الفصل الاول

184 13 5
                                    

في احد الصباحات التي تبدو مبهجة، ولكنها ليست كذلك وسكان الأرض لا يعلمون انها مجرد بداية او آخر مشهد سعيد، حين تعانق الشمس الغيوم وتنشر اشعتها الدفيئة بينها.
وكانت هناك فتاة تقود سيارتها متجهة خارج المدينة تستمتع بهذا الصباح الجميل ايضا وحين رن هاتفها ردت بصوت هادئ

-انا على الطريق الآن لا تقلقوا

تكلمت صديقتها بصوت مرح يعمه الضجيج من حولها
-‏عزيزتي، نحن لا نقلق عليكِ، اننا فقط قلقون من تأخرك

-‏هاها، لقد حزنت يا إلهي، ولكن اليس مبكرا للغاية إنها السادسة صباحا!
-‏اه لا ليس مبكرا، ارجو ألا تسمعني ولكنها لم تجعل عيناً تغفل منذ البارحة، لا اتذكر عدد اكواب القهوة التي شربتها
-‏اعتقد انكم انهيتم كل شئ الآن
-‏لا، لم يتبقَ سوى بعض التجهيزات الصغيرة
-‏حسنا ارجو ان تنتهوا منها قبل ان أصل.. اكملت بمزاح.. فسأكون متعبة للغاية
-‏لا تقلقي سنترك لكِ المهام الصعبة، ولكن اخبريني كيف هو الفستان
-‏انه جميل للغاية، لا استطيع ان اصفه انتظري حتى تريه، ولكنه سيكون جميلا للغاية عليها
-‏حسنا سأغلق الآن، انتبهي لنفسك ولا تقودي بتهور
ضحكت قبل ان تجيب
-وداعا

فكرت ستيلا  في داخلها اصدقائها يعرفونها جيدا، فهي ليست من النوع المتهور الذي يقود السيارة وكأنه في سباقٍ مع نفسه وهذا لا ينطبق على قيادة السيارات فقط.
ثم تذكرت إيان، هو من يقود بتهور حقا، ثم تذكرت انها لم تحادثه منذ ليلة امس، كادت تمسك بهاتفها حتى تهاتفه، إلا ان فكرة غريبة واتتها، إيان سيكون متواجدا بمنزل مولي عندما تصل فيمكنها ان تؤجل إتصالها له حتى تراه هناك لتجعل لقائهما مشوقاً اكثر، اعجبتها هذه الفكرة كثيرا فبادرت بتنفيذها حين اغلقت هاتفها، حتى تحرقه شوقا، شغلت بعض الأغاني الهادئة واخذت تدندن معها.

مر الوقت كثيرا فشارفت على الخروج من المدينة، لم تنتبه هي إلى الوقت ولا إلى الأحجار الموضوعة في طريقها، لم تسمع صوت إنفجار إطار سيارتها في البداية ولكنها شعرت به، اطفأت الأغاني والمحرك، حاولت إيقاف السيارة ونجحت في ذلك في النهاية، كانت بدأت تتنهد بسعادة انها لم تصب بأذى حتى سمعت صوت ضحكات رجولية عالية ثم سمعت بعدها احدهم يتحدث بوقاحة

-هاي ماركوس انها فتاة يبدو اننا حصدنا غنيمتين اليوم

وفهمت حينها ان إطار سيارتها لم ينفجر وحده، بل كان مخططا لكل هذا، وانها علقت مع قطاع طرقٍ الآن.
تذكرت انه يوجد معها سكين يمكنها ان تستخدمه في الهروب يوجد في درج السيارة امام المقعد المجاور لها، فكت حزام الأمان واسرعت تفتح الدرج وتبحث فيه وحين امسكت بمقبض السكين شعرت بهواء الغابة البارد يلامس قدميها، كان باب سيارتها مغلقا ولكنهم تمكنوا من فتحه، كانت تسحب جسدها للداخل حين شعرت بيدين باردتين يحكمان قبضتهما على قدميها ويسحبانها إلى الخارج، حاولت المقاومة ولكن جسدها الهزيل لا يستطيع المقاومة امام هذه الغيلان، بدأت الصرخات تشق طريقها من حنجرتها واحدة تلو الأخرى عالية و سريعة

-فليساعدني احد، اتركني ايها القذر.. ساعدوني
-‏لا تؤلمي حنجرتك الجميلة فلن يسمعك احد هنا

رد عليها رجل قصير وسمين وجهه ممتلئ فتكاد ملامحه لا تظهر، ارتدى الكثير من الملابس غير المتناسقة التي يبدو انها سرقها ايضا، كان مازال يسحبها للخارج وهي تصرخ وتستنجد بلا احد، ولم يلحظ السكين المتعلق بيدها بعد، فلم تجد الفتاة فرصة افضل من تلك لمهاجمته، وبحركة سريعة غرزت السكين في فخذه، بحيث تبطئ من سرعته اثناء ملاحقتها، ولم يجد الرجل ملاذا سوى الصراخ والعويل متمتما بأقذر الشتائم، ولم تختر الفتاة وجهة بل اخذت تفر مرعوبة ومسروقة الأنفاس على الطريق، وللمرة الثانية ظنت انها قد نجت بحياتها إلا انها وجدت نفسها ترفع عن الأرض من قميصها، وتمتم احدهم بجانب اذنها

-هل ظننتِ انكِ نجوت، لقد بدأ عذابك من الآن

اصابت انفاسه الباردة جسدها بالقشعريرة فأخذت ترتجف، واصبح هو يجرها قليلا ويحملها عن الأرض قليلا، وادركت انها جرت مسافة كبيرة؛ بسبب رحلة عودتهما إلى السيارة التي استغرقت وقتا طويلا، وعندما اقتربوا سمعت الرجل الذي اصابته يصرخ بكامل صوته

-اقتل هذه الحمقاء اللعينة، ماركوس
-‏لا تقلق سأجعل موتها بطيئا ومؤلما

ورماها ماركوس على الأرض بقوة حيث كادت رأسها تصتدم بحجر كبير صارت تستند عليه الآن، وعندما نظرت اخيرا للذي كان يحملها وجدته على عكس صديقه، فغلب عليه الطول وعضلاته الضخمة كانت بارزة من ملابسه وكان وجهه ايضا وحشيا اكثر من الآخر، فبدا عملاقا مرعبا.
ضمد ماركوس جرح صديقه، ثم اتجه بنظره للفتاة المغفلة التي تجلس مرتعبة منه وفكر في تقييدها حالما ينتهي وبعد ذلك يمكنه ان يفكر كيف سيقتلها، اخرج حبلاً من الحقيبة الملقاة بجانب صديقه واتجه إليها، وهي التي لم تفقد الأمل حتى الآن وكانت قد التقطت حجرا كان بقربها، وكانت خطتها بسيطة للغاية، فقد اقتدت بأن تهاجمه في رأسه حالما يقترب منها، فقبضت على الحجر في يدها جيدا، وهو لم يعلم بأمر خطتتها ظنا منه انها قد استسلمت، ولم تهدر الفتاة وقتا آخر فحين جثا على ركبتيه ليواجهها كانت هي تهاجمه في زاوية رأسه اليسرى

-ايتها المشاغبة اللعينة، انك فقط تسرعين من اجلك الحتمي

ولم ينتظر كثيرا هو الآخر فسحب سكينه من جيبه وغرزها في اعماق بطنها، ولم تستغرق الفتاة ثوانٍ حتى بدأت بالصراخ والاستنجاد بالناس، شعرت بأن روحها تخرج من هذه الثقب في بطنها، او هو الدم الذي شعرت به ينزلق من كامل جسدها نزولا إلى جرحها، ولم تشعر يوما بمثل هذا الاشتعال وكأن اعضائها بالداخل جميعا تأكلهم النار، فلم تجد شيئا تفعله سوى الضغط بيدها على جرحها النازف، متقبلة فكرة موتها الحتمي الآن، وكان ماركوس يستعد ليشن هجمته الثانية إلا انه سقط مغشيا عليه.

𝐓𝐇𝐄 𝐒𝐘𝐋𝐕𝐀 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن