الفصل السابع

27 9 2
                                    

كان الليل قد حلّ عليهم في ذاك المنزل المزدحم، وكان جميع ساكنيه قد خلدوا للنوم بينما كان اغلبهم يفكرون كيف ان هذا اليوم كان طويلا للغاية،كانت الجدة ماتيلدا التي اصرت على النوم في الغرفة المجاورة لغرفة ستيلا تفكر انها الآن على شفا احداث سوف تغير العالم بأسره، اخبرت هنري وسميث وايضا بول الأحمق بأن لا يخبروا احدا بما قالته لهم، لأنه إذا علم احدٌ من هؤلاء الساحرات بأمر السيلفا سوف يسعون لقتلها حتما،  وعلى الجانب الآخر كان نايثان يحاول النوم بعد كل احداث اليومين الأخيرين إلا انه لم يستطع بسبب اصوات الشخير التي تحيط به، ولمرة اخرى تمنى لو انه كان ينام على سريره المريح في غرفته الهادئة، إلا ان عليه تقبل الأمر الواقع الآن، وعليه ايضا تقبل فكرة نومه مع إيان_الذي بات يشكل له عدوا لدودا الآن وهو لا يعلم_ في نفس الغرفة، اما الأخير فكان يشعر بالحيرة والارتباك، وتأكد ان ما يحدث معه ليس عاديا، ليس عادي ان يغار على ستيلا، الغيرة تعني الحب، وهو بالتأكيد لا يحبها، لقد حُفرت عدد دقات قلبه في عقله، عندما ظن ان جدة بول هي ستيلا، وعندما رآها غارقة في دمائها، وعندما شاهد هذا الغبي يلمسها، ويعلم الله ماذا حدث بينهما، ألم يشاهدها وهي تلمس يده "دعه يا إيان"..هه، ولكن لماذا؟!! لماذا يهتم؟ انه يعلم جيدا انه من المستحيل ان يفكر حتى في إمكانية تقبلها كحبيبته، إلا ان هذا الأمر ظل يؤرقه عدة ساعاتٍ حتى غفا اخيرا.

وبعد يومين استيقظت ستيلا من سُبات دام عدة ساعات مُلقيًا الرعب في قلوب اصدقائها خوفا من ان تكون إصابتها قد تطورت لتصبح خطيرة، إلا انها كانت وحدها، فتحت عيناها ببطئ بينما ضربت اشعة الشمس عيناها فأعمت بصرها لعدة ثوانٍ، ثم باتت ترى ما حولها واضحا، هي تعرف هذا الغرفة جيدا، لقد نامت بها كثيرا، وسهرت مع مولي وآنّا بها ليالٍ كثيرة.. فجأة تذكرت مولي وآنّا.. اصدقائها، إنها الآن في منزل مولي، اي انهم موجودين معها لكنهم ليسوا حولها الآن، كم اشتاقت لرؤيتهم، تراطمت الذكريات في عقلها واحدة تلو الأخرى مما اصابها بالصداع، في البداية تعرضت لقطاع طرق كادت ان تهرب منهم إلا انهم اصابوها فأنقذها شابٌ لا تعرفه ثم عرضت حياته للخطر حين هاجمها هذا الشئ فأنقذها مرة ثانية ثم فُتح جرحها مرة اخرى وكان آخر ما تذكرته هو نايثان الذي كان يحملها داخلا المنزل، فكرت انها ستحتاج لأكثر من الكلام لشكره على مجهوده، نزعت الغطاء عنها وبدأت تنهض ببطئ، حالما لمست قدماها الأرض ووقفت شعرت بالألم ينتشر في كامل جسدها، ظلت على حالها هذا فترة ليست بالكبيرة حتى تأقلمت على هذا الشعور المؤلم، وبدأت تنزل السلالم بحذر، كانت ترتدي قميصا واسعا لمولي جعلها مرتاحة، قابلت عددا من الوجوه التي تعرفها ورأت السعادة في عيونهم حالما رؤها، في الحقيقة لقد ساعدها بعضهم في المشي

- هاي انظروا من استيقظ اخيرا
قالت صديقتها إيما،وفجأة التفت جميع الجالسين في الغرفة تجاه الصوت ،وحالما انتهت فترة الدهشة، عَلت البسمة والفرحة وجوه الجميع ،وسرعان ما انتشرت الضحكات في المكان،التف الجميع حولها وصاروا يهللون لها،ورأت ستيلا مولي وآنّ يتقدمون منها، فسارعت بإحتضانهم،وشرعت الفتيات في البكاء والضحك في آنٍ واحد، وحين ابتعدوا عنها للحظات، لمحت ظِل شابٍ ذا بشرة بيضاء وعيونٍ رمادية لامعة تحدقان فيها بفرحة، جرت باتجاهه،وجرى باتجاهها، حتى تقابلت أجسادهم في عناق دام طويلا، وعندما انفصلت عنه تلاقت أعينهم الدامعة لفترة قصيرة، ثم شدت ستيلا شعره الأسود الناعم تجاهها واحتضنته مرة أخرى

𝐓𝐇𝐄 𝐒𝐘𝐋𝐕𝐀 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن