الفصل الخامس

36 13 0
                                    

فكرت الجدة ماتيلدا في كل ما يحدث وفي تلك الصور التي رأتها ، نعم هو، هو بعينه، ولا شك في ذلك، إنها النبوءة بدأت تتحقق، ويجب ان تأخذ حفيدها لمنزلها ، ولا تخرج حتى تتحقق بقية النبوءة، ستحدث احداث كثيرة وبشعة حتى تعود المياه لمجاريها مرة اخرى توقفت السيارة ، وفي نفس الوقت رأت مجموعة من الشباب تظهر عند مقدمة الباب، فتحت الباب وضربتها اشعة الشمس في وجهها فأعمت بصرها لعدة ثواني حتى استطاعت ان ترى حفيدها يتقدم من بين هذا الحشد

- جدتي ماذا هناك؟ هل الجميع بخير ؟!!

رد عليه احد افراد القبيلة القادم معها
- لا تقلق لا توجد اية مشاكل لقد جئنا لاصطحابك فقط

- ماذا ؟!! جئتم لماذا؟

- جئنا لاصحابك للمنزل ألم تسمع

قالت الجدة بينما طغت سيطرتها على الموقف
- انت لست في أمان هنا والجميع في القبيلة قلقون عليك

- ولكن جدتي انا استطيع حماية نفسي جيدا، حقا انكم تشعرونني بالخجل امام اصدقائي، انا لم اعد صغيرا لتخافوا علي

- ايها الفتى العنيد هل تعارض كلام جدتك !!

-انا لا افعل ولكن...

قطع کلامه صوت عويل ذئب جاء من مكان قريب

- حسنا يمكنكم التحدث في الداخل فالمكان هنا ليس آمنا كما ترون
قالت مولي بينما استمر عويل هذا الذئب الذي جعل قلوب الجميع تخفق.

- هل سمعت هذا الصوت؟
سألت ستيلا نايثان مرعوبة

- نعم اظن انه ذئب

- إذن هل تظن ان ذلك الشئ كان ذئبا ؟ !!

- لا اظن ان الذئاب تستطيع الوقوف على قدميها !!

- يا الهي

ارتفعت دقات قلب ستيلا لدرجة انها ظنت انها مسموعة، توترت كثيرا وشعرت بالعرق يتصبب من انحاء جسدها لم تشعر يوما بمثل هذا الرعب، فهي كانت معروفة دائما وسط اصدقائها انها الأقل خوفا، إلا انها الآن تشعر ان حياتها على المحك ، وان هذه الكائنات ليست عادية.
وبجانبها كان نايثان يبتلع ريقه، كان الطريق امامه وخلفه خاليا ، إلا انه لم يكف عن النظر في المرأة الجانبية كل دقيقة ليتأكد انه ما من شئ يتبعهم، كان كل خوفه الآن يتشكل في أن يتلقوا ضربة من الظهر، وكان هذا اشد ما يكرهه ويخافه في الآن نفسه، عندما كان صغيرا كان يخاف ان يدير ظهره لشخص يكرهه ، كان دائما يشعر بأن هذا الشخص سيستغل الفرصة لضربه في ظهره، كان ينساق لشعوره هذا في بعض الأحيان ويلتفت ليمشي في الاتجاه المعاكس، وفي احيانا كثيرة كان يتجاهل مشاعره هذه ولا تمر دقيقة إلا وهو يتلقى ضربة من متنمر غبي آخر ، وها هو الآن يخاف ان يهاجمه حيوان شرس لا يعلم مدى قدراته.

وعلى الجانب الآخر كان إيان يعاني اضطرابا في مشاعره، فلقد ظن جدة بول ستيلا وقد استطاعت ان تنجو، إلا ان ما جعله مصدوما هو حماسه الزائد عن حده لظنه ان ستيلا عادت إليه، هل يعقل ان يكون واقعا في حبها .. لا بالتأكيد لا.. قال في نفسه، هو فقط اشتاق لها؛ لأنه ليس معتادا على غيابها عنه كل هذه الفترة، وفكر ايضا ان هذا مفيد بعض الشئ لأنه يجب ان يتعود على غيابها إذا كان يريد الانفصال عنها حقا.

𝐓𝐇𝐄 𝐒𝐘𝐋𝐕𝐀 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن