الفصل الثالث

45 11 1
                                    

كادت ستيلا تبكي من شدة صدمتها فهاتف مولي هو الآخر مغلق، والآن ضاعت جميع وسائل اتصالها بهم، شعرت بالحزن والوحدة الشديدة؛ لأن اصدقائها لا يكترثون بأمر غيابها، ألقت الهاتف بجانبها ودفنت رأسها في احد الوسائد بجوارها، واخذت تفكر اين تذهب، إلى عُرس صديقتها، إلى اصدقائها وحبيبها الذين لا يهتمون لأمرها، ام عليها الذهاب لمنزلها، فكرت قليلا، العودة لمنزلها مرة اخرى سيستغرق وقتا اكبر، بينما الذهاب لبيت مولي سيستغرق وقتا اقل بكثير، وفكرت ايضا انه يمكن للشبكة هناك ان تكون ضعيفة او ما شابه وانها تظلمهم بهذا الشكل، على كل حال هي عليها النهوض الآن ومغادرة منزل هذا الشاب.

اتخذت قرارها هذه المرة بلا تراجع فنهضت ببطئ، وكانت بدأت تتأقلم على شعور بطنها المؤلم، سمعت طرقات على باب الغرفة، سمحت لنايثان بالدخول، وحال دخوله انتبه إلى انه تقف تائهة في غرفته لا تعرف شيئا فبادر بسؤالها
-ماذا حدث؟
نظرت له الفتاة وهي تشعر ببعض الخجل من اصدقائها وعدم اكتراثهم بها
-لا شئ فقط لقد اخطأت في الأرقام فاتصلت برقم غريب، والآخر رقم مغلق، لا اظن اني اتذكر ارقامهم جيدا
   لا تعلم لما كذبت ولكنها لم تحب ان تخبره بالحقيقة
-هذا امر مؤسف، ولكن اين تذهبين
-‏سأغادر
-‏ولكن لا يمكنك، لا تستطيعين التواصل مع اصدقائك ولا تستطيعين المشي بهذه الحال
-‏لا اعلم، اريد المغادرة فقط
-‏ولكن..
-‏اذا اردت مساعدتي فلتفعل، واذا لم ترد فدعني اذهب رجاءً
  تنهد نايثان وعلم ان هذه الفتاة عنيدة للغاية
-حسنا، سأوصلك لمكان أصدقائك
-‏هيا بنا إذاً
-‏سأجمع فقط بعض الاشياء وسنذهب سريعا، يمكنك ان تتناولي شيئا في خلال هذا الوقت
نظرت له ستيلا، لم تكن ترغب في الأكل، ولكنها شعرت ان طريقة كلامها منذ قليل كانت غير مهذبة البتة، فوافقت على تناول الطعام كشئ من الاعتذار.

جلست ستيلا تتناول طعامها بينما ذهب نايثان يجمع حقيبة تتكون من علبة إسعافات أولية، ظن ان هذا اهم ما سيحتاجه، واخذ مالا يكفي لشراء بعض المستلزمات التي تنقصه احتسابا إذا مر على المدينة، وبعض زجاجات المياه ، وكان ما يضعه في الحقيبة تاليا غريبا ، فقد وضع بعض علب الطعام المجفف، كان سيوصلها فقط إلى اصدقائها وهي ليست بالرحلة الطويلة على ما يظن، ولم يكن بحاجة للطعام، ولكن شيئا ما في داخله قال له «لن تخسر شيئا إذا اخذت بعضها معك احتیاطا»، وبعد ان اعد حقيبته وتأكد من انه لم ينسى شيئا، عاد لستيلا ووجد طعامها يكاد يكون لم يمس ، اي انها اكلت قليلا للغاية، بينما هي كانت تقف قبالة الشرفة تتطلع للغابة في شرود، ولم تكن قد انتبهت لدخوله بعد فقد اخذت الاحداث الأخيرة عقلها، خصوصا ان اصدقائها لم يكترثوا لأمرها ، ولكن كان يجب عليها ألا تستبق الأحداث فهاتفها ليس معها ، وهناك احتمال كبير لضعف الشبكة حيث يتواجدون ... وقطع افكارها طرقتين على باب الغرفة المفتوح التفت لتجد نايثان يقف عند مقدمة الباب حاملا حقيبة على كتفه

𝐓𝐇𝐄 𝐒𝐘𝐋𝐕𝐀 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن