَذره

شعرت به..
التفت إليه بتلك العيون الخاليه من الحياة
وانعدام الأمل
كان وجهها ملطخا بالدماء حينها
لم يسعه التصرف..

هناك تقف تحت تلكَ الأنارة الرديئه..
تلكَ النضره تصاحبها .. مع شحوب بشرتها الكرزيه..
أنا اتعذب داخلياً
كلشيء فيني الان يتخبط.. يميناً ويساراً وانه يؤذيني حقاً..
أنا لا حول ولا قوة الان...
تلك اللمعه في عينها!. انها دمعه لم تنزل
واعتقد لن تنزل..

رأيته يقف امامي.. لم اصدر اي رده فعل كبيرة
بالعكس.. كنت هادئه... نضرت إليه لثوانِ وابعدت وجهي ببطء وهدوء الى الجهه الأخرى..
نعم.. انا محطمه..

تقدم خطوتان إليها..
لم يعرف ما يفعل.. بادر ووضع يديه على كتفها

«يحق لي ان اسأل؟
..
ماذا حدث....؟»

«لا شيء ... حقاً لا شيء»
اردفت ببضع كلمات وهي تبعد رأسها لتخبأه بين تلك الضلمات..

حلوة منامي || سانزوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن